الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صغار المستثمريـن حائــرون

صغار المستثمريـن حائــرون
9 سبتمبر 2006 01:53
إعداد - قسم الاقتصاد: يبدو أن مؤشرات أسواق المال المحلية لا تعكس بمصداقية معنويات صغار المستثمرين تجاه تعاملات الأسهم على المديين القريب والمتوسط، ففي الوقت الذي بدأت فيه مؤشرات الأسهم في تسجيل مستويات مرتفعة لتعكس النشاط الذي بدأ يدب في الأسواق المحلية، وتبشر بأن فترة تعويض الخسائر قادمة، يرى العديد من المستثمرين أن الارتفاع الحالي ما هو إلا ارتفاع ''لحظي'' سرعان ما يختفي بريقه، أو هو بمثابة ''مصيدة'' اتقن صنعها بعض المضاربين لجذب الصغار مرة أخرى إلى الأسواق لرفع السيولة وتنشيط حركة التعاملات للوصول مجدداً بالأسعار إلى مستويات مرتفعة تمكنهم من تحقيق مكاسب كبيرة، خاصة وأن غالبية المضاربين استغلوا فترات التراجع وقاموا بتكثيف عمليات الشراء عند مستويات متدنية للغاية بهدف الاحتفاظ بها، وإعادتها للسوق مجددا مع بدء العودة إلى مرحلة الارتفاع· استطلاع ''الاتحاد'' على الرغم من أنه أظهر التشاؤم الذي خيم على العديد من المستثمرين، إلا أن البعض أكد تفاؤله الكبير بالأداء خلال الأشهر القليلة المقبلة، وأكد أن الارتفاع الحالي للأسعار ما هو إلا بداية الانطلاق المدروس للسوق، وأن فترة الاضطرابات الماضية قد أكسبت العديد من المستثمرين مناعة ذاتية ضد الانخداع والانسياق وراء المضاربين، وأن هناك العديد من الدروس التي تعلمها صغار المستثمرين كانت بمثابة قواعد لكيفية التعامل مع أسواق المال المحلية· وأجمع العديد من صغار المستثمرين على أن ما سجلته الأسواق من خسائر لن يتم تعويضه كاملاً خلال الأشهر القليلة المقبلة، خاصة وأن السوق قد شهدت ارتفاعات حادة خلال العام الماضي، ومبالغاً في تقديرها في كثير من الأحيان، ومن ثم كان رد الفعل طبيعياً، فعلى قدر ما ارتفعت على قدر ما تراجعت، ومن ثم فالفترة المقبلة ستشهد مستويات مرتفعة معتدلة، للوصول بالأسعار إلى مستوياتها الطبيعية والصحية، التي يجب أن تكون عليها، وستكون تلك المستويات هي مرحلة التعاملات الصحية التي سيتحرك السوق من خلالها داخل نط اقات صحية، وقد تشهد الفترة المقبلة ايضاً عمليات لجني الأرباح، إلا أنها ستكون محدودة للغاية، ولن تمثل ضغوطاً تذكر على الأداء العام· يرى أحمد المهيري أن انخفاض أسعار الأسهم لا يعني أن المستثمرين سيخرجون بعد أن يحصلوا على رؤوس أموالهم كاملة، فسوق الأسهم مازالت الأفضل استثماريا في الوقت الراهن، وتعاملات الأسهم مثل التجارة، فيها الربح والخسارة، كما أنها ليست المرة الأولى التي تعيش فيها سوق الأسهم حالة من الاضطرابات، ومن المفترض أن يعود الجميع مع انتعاش السوق لدفعها إلى مزيد من الانتعاش· وأضاف المهيري: الارتفاع الأخير في الأسهم أعاد تقريباً نصف خسائري السابقة، وهناك تفائل عام وسط الأسواق والمستثمرين، والثقة تزداد يوماً بعد يوم، وعامل الوقت هنا مهما للغاية، ونحن مستثمرون ولسنا مضاربين، ولذلك فالوقت ليس مهما طالما سنحصل في نهاية الأمر على الأرباح· وأشار إلى أن الاندفاع وراء المضاربين يعتبر من أهم الدروس التي تعلمها في سوق الأسهم، مشيرا إلى أن الجميع يدرس حاليا السوق جيدا قبل الشراء أو البيع لتجنب تكرار الخسائر، وتكمن المشكلة في المضاربة، فالغالبية تنساق سريعاً وراء الارتفاعات، وقرارهم نابع من الاتجاه العام للسوق، وليس من رؤية محددة يتم تحديدها وفقاً لدراسات فنية·· والجشع هنا هو المحرك الرئيسي للسوق، لذلك نرى في كثير من الأحيان أن هناك مكاسب لحظية، سرعان ما تتحول إلى خسائر ضخمة· وأشار المهيري إلى أن الأسهم مثلها مثل التجارة، فيها الربح والخسارة، والخسائر التي حصلت مؤخراً في سوق المال ليست خسائر طويلة الأمد، ولا يمكن أن نلقي باللوم على أحد، فلم ينج احد منها، وربما تكون الخسائر بنسب متفاوتة، إلا أن الجميع دخل مرحلة الخسارة، وقال: نعرف جميعا أن نسبة كبيرة من الخسائر كان وراءها مضاربون·· لكن من هم المضاربون؟·· ولكن الأمر يختلف إذا ما عرفنا أن الصناديق والمحافظ الاستثمارية كان لهما أيضا دور كبير فيما عاشته الأسواق من اضطرابات، وهنا نتساءل ''أين دور الرقابة على أداء مثل هذه الصناديق أو المحافظ ؟''·· لذا يجب أن تشدد الرقابة على أداء الصناديق والمحافظ حتى لا يتكرر السيناريو، وقد تكون الخسائر أكبر في المرة المقبلة، وقد نعيد تكرار أحداث ··1998 فهل استوعب الجميع الدرس·· وهل بالفعل أخذنا مناعة ضد التقلبات؟· ويضيف: يجب عدم ترك سوق الأسهم باعتباره أحد الأدوات المهمة المؤثرة في الاقتصاد الوطني في يد المضاربين والعابثين، والفترة الحالية تعد من أصعب الفترات التي تمر بها السوق، فأما أن تكمل مسيرة الصعود، أو أن تحدث انتكاسة للارتفاع الحالي وتسجل مزيداً من الخسائر، وهو ما نخشاه جميعاً· مخاطر مرتفعة تؤكد حصة سلطان (موظفة) أن الارتفاع الأخير الذي حصل لأسعار الأسهم لم يمكن غالبية المستثمرين من استرداد كامل خسائرهم، إلا أنه حسن من الوضع على نحو محدود، وتقول: تعلمنا من الانخفاض الأخير لأسعار الأسهم المحلية العديد من الدروس، وهي أن سوق الأسهم من الاستثمارات ذات المخاطر المرتفعة، ويجب الحرص في التعامل معها، ومن يعتقد أن تعاملات السوق مجرد الشراء والبيع فقط فهو لم يتعلم شيئاً من الدرس، فلم نكن نتوقع أن يحدث ما حدث من انهيارات في أسعار الأسهم، والكل كان يعتقد أنه مهما بلغت نسب التراجع فهو مازال من الرابحين إلا أن الأيام أثبتت له عكس ما كان يعتقده· ودعت حصة سلطان كافة المستثمرين في السوق إلى عدم الخروج في الوقت الراهن خاصة مع بدء عودة النشاط إلى السوق، والارتفاع الذي سجلته غالبية الأسهم المدرجة في قائمة التداول، وحذرت من أن الانسحاب من السوق في الوقت الراهن قد يكون له انعكاسات سلبية خطيرة على تعاملات الأسهم، حيث إن من شأن هذا الأمر سحب سيولة ضخمة من السوق التي هي في حاجة حالياً إلى مزيد من السيولة للعودة مجدداً إلى النشاط الذي بدأ منذ أسابيع قليلة، ومن ثم يجب أن يركز الجميع في الوقت الراهن إلى كيفية التعامل باتقان مع السوق، وعدم التسرع في اتخاذ القرارات سواء بالاستمرار أو الخروج· وينظر بدر سعيد (موظف) إلى الارتفاع الأخير لأسعار الأسهم على أنه بداية متواضعة، ويقول: حجم الخسائر التي تكبدها المستثمرون خلال العام الجاري مقارنة بالارتفاع الأخير يوضح أن السوق مازالت تعاني من خسائر ضخمة، وأن ما حدث لا يمثل سوى تعويض لما نسبته 10% تقريباً من إجمالي الخسائر التي سجلتها السوق خلال العام الجاري، ومن ثم فأمامنا الكثير لتعويض كامل الخسائر والتحول إلى الربح، وقد يعتقد البعض أن الأسهم بدأت مشوار الصعود وأن تحقيق الأرباح قادم، وهو الأمر المخالف للواقع، فما يحدث حالياً هو تعويض لجزء من الخسائر، والعودة إلى المستويات المرتفعة لأسعار الأسهم والتي كانت عليها بنهاية العام الماضي أمر مستحيل في الوقت الراهن، فالارتفاع كان غير مبرر، ومن ثم سيكون هناك مستوى صحي لأسعار الأسهم يجب أن تصل إليه· عودة الانتعاش ويرى أحمد السويدي أن عودة الانتعاش سريعاً إلى السوق أمر يتحكم فيه مجموعة من كبار المستثمرين تتشابه لديهم المصالح في التحكم بوضع السوق، وقد تدفع الخسائر التي تعرض لها صغار المستثمرين إلى الخروج من سوق المال بشكل سريع، ويقول السويدي: المسؤول عن خسائر صغار المستثمرين في السوق هم كبار المستثمرين، وأتمنى أن أعرف ما هي الفائدة التي يحققونها من خسائر الصغار سوى خروجهم من السوق وإبعادهم عن مصدر رزقهم الرئيسي· ويؤكد عمر العري (موظف) أنه سيخرج من السوق فور الحصول على كامل أمواله التي ضخها في السوق، إلا أنه أبدى تشاؤماً من حدوث ذلك سريعاً، وقال: الارتفاع الأخير لأسعار الأسهم لا يعني أن السوق قد بدأت بالفعل في الصعود التدريجي، وكل ما أخشاه هو عودة المضاربين بقوة إلى السوق للتحكم مجدداً في التعاملات، وهو ما يخدع العديد من صغار المستثمرين الذي يسيرون في الغالب خلف المضاربين طمعاً في تحقيق الأرباح السريعة والعالية· ويدعو علي بن شرار إلى وضع ضوابط جديدة للتعاملات داخل أسواق الأسهم المحلية للحيلولة دون حدوث سيناريو الاضطرابات، والقضاء على المضاربات غير المحسوبة والتي تنعكس مبشارة ليس فقط على صغار المستثمرين بل على نشاط السوق بشكل عام، وقال: الارتفاع التدريجي والقائم على المؤشرات العلمية الصحيحة يجب ان يستند على دراسة ومعرفة والثقة في الأخبار التي تتناقلها وسائل الإعلام حول أداء الشركات وبياناتها، والبعد عن الشائعات والترويج الذي يخدم فئة قليلة جداً من كبار المستثمرين (الهوامير)، وللحد من هذه الأعمال يجب مراقبة سوق الأسهم بشكل دقيق وقراءة المؤشرات وإعطاء البيانات الصحيحة التي تعزز ثقة المستثمر بالسوق مع اتخاذ التدابير اللازمة ضد الأشخاص أو المؤسسات التي تقوم بأعمال مخالفة بهدف تحقيق مكاسب سريعة على حساب صغار المستثمرين· وفي السياق نفسه يؤكد راشد المر أهمية الحد من المضاربات غير المحسوبة التي قد تربك السوق، وتؤدي إلى نتائج قد تصيب أسواق الأسهم بالشلل، ويجب الاستفادة من التجارب السابقة والحذر الكامل من الارتفاع المفاجئ لقيمة الأسهم مع عدم ترك السوق للمضاربين من خلال اتخاذ إجراءات وقائية مبنية على أسس علمية ومعايير اقتصادية تعزز من مكانة السوق وتحفظ حقوق جميع المساهمين، وهو ما يتطلب تعاونا كاملا بين كافة المؤسسات ذات العلاقة بأسواق المال المحلية لتعزيز مسيرة التنمية والحفاظ على السوق من المتلاعبين· درس للجميع ويقول محمد راشد المزروعي أحد المستثمرين في المنطقة الغربية إن الارتفاع الأخير لأسعار الأسهم لم يصل للحد المطلوب، خاصة وأن الانخفاض كان حاداً ومفاجئاً وبالتالي كانت الخسائر كبيرة جداً بعدما عجز المستثمرون عن توفيق أوضاعهم والتخلص من الأسهم عند بداية هبوطها، مشيراً إلى أن ما حدث في أسواق المال كان درساً لجميع المتعاملين في البورصة خاصة وأن الصعود والهبوط لا تحكمه آليات وقواعد محددة فتارة يصعد السهم في الوقت الذي لم يحدث فيه ما يدعو للارتفاع وتارة ينخفض سعر السهم في الوقت الذي تعلن فيه الشركات عن تحقيق أرباح جيدة تؤهلها لارتفاع أسعار أسهمها في السوق· وأكد المزروعي أن الارتفاع الحالي لأسعار الأسهم سيشجع معظم المستثمرين على العودة للتعامل مع البورصة بشكل كبير، مشيراً إلى أنه أصبح يعلم بشكل نسبي كيفية التعامل في السوق بعد الأحداث الأخيرة، وألقى المزروعي باللوم على الجهات الرقابية المعنية بسوق الأسهم، وحملها مسؤولية الاضطرابات التي شهدتها أسواق الأسهم المحلية منذ مطلع العام الجاري، وطالب في الوقت ذاته بتشديد الرقابة على أداء السوق، وعلى عمليات الافصاح عن البيانات الفصلية أو السنوية، وكذلك كافة البيانات المتعلقة بالشركات المدرجة في السوق· ويرى سالم عيسى مستثمر أن الارتفاع الأخير كان محدوداً، خاصة وأن معظم الأسهم انخفضت بنسبة كبيرة جداً، فعلى سبيل المثال انخفض سهم تبريد من 7,5 درهم إلى 2,5 درهم، ثم عاد ليرتفع إلى 3 دراهم، وهو ما يعني أن السهم مازال منخفضاً 4,5 درهم، وكذلك سهم اعمار انخفض من 27 درهماً إلى 11 درهماً، وعاد ليرتفع فوق مستوى 14 درهماً، وهو ما يعني أن السهم مازال منخفضا نحو 13 درهماً، فهل هذه نسب معقولة لاستعادة الأموال التي تكبدها المستثمرون فيها، مؤكداً على أهمية عدم الاندفاع والتريث في الشراء والبيع وعدم تأخير الأسهم لفترات طويلة على أمل الارتفاع· ورفض عيسى فكرة تكرار تجربة الأسهم مرة أخرى، وقال: لن أتعامل مع البورصة مرة أخرى بعد أن أسترد كافة خسائري في السوق، ولن أتعامل مع السوق مهما كانت المغريات، ومهما ارتفعت أسعار الأسهم، فالدرس الأخير ما زلت أتذوق مرارته إلى الآن· ارتفاع لحظي وينظر خالد الحوسني إلى الارتفاع الأخير لأسعار الأسهم، بنظرة متشائمة للغاية، ويقول: الارتفاع الأخير لأسعار الأسهم، ما هو إلا لحظي، ولن يدوم طويلاً، خاصة وأن السوق بحسابات الخسائر السابقة، فهي بالفعل مازالت تعاني من خسائر كبيرة، والصعود الأخير صحوة ستنطفئ سريعاً، وأعتقد أنها محاولة عابثة من بعض المضاربين لإعطاء دفعة وهمية للسوق، لجذب صغار المستثمرين للدخول إلى السوق مجدداً، ثم يعدون العدة للبدء بالتلاعب مجدداً· وحذر الحوسني من الانجذاب وراء الارتفاع الأخير في السوق، وقال: كما قلت إن الارتفاع الأخير مصيدة لجذب الصغار، وأعتقد أن هناك مخططاً متقناً من قبل بعض كبار المستثمرين لرفع السوق إلى مستويات يحددونها فيما بينهم، على أن تتم عمليات البيع فجأة ليتربحوا من الصعود الذي سجلته السوق مؤخراً ووصل ببعض الأسهم إلى مستويات مربحة بالنسبة لهم، خاصة وأن هناك من اشترى كميات كبيرة من الأسهم فترة التراجع، ومن ثم فالارتفاع الأخير يعني أن هناك مكاسب لقطاع لا بأس به من المتعاملين·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©