الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تظاهرات ضخمة تطالب بالعدالة في إسرائيل

تظاهرات ضخمة تطالب بالعدالة في إسرائيل
1 أغسطس 2011 00:08
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس، تشكيل لجنة وزارية لمواجهة أزمة غلاء المعيشة والتفاوت الطبقي في إسرائيل، التي أدت إلى استقالة مسؤول إسرائيلي كبير، غداة تظاهرات ضخمة طالب منظموها حكومته بتحقيق العدالة الاجتماعية أو الاستقالة، وسط تحذير من حدوث “فوضى” إذا تمت تلبية جميع مطالبهم. وفي أكبر استعراض للقوة من جانب حركة الاحتجاج على الغلاء والتفاوت الكبير بين دخول الأغنياء والفقراء، تظاهر 150 ألف شخص، حسب تقدير وسائل الإعلام الإسرائيلية، أو 100 ألف شخص، حسب تقدير الشرطة الإسرائيلية، بينهم آلاف الفلسطينيين المفروضة عليهم الجنسية الإسرائيلية، الليلة قبل الماضية في تل أبيب وحيفا والناصرة والقدس الغربية وبئر السبع وأسدود وعسقلان وكريات شمونة وباقة الغربية. وردد المتظاهرون هتاف “الشعب يريد العدالة الاجتماعية لا الإحسان”. ورفعوا لافتات كتبوا عليها عبارات “بيبي (نتنياهو) أنت مفصول” و”الناس قبل الربح” و”كل جيل يريد مستقبلاً” و”هذا هو الربيع الإسرائيلي”. وطالبوا بخفض الضرائب غير المباشرة وإجراء إصلاحات اقتصادية واجتماعية، وعودة نظام “الدولة الحامية” كما كانت عليه إسرائيل خلال السنوات الأولى بعد إقامتها عام 1948. واتهموا السلطات الإسرائيلية بخدمة أقطاب المال، كما نددوا بالقوى الاحتكارية الكبرى في إسرائيل. ودفعت الاحتجاجات مدير عام وزارة المالية الإسرائيلية حاييم شابي إلى تقديم استقالته بسبب “خلافات بشأن قضايا أساسية وأساليب العمل اليومية” مع رؤسائه، خاصة وزير المالية الإسرائيلي يوفال شتاينتس. وقال “إن الأحداث الأخيرة تظهر المشكلات التي حددتها وتدعم رأيي بأنه لم يعد بإمكاني، في ظل الظروف الراهنة، القيام بدوري كمدير لوزارة المالية على وجه صحيح”. وقال نتنياهو خلال اجتماع حكومته الأسبوعي في القدس المحتلة إنه عيَّن لجنة عمل وزارية لسماع الأفكار والشكاوى من المنظمات الاجتماعية وقادة الاحتجاجات المستمرة منذ 18 يوماً. وتضع بعد ذلك “خطة مسؤولة وقابلة للتطبيق للتخفيف من الضغوط الاقتصادية على الإسرائيليين ستطرح على الحكومة الإسرائيلية لإقرارها وتنفيذها”. وأضاف “نحن على علم بالمشكلة الكبرى المتمثلة في ارتفاع تكاليف المعيشة في إسرائيل”. وتابع “علينا العمل بجد ومسؤولية لإحداث تغييرات على جدول الأولويات الاقتصادية والتعامل مع الصعوبات الحقيقية”. وردت الحكومة الإسرائيلية على الاحتجاجات بالتحذير من أن الإصلاحات المطلوبة قد تؤدي إلى أزمات اقتصادية. وقال نتياهو “من واجبنا تجنب الخطوات الشعبوية المتسرعة غير المسؤولة التي ستكون مسؤولة عن جر البلاد إلى وضع بعض الدول في أوروبا، والتي وصلت إلى مرحلة الإفلاس والارتفاع الشديد في معدل البطالة”. وقال شتاينتس “نرى الحديث عن أزمة الديون في أوروبا، بل نسمع عن تخلف محتمل للسداد في الولايات المتحدة. واجبي الأسمى هو ضمان ألا نصل إلى هذا الوضع في دولة إسرائيل”. وأضاف “لن نتخلى عن مبادئنا. لن نحدث الفوضى هنا. سنعالج هيكل السوق، لكننا لن نحول الأغنياء ورجال الأعمال والمستثمرين ورجال الصناعة إلى أعداء للشعب؛ لأنهم جزء من اقتصاد سليم”. إلا أنه، بعد ساعات من ذلك، ألغى زيادة مزمعة في أسعار الوقود بنسبة 5%. ومن غير المرجح أن يهدئ تحرك نتياهو الغضب الشعبي والاحتجاجات على غلاء المعيشة في إسرائيل، بدءاً بأسعار وإيجارات المساكن وحتى دور الحضانة. وبينما كان نتانياهو مجتمعاً مع وزرائه، تجمع أعضاء نقابة الأطباء الإسرائيلية خارج البرلمان الإسرائيلي “الكنيست” في إطار اعتصامات للمطالبة بزيادة الرواتب وتحسين ظروف العمل. وتحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن حشد الجهود لحركتي احتجاج أولاهما إضراب عام للعمال اليوم الاثنين والثانية خطة لسحب المودعين أموالهم من المصارف يوم الاثنين المقبل احتجاجا على ارتفاع الرسوم التعاملات المالية وبطاقات الائتمان. في الوقت نفسه، رأت الصحف الإسرائيلية أن حركة الاحتجاج بدأت تطرح تحديا كبيراً أمام الحكومة الإسرائيلية. وفي افتتاحية تحت عنوان “الشعب أسمع صوته”، قالت “معاريف” الشعبية “إن الخبر السيئ بالنسبة لنتنياهو هو قوة الاحتجاج، والخبر السار هو أنه لم يشمل قاعدته الانتخابية خصوصا الجمهور المتدين”. وقالت “يديعوت أحرونوت” واسعة الانتشار “لم تنزل مثل هذه الحشود مطلقاً إلى الشوارع حول مواضيع اجتماعية”. وأضافت “هذه المشاركة تتناقض مع اللامبالاة والاستخفاف اللذين كان يتميز بهما حتى الآن قسم من السكان، ونتوقع أن تستمر شوكة في حلق الحكومة”. وفي مقال تحت “وداعاً بيبي” في “هاآرتس”، قال معلق صحفي” فقد بنيامين نتنياهو بشكل محزن السلطة. لا يهم إن تمكن من التمسك بها لفترة طويلة، فهو أطلق مجرد وعود. لقد انتهى”.
المصدر: القدس المحتلة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©