الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

دول شرق أوروبا تغازل التنين الصيني

9 سبتمبر 2006 02:07
أقيم مجمع اقتصادي في إحدى ضواحي العاصمة البولندية وارسو باستثمارات بلغت 50 مليون دولار رمزا لمرحلة جديدة دخلتها العلاقات الاقتصادية بين دول شرق ووسط أوروبا التي انضم جزء كبير منها إلى الاتحاد الاوروبي منذ أكثر من عامين من ناحية وبين الصين العملاق الاقتصادي الاسيوي الجديد· ورغم أن الاسم الرسمي للمجمع هو ''مركز جي·دي بولندا للتوزيع'' فقد ذاعت شهرته بين العامة باسم المركز التجاري الصيني· ويشغل المركز حوالي 200 ألف متر مربع وهو مخصص لمبيعات الجملة· كما أنه أكبر مشروع استثماري صيني في شرق ووسط أوروبا· كما يمثل هذا المركز التجاري المكون من خمسة طوابق دليلا إضافيا على الجهود الضخمة التي تبذلها الصين من أجل الوصول بمنتجاتها إلى المستهلك في أي بقعة في العالم· وتشكل صادرات الصين من المنسوجات والاحذية رأس الحربة في حملتها التجارية على أسواق شرق ووسط أوروبا· ويعمل في المركز التجاري الصيني حوالي 650 موظفا أغلبهم صينيون وآسيويون يبيعون الملابس والاحذية ولعب الاطفال بالاضافة إلى الاجهزة المنزلية والالكترونية الدقيقة· ويتدفق على هذا المركز تجار التجزئة من مختلف أنحاء بولندا ومن الدول المجاورة في شرق ووسط القارة لشراء احتياجاتهم من السلع الصينية التي يشهد الطلب عليها زيادة مستمرة· وتستعد إدارة المركز لزيادة السلع المعروضة لتشمل أيضا الصناعة الصينية من الاثاث والالات· ووفقا لبيانات مكتب الاحصاء المركزي البولندي فإن المركز التجاري الصيني ساعد أيضا في إنعاش حجم التبادل التجاري بين بولندا والصين والذي وصل إلى ستة مليارات دولار العام الماضي· وما يشير كذلك إلى تنامي العلاقات التجارية بين الصين وبولندا صاحبة أكبر اقتصاد في وسط أوروبا زيادة واردات بولندا من الصين خلال العام الماضي بنسبة 2ر35 في المئة عن عام 2004 بفضل زيادة الطلب على المنتجات الصينية من الالكترونيات والسلع الميكانيكية والملابس والمنتجات الجلدية· وأدى هذا إلى زيادة العجز التجاري لبولندا مع الصين العام الماضي إلى خمسة مليارات دولار بزيادة نسبتها 40 في المئة تقريبا عن عام ·2004 ومن المفارقات الغريبة أن الصين العملاق الشيوعي ودول شرق ووسط أوروبا ''الشيوعية سابقا'' تنطلق بسرعة في طريق إقامة علاقات اقتصادية وفقا لقواعد اقتصاديات السوق· وقد نجحت شركات بولندية كبرى مثل بيوتون للادوية في الفوز بعقود إقامة مشروعات جديدة في الصين· وبالقرب من بولندا هناك جمهورية التشيك أيضا التي تسعى بحرص نحو جذب الاستثمارات الصينية التي بدأت بالفعل تتجه نحو شرق ووسط أوروبا لاقامة مراكز إنتاجية وتسويقية لتكون بالقرب من أسواق الاستهلاك· وبالطبع فالصورة ليست مضيئة تماما حيث أصبحت المنتجات الصينية تشكل هاجسا للمنتجين الاوروبيين لما تتمتع به من قدرات تنافسية كبيرة· ولذلك اصطدمت الطموحات التجارية للصين في أوروبا بعقبتين مهمتين الاولى فيما يتعلق بالمنسوجات حيث فرض الاتحاد الاوروبي قيودا على وارداته من المنسوجات الصينية التي حققت طفرة هائلة منذ إلغاء العمل بنظام الحصص في تجارة المنسوجات العالمية مع بداية العام الماضي· ثم جاءت حاليا أزمة صادرات الاحذية والمصنوعات الجلدية الصينية إلى أوروبا بعدما أصدرت المفوضية الاوروبية أخيرا توصية بفرض رسوم عقابية على هذه الصادرات بنسبة 5ر16 في المئة للحد من تدفق هذه الصادرات التي باتت تشكل تهديدا للمنتجات الاوروبية· ''د ب أ''
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©