الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ريم وإليازية تصلان بمهرجان زايد السينمائي إلى سان فرانسيسكو

ريم وإليازية تصلان بمهرجان زايد السينمائي إلى سان فرانسيسكو
28 أكتوبر 2010 21:15
نصف سنة كانت كافية كما يبدو ليتصدر “مهرجان جامعة زايد السينمائي” ZUFF، والذي هو عبارة عن مشروع تخرج لطالبتين، هما ريم فاخر الماجد وإليازة الفلاسي في اختصاص العلاقات العامة والإعلان، أخبار الصحف التي تناولت الحديث والتغطية لمهرجان سان فرانسيسكو للأفلام العربية، وهو من أقدم وأضخم المهرجانات في أميركا التي تعرض الأفلام العربية. في مارس الماضي هذا العام، تابعنا أيام المهرجان الثلاثة بدهشة، فما كان مفترضاً أن يكون مهرجاناً طلابياً - وقد عرض لأفلام طلابية من مختلف أنحاء العالم العربي- ومشروع تخرج وحسب بنجاحاته وإخفاقاته، جاء مهرجاناً محترفاً بكل تفاصيله فثبّت سجادته الحمراء بقوة في بهو جامعة زايد التي ما لبث القيّمون عليها أن تبنوا فكرة المهرجان لتحويله إلى مهرجان سنوي يوكل تنظيمه لإحدى الطالبات أو أكثر في مراحل تخرجهنّ، مع الإبقاء على إشراف خريجتيه صاحبة الفكرة ريم فاخر الماجد وزميلتها إليازية الفلاسي. من جدّ وجد ريم وإليازية أثبتتا أنه ليس بوسعنا دائماً عند التحدث عن مشروع مماثل اللجوء إلى عبارة “خطوات الألف ميل”.. فقد أثبتتا أن ميلاً واحداً إذا ما كان قد قطع بخطوة واحدة مدروسة وممنهجة وطموحة، بوسعه أن يحقق النجاح وصولاً إلى تبنيه من إدارة الجامعة ومن ثم وصوله إلى مهرجان سان فرانسيسكو للأفلام العربية. وتقول ريم: “لم أعد أخاف من الحلم والطموح الكبير، فإذا تمكّنت وزميلتي إليازية من إنجاز مشروع ناجح تتمنى شركات ومؤسسات ضخمة إنجازه وإنجاحه وتقديمه بالمستوى الذي قدمناه وصولاً إلى اختياره أو اختيار عرض أفلامه الفائزة في مهرجان سان فرانسيسكو ومشاركتنا في النقاشات بعد عرضها. فلا داع للخوف من الطموح بعد اليوم”.. ومن جدّ وجد. وتضيف “فرحت بداية، أنا وإليازية، بتبني الجامعة للدورات اللاحقة للمهرجان، فالاستمرارية عنت لي الكثير”، وريم لم تأت بالصدفة إلى عالم المهرجانات السينمائية فهي عملت ولدورتين في مهرجان أبوظبي السينمائي في إطار تعزيز المادة التي كانت تدرسها من ضمن مواد أخرى، وهي مادة إضافية اختارتها وهي “إنتاج الفيديو”، لتكتشف أنها وجدت المجال التي يستهويها وقالت في مقابلة سابقة معها: “وجدت إنه عالمي وهذا ملعبي.. وجمعت بطاقات عناوين وأرقام كثيرة من خلال هذا المهرجان، كما راقبت عملية الإعداد والتنظيم والإجراءات المتبعة وحلمت بأن أقوم بنفسي بإطلاق مهرجان مماثل على مستوى الطلاب”. مشروع إماراتي عربي تولت ريم وإليازية الاتصال بالجامعات التي تدرس صناعة الأفلام بمختلف اختصاصات هذه الصناعة في مختلف أنحاء العالم العربي، وتمكنتا من تلقي إقبال لم يكن متوقعاً بالنسبة إليهما في مهرجانهما الطلابي، وصل عدد الأفلام المتقدمة إلى 70 فيلماً قصيراً من لبنان والأردن وفلسطين والعراق وقطر والبحرين والإمارات، اختير من بينها 12 فيلماً. وكانت لجنة التحكيم التي اختارت الفائزين قد تألفت من بيتر سكارليت المدير التنفيذي لمهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي وجريج أونرو من لجنة أبوظبي للسينما وعليا يونس مخرجة وكاتبة وأستاذة في جامعة زايد. وبفضل العلاقات التي تمكنت الطالبتان من إنشائها واستخدامهما لوسائل الإعلام والتواصل المختلفة، وخصوصاً تلك المتوفرة عبر الانترنت، وصل المهرجان إلى سان فرانسيسكو بعد أن وصل إلى الجمهور العربي عبر الأفلام العربية المشاركة، والتي استقدم فيها الثلاثة الأوائل الفائزين بالإضافة إلى الفائز بجائزة الجمهور إلى الإمارات، وذلك في اليوم الثالث والأخير للمهرجان. أما كيف وصل “مهرجان جامعة زايد السينمائي” إلى “مهرجان سان فرانسيسكو للأفلام العربية”، فتشير ريم فاخر الماجد، إلى أن أستاذا سابقا في جامعة زايد انتقل للتعليم في إحدى جامعات سان فرانسيسكو، سمع بالمهرجان واطلع على تفاصيله ونجاحه من عليا يونس الأستاذة في جامعة زايد، فقدّم فكرة مشاركة الأفلام الفائزة فيه في مهرجان سان فرانسيسكو في إطاره مشروعاً إماراتياً طلابياً عربياً. عقد مهرجان فرانسيسكو من 14 أكتوبر ولغاية 23 منه، ووجهت الدعوة للطالبتين ريم وإليازية للمشاركة فيه، من حضور الافتتاح إلى عروض الأفلام والإجابة عن أسئلة الحاضرين وغالبيتهم من طلاب الجامعات، حول تمكّن الطالبتين اللتين تخرجتا في الجامعة وتعمل حاليا كل منهما في ميدان مختلف، من تأسيس مهرجان سينمائي في جامعتهما والتواصل مع جامعات متعددة في العالم العربي وتحقيق الهدف من المهرجان، كما الإجابة عن الأسئلة حول الأفلام الفائزة. اتصال فيديو وبما أن ريم وإليازية بدأتا العمل بعد التخرج، حيث تعمل ريم في شركة ايميج نيشين وتعمل إليازة في مضمار سياحي، لم تتمكنا من التوجه إلى سان فرانسيسكو، فتم الاتصال معهما ومع أستاذتهما عليا يونس لمرتين في يومين متتاليين، من خلال اتصال فيديو عبر الإنترنت انطلاقاً من إحدى قاعات جامعة زايد في أبوظبي. وتقول ريم “صحوت باكراً لأن الاتصال في اليومين المتتاليين من أيام مهرجان سان فرانسيسكو للأفلام العربية كان يبدأ الساعة الخامسة فجراً بسبب فارق التوقيت”. وتضيف “في اليوم الأول حضرت إليازية وأنا والأستاذة عليا، وفي اليوم الثاني حضرت الأستاذة عليا وأنا. وفي اليومين دُهشت من مدى الاهتمام الذي رصدته من الحاضرين وكانت ردة فعلهم جميلة، إذ عبروا عن رأيهم بما شاهدوه من أفلام فازت في مهرجان ZUFF، وقالوا: “ لقد تأثرنا بنوعية الأفلام التي شاهدناها لصانعي أفلام من الشرق الأوسط والخليج العربي”. وتلفت ريم إلى أن أسئلة كثيرة طرحها هؤلاء الطلاب وتمحورت في الثقافة والدين والعادات والتقاليد العربية عموماً والإماراتية بشكل خاص، وتجد في أن الحضور بتشكّله من الطلاب ذات الأعمار المتقاربة مع سنّها وسنّ إليازية، جعل من الأسئلة تتركز حول معرفة حياة الطلاب الشباب في الإمارات، الأمر الذي بدا أنهم متعطشون لمعرفته وللاستزادة حوله. الحلم المستحيل كانت الأفلام التي عرضت ولفتت نظر الحضور من الطلاب في جامعات سان فرانسيسكو، باباً للدخول في تفاصيل تأسيس المهرجان من قبل الطالبتين والتحديات التي واجهتهما، ومنها اضطرارهما للدفع من جيبهما من أجل تسهيل إنجاح المهرجان، من دون انتظار صرف المبلغ من قبل الجامعة، وتقول ريم: “عملنا بشكل متواصل وساعدتنا طالبات متطوعات من السنوات الأولى في الكلية، ولم يكن بالوسع انتظار إتمام الإجراءات المكتبية كي نصرف على المهرجان، لأننا وإن وفّرنا بعض الدعم من راعين متعددين تكفلوا بجوانب معينة، بقي علينا دفع مال لعدة أمور وهذا ما قمنا به - وخصوصاً إليازية - فقد وضعنا ما يقارب العشرين ألف درهم من جيبنا، وبعد المهرجان استرجعنا جزءا مما صرفناه بعد أن انتهت معاملات الإجراءات المتبعة لدينا في الجامعة. وكان الأمر صعباً علينا نحن الإثنتين لأننا في نهاية الأمر كنّا لا نزال طالبتين في الجامعة ولم ندخل سوق العمل بعد”. وتشرح ريم أنها فسرت للطلاب عبر اتصال الفيديو عبر الإنترنت مراحل انطلاق فكرة المهرجان والتي كانت في البداية كالحلم المستحيل الذي تحقق بفضل المواظبة والتشبث بفكرة القدرة على تحويل الحلم حقيقة، ما دفعها كخريجة جديدة إلى عدم الخوف من الولوج في عالم المشاريع الضخمة، وحثّت الطلاب على عدم التخوّف أو التردّد في التفكير بالأشياء المهمة، وإنما الإقدام عليها. ثقة في النفس ثقة ريم بنفسها، وكذلك إليازية - كما تشير ريم- زادت بعد إنجاح هذا المهرجان، وانسحبت هذه الثقة في نفس ريم إلى شعورها بالفخر بوصول مهرجان جامعة زايد السينمائي إلى مهرجان سان فرانسيسكو للأفلام العربية، الأمر الذي أتاح لها التعبير عن نفسها كإماراتية شابة، وتقول ريم في هذا المجال: “أنا كمواطنة إماراتية أفهم عاداتنا وتقاليدنا وأعتقد أنني أفهم عقليتنا الإماراتية وبوسعي تظهيرها للناس والطلاب الذين لا يعرفونها ولم تسنح لهم الفرصة لمعرفتها، وذلك لأنني أستطيع أن أتحدث بطريقة يفهمونها، هي الطريقة الإماراتية العالمية”. وليدنا يكبر وينمو عن المهرجان واستمراريته التي ضمنتها جامعة زايد سنوياً تحت إشراف ريم وإليازة، تقول ريم: “مهرجان جامعة زايد للأفلام السينمائية هو وليدنا الذي نفتخر به وهو يكبر وينمو في رحاب الجامعة، التي وإن تخرجنا منها وخضنا مجال العمل سنبقى على تواصل معها من خلال الإشراف على المهرجان كي تتعلّم الطالبات في السنوات اللاحقة من خلال بذل الجهد الذي بذلناه ومتابع الأحلام بأن لا شيء مستحيل والحلم يصبح واقعاً بالعمل”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©