الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إن الجبال من الحصى

17 أغسطس 2014 23:20
يخرج الطالب من الحرم الجامعي المليء بأصناف الأحلام وأشكال الطموح ، مرفرفا بأجنحة الأمل بين فضاءات الحياة والأحياء ، راميا إلى إحداث تغيير على خارطة الكرة الأرضية أو في تاريخها ، متسلحا بحماسة الشباب وقوة بأس المقبلين على الحياة ، مطمئنا لنشأته في وطن التشجيع وإتاحة الفرص ، معتمدا على ما تنعم به البلاد من خيرات ومعطيات تعينه على المضي دون عثرات مادية . فيدخل منطقة الوظيفة الحكومية باسماً محباً يبشر تلك المؤسسة التي قبلته موظفاً بما يكن لها من أحلام يريد تحقيقها ، فما أن يستوعب طبيعة العمل ويدرك أساليبه وإجراءاته حتى تتفجر طاقاته المكنونة بأفكار ومقترحات ، لاختصار ذلك الإجراء ، أو لتحسين تلك الخدمة ، أو لتطوير بعض المنتجات ، فيبعث الرسالة الإلكترونية تلو الأخرى سعيدا بما جادت به مصانع تفكيره وبما سيقدم من خدمة لمجتمعه ووطنه . هنا فقط سيكتشف ذلك المبدع أن مديره الذي اعتاد رتابة العمل واستسهل سيره دون تغيير يعقبه تغيير في الميزانيات وتبديل في الإجراءات وإعادة للدراسات ، وسيعظم الأمر عليه لو تطلبت المقترحات المبدعة شيئا من التغيير في الهيكل التنظيمي والمسميات ، ومثل ذلك المدير لهم مدارس في الرفض منهم من يعزو الرفض إلى الإمكانات المتاحة والميزانيات المرشدة ، وآخر من يسوّف تنفيذ الفكرة رغم إعجابه بها حتى تتضاءل وتموت وتدفن في جوف مبدعها ، وغيره من يطلب خطة للتنفيذ ويشعر من قدم الفكرة بحماسه لتنفيذها ثم ينشغل بمشاكل العمل اليومية بعيدا عن التطوير والتغيير وذلك الموظف المجتهد . لاشك أن كل مدير يسعى إلى خدمة وطنه ويتمنى تقدمه من خلال إدارته ومؤسسته، بيد أن البعض ينسى أن هذا البلد وما حقق من منجزات وتطورات حتى استطاع رسم اسم عالمي على خريطة الأرض ، ما كان ليتحقق لولا توفيق الله سبحانه بحكومة شجعت المبدعين، وليس أصدق تعبيراً في هذا المقام من دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي لشعب الإمارات كافة بالعصف الذهني ، وإتاحة الفرصة لهم جميعا للمشاركة في المقترحات المبدعة ، فلنا في ذلك أسوة وعلينا اتباع ذلك المنهج لاسيما بمن بلغ منا مناصب المسؤولية ، وامتلك صلاحيات استثمار طاقات الوطن الحقيقية والحقيقة بالاحتضان والتبني ، وهم الشباب الذي يملك الكثير ويصبو إلى تقديمه ، ردا لبعض ماقدمت له الدولة . إن من يسهم في إطفاء شمعة إبداع بقصد أو بإهمال فإنه يحرم الوطن من إضاءة جانب كان من الممكن أن يزيد تطور البلاد تطورا ويختصر مسافات سير بلاد الخير إلى الصف الأول ، وقد يقول قائل: هل من الممكن أن يؤثر فرد في سير دولة ويتسبب في تقدمها أو تأخرها ؟ ذلك مؤكد فتقدم الدول مرهون بفكر مواطنيها ولن يتأتى لوطن المنافسة دون سواعد أبنائه وإصرارهم على بلوغه أهدافه ونقول لذلك المدير اهتم بموظفك المبدع ولا تستهن بفرد أو فكرة « فلا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى «. نوره نصيب البلوشي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©