الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تشكيل ائتلاف عسكري لمناصرة الاحتجاجات

تشكيل ائتلاف عسكري لمناصرة الاحتجاجات
1 أغسطس 2011 00:29
قُتل 4 أربعة عسكريين، بينهم قائد كبير، وعدد غير معروف من المسلحين القبليين والمتشددين، في المواجهات الدائرة بين القوات الحكومية ، المدعومة من رجال القبائل، ومقاتلي تنظيم “القاعدة” المتطرف في محافظة أبين جنوبي البلاد، فيما شكّل ضباط منشقون عن النظام الحاكم أمس ائتلافا عسكريا لدعم الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإنهاء حكم الرئيس علي عبدالله صالح، في حين شنت المقاتلات اليمنية غارات جديدة على مواقع مفترضة لمسلحين معارضين شمال العاصمة صنعاء، وسط أنباء عن مقتل 100 مسلح قبلي منذ الخميس الماضي. وقالت وزارة الدفاع اليمنية أمس إن قائد محور صعدة (شمال) العميد الركن أحمد عوض محمد وثلاثة ضباط آخرين قتلوا في المواجهات الدائرة بمنطقة وادي حسان، شرقي مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، التي يسيطر عليها مقاتلو تنظيم القاعدة منذ 29 مايو الماضي. وأشارت وزارة الدفاع إلى أن الزعيم القبلي في منطقة مودية، شمال أبين، الشيخ محمد ناصر النخعي، قتل في تلك المواجهات التي أسفرت أيضا عن مقتل عدد من الجنود. ويعتقد أن القادة العسكريين قتلوا في غارة جوية أصابت عن طريق الخطأ تجمعا لمسلحين قبليين مؤيدين للقوات الحكومية، في منطقة وادي حسان، الجمعة الماضي، ما أدى إلى مقتل 30 شخصا وإصابة ما لا يقل عن 25 آخرين، حسب آخر إحصائية أعلنها مصدر قبلي مطلع. وقالت الوزارة، في بيان نعي، إن اليمن “خسر” بمقتلهم “عددا من خيرة رجاله الأوفياء المخلصين الغيورين على وطنهم، والذين أبوا إلا أن يكونوا في مقدمة الصفوف الأولى في الدفاع عن مناطقهم وتطهيرها من عناصر القاعدة والمسلحين”. وقال مصدر طبي يمني لـ”الاتحاد”، إن مروحية عسكرية أقلت، أمس الأحد، عددا من القتلى والجرحى إلى مستشفى باصهيب العسكري بمدينة عدن الساحلية الجنوبية. ويشن الجيش اليمني، منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، عملية عسكرية لتحرير مدينة زنجبار، وبعض مناطق محافظة أبين، من قبضة المسلحين المتشددين، الذين يطلقون على أنفسهم جماعة “أنصار الشريعة”، القريبة من تنظيم القاعدة. وقال مصدر عسكري يمني وشاهد عيان لـ”الاتحاد” إن نحو 32 مسلحا “قتلوا وجرحوا”، الليلة قبل الماضية، في هجوم شنته وحدات الجيش، التي تحاصر منذ 12 يوما مدينة زنجبار الساحلية. وأكد المصدر العسكري أن الهجوم “استهدف مواقع للمسلحين على الطريق الذين يربط مدينة زنجبار بمعلب الوحدة الرياضي” على مشارف المدينة، مؤكدا أن الهجوم أسفر عن تدمير آليات عسكرية كانت بحوزة المسلحين المتطرفين. وأكد شاهد عيان رؤيته جثث عدد من المسلحين وهي ملقاة على ذلك الطريق. وكان عدد من القبائل بمحافظة أبين انضمت، الشهر الماضي، إلى القوات الحكومية في قتالها ضد ما يسمى بتنظيم “القاعدة في جزيرة العرب”، الذي يتخذ من اليمن منطلقا لعمليات إرهابية ضد أهداف أميركية في الخارج. وقد أشادت وزارة الدفاع بما أسمتها “الهبة الشعبية” ضد تنظيم القاعدة “الذي ألحق خسائر كبيرة بالاقتصاد الوطني”. وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ” إن نائب الرئيس اليمني الفريق عبدربه منصور هادي ناقش أمس مع السفير الأميركي بصنعاء جيرالد فايرستاين، المعارك الدائرة بين الجيش وتنظيم القاعدة في أبين. وفيما أكد هادي أن القوات الحكومية كبدت “الإرهابيين خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات”، جدد السفير الأميركي موقف بلاده الداعم لصنعاء في حربها ضد الإرهاب. كما ناقش الطرفان تطورات الأوضاع في اليمن الذي يشهد منذ مطلع العام الجاري، اضطرابات وأعمال عنف متصاعدة على خلفية الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإنهاء حكم الرئيس علي عبدالله صالح. وشدد نائب الرئيس اليمني على ضرورة أن تحرص كافة الأطراف السياسية في البلاد “على المصلحة الوطنية العليا، وبما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار” لليمن الذي يواجه منذ سنوات تحديات اقتصادية وأمنية واجتماعية جمة. ولم تقتصر مباحثات هادي علي السفير الأميركي، حيث التقى القائم بأعمال السفارة البريطانية بصنعاء فيونا جيب، وبحث معها نتائج زيارة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي غادر العاصمة صنعاء، السبت الماضي، بعد زيارة دامت عشرة أيام. وقالت المسؤولة البريطانية إن بلادها تتابع ما يجري في اليمن بـ”اهتمام بالغ”. ومنذ يناير الماضي، يواجه الرئيس صالح (69 عاما) احتجاجات شعبية متصاعدة تطالبه بترك السلطة، التي يتولى مقاليدها منذ العام 1978. ويتعافى صالح في مستشفى سعودي بالرياض من إصابته في هجوم غامض استهدف قصره الرئاسي، جنوب صنعاء، في الثالث من يونيو الماضي. وعلى صعيد متصل، أعلن عدد من القادة والضباط العسكريين أمس ائتلافا لدعم الاحتجاجات الشعبية المناهضة للرئيس اليمني. وأطلق الضباط اسم “الاتحاد التنسيقي العام لأحرار القوات المسلحة والأمن” على ائتلافهم، الذي يأتي الإعلان عنه غداة إشهار تكتل قبلي ، ضم عدداً من الشيوخ والزعماء المحليين، تعهد بنصرة المحتجين الشباب المطالبين بإسقاط النظام الحاكم. وتعهد ائتلاف “أحرار القوات المسلحة والأمن” في بيان صحفي بـ”دعم الثورة” وتحقيق أهدافها، إضافة إلى “وضع حلول مناسبة للضباط والجنود المنضمين للثورة”. ودعا البيان بقية أفراد القوات المسلحة والأمن إلى “الانضمام للثورة والانحياز للشعب”، لافتا إلى أن هذا الائتلاف سيعمل على “إعادة هيكلة القوات المسلحة وتعيين قيادة جديدة لها”، والعمل على تحقيق “حياة كريمة” لمنتسبي القوات العسكرية الأمنية في اليمن. وقد دعا محافظ صعدة الأسبق يحيى الشامي، وقيادي سابق في الحزب الحاكم، القوات العسكرية المؤيدة للرئيس اليمني إلى “سرعة الالتحاق بالثورة” والتخلي عن حماية حكم الأسرة”، حسب قوله، معتبرا أن القوات المسلحة “يجب أن تحمي الشعب وحده وتصون الثورة ومكتسباتها”. ويعاني الجيش اليمني من انقسام حاد بين مؤيد ومناهض للاحتجاجات، إثر إعلان القائد العسكري الأبرز اللواء علي محسن الأحمر، في مارس الماضي، تأييده لمطالب المحتجين الشباب. من جهة ثانية ، شن الطيران الحربي اليمني، ليل السبت الأحد، غارات جوية على مواقع مفترضة لمسلحين قبليين في منطقة أرحب، شمال العاصمة صنعاء، وسط اتهامات من المعارضة باستهداف “المدنيين والمناطق المأهولة بالسكان”. وتحدثت مصادر صحفية معارضة عن سقوط جرحى في صفوف المدنيين جراء “القصف المدفعي على قرى أرحب”. وتتهم السلطات اليمنية مقاتلي حزب الإصلاح الإسلامي المعارض بالهجوم على معسكرات “الحرس الجمهوري” المرابطة في منطقة أرحب القبلية. وتمكنت القوات الحكومية من استعادة السيطرة على معسكر مرابط في أرحب اقتحمه رجال القبائل معارضون الخميس الماضي. وقال قيادي حزبي معارض لـ”الاتحاد” أمس إن الحصيلة النهائية لقتلى المسلحين القبليين الذين اقتحموا المعسكر بلغت مائة قتيل. من جانبه، قال محمد المخلافي، رئيس المرصد اليمني لحقوق الإنسان، وهي منظمة غير حكومية، إن “استخدام نظام صالح القوة المفرطة وبصورة غير مألوفة وغير معتادة في النزاعات الداخلية ضد المواطنين في أرحب (..) جرائم حرب”. ودعا المخلافي المجتمع الدولي إلى تحمل مسئوليته “لمنع استمرار قتل المدنيين، واستخدام الأسلحة الثقيلة والطيران الحربي ضد المدنيين والمناطق الآهلة بالسكان” في منطقة أرحب، 20 شمال العاصمة اليمنية. وقد اتهمت صحف معارضة القوات الحكومية بإعدام الأسرى من رجال القبائل الذين هاجموا معسكر اللواء الثالث مشاة جبلي في أرحب، و”التمثيل بأجسادهم”. إلا أن مصدرا عسكريا بوزارة الدفاع اليمنية نفى اتهامات المعارضة، التي وصفها بـ”المزاعم الكاذبة”، متهما إعلام المعارضة بتعمد تشويه “سمعة القوات المسلحة والأمن” في سياق “مخطط انقلابي” لأحزاب “اللقاء المشترك”. وقال المصدر إن “الترويج لمثل تلك الأخبار الكاذبة ما هو إلا محاولة يائسة لهروب من يقف وراء أولئك المجرمين القتلة من الجرائم التي ارتكبوها والاعتداءات المتكررة على أبناء القوات المسلحة والأمن والمواطنين في منطقتي أرحب ونهم والتي نتج عنها استشهاد وإصابة عدد من الضباط والجنود والمواطنين”.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©