الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الغميصاء الزوجة العاقلة

1 أغسطس 2011 22:57
أم سليم بنت ملحان الزوجة العاقلة رضي الله عنها، هي الغميصاء بنت ملحان الخزرجية، الأم المربية، والمؤمنة الشجاعة، والزوجة العاقلة الوفية، فحين دخلت دعوة الإسلام المدينة وقدمها رسول الله، آمنت بالله وبدأت تلقن ابنها أنس بن مالك رضي الله عنه شهادة (أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله) فحفظها، ودخل أبوه مالك بن النضر فسمع ابنه أنساً يردد هذه الكلمة، ويطير بها فرحاً وهو صغير، فقال لها: أيا أم سليم أصبأت؟ قالت: بل آمنت. قال: فلا تفسدي عليّ ابني، فقالت: إني لا أفسده بل أربيه وأصلحه، وكان فيه ما رأته من الأمل الخير والمستقبل المشرق، فقدمته خادماً لرسول الله، فنال عز الدنيا من الجاه والولد والمال والآخرة كذلك. ومات مالك بن النضر، وتقدم لخطبتها أبو طلحة الأنصاري وأظهر لها الود والرغبة في الزواج فقالت: يا أبا طلحة، كيف أتزوجك، ألست تعلم أن إلهك الذي تعبده خشبة نبتت من الأرض، نجرها ونحتها عبد آل فلان، أفلا تستحي أن تعبد ذلك. أما والله لئن أسلمت فلا أريد منك صداقاً غيره، وأنا فيك راغبة، ومثلك يا أبا طلحة لا يرد. فقال لها: دعيني أنظر في أمري فذهب ثم جاء فقال: أشهد إن لا اله إلا الله واشهد إن محمداً رسول الله. فتزوجته، فما كان في الإسلام مهر قط، أكرم من مهر أم سليم. ولما كان يوم أحد وهاجم القريشيون المدينة بجمعهم وقوتهم، وخرج إليهم النبي ليردهم عنها وعن أهلها وخرج معه الرجال والناس، كانت أم سليم فيمن خرج وكان معها مجموعة من النسوة منهن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وكان لهن دور جليل في مساعدة الرجال وإمدادهم بالطعام والشراب. قال أنس: لما كان يوم أحد رأيت عائشة وأم سليم وأنهما لمشمرتان، أرى خدم سوقهما تنقلان القرب، ثم تفرغانها في أفواه القوم ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيئان فتفرغانها في أفواه القوم. ولقد كانت أم سليم من أسرة لها مآثر الشجاعة والوفاء والكرم، فأخوها حرام بن ملحان أرسله النبي مع القرّاء يوم بئر معونة، فجاءته طعنة غادرة دخلت الحربة من صدره فخرجت من ظهره فقال: بأعلى صوته: فزت وربّ الكعبة. ومن مآثرها وهي زوجة وفية مطواع ترعى بيتها وتصون زوجها، قالت أم سليم: توفي ابن لي وزوجي غائب فقمت فسجَّيته في ناحية البيت، فقدم زوجي أبو طلحة فقمت فتطيبت له فوقع عليّ، ثم آتيته بطعام فجعل يأكل، فقلت: ألا أعجبك من جيراننا قال: ومالهم؟ قلت: أُعيروا عارية فلما طلبت منهم جزعوا. فقال: بئس ما صنعوا. فقلت: هذا ابنك. فقال: لا جرم لا تغلبيني على الصبر الليلة، فلما أصبح غدا على رسول الله فأخبره، فقال: اللهم بارك في ليلتهم، فبارك الله لهم فرزقهم غلاماً، وجعل الله من ذلك الغلام سبعة شباب كلهم قد حملوا العلم والقرآن. ولمآثر هذه العائلة الشجاعة، كان الرسول لا يدخل إلا بيوت أزواجه وبيتها، ويزورها مع ابنها أنس رضي الله عنه، فتكرمه، وتحرص أن تكون معه في أسفاره، فبشرها عليه الصلاة والسلام بالجنة، فقال على ملأ من الناس: (دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ خَشْفَةً، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذِهِ الْغُمَيْصَاءُ بِنْتُ مِلْحَانَ أُمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ). إنها مثال للنساء الفاضلات، فرضي الله عنها وأرضاها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©