الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مصبح راشد: تجمع الأهل في الشهر الفضيل دعوة إلى التماسك الأسري

مصبح راشد: تجمع الأهل في الشهر الفضيل دعوة إلى التماسك الأسري
25 يوليو 2012
قال مصبح راشد حميد مدير عام بلدية أم القيوين إن تجمع الأهل خلال شهر رمضان، يحمل دعوة جميلة إلى التماسك الأسري، ونبذ الخلافات وتصفية النفوس، اتباعاً لتعاليم ديننا الحنيف، مشيراً إلى أن الشهر الفضيل يحمل لكل واحد منا العديد من الذكريات المفعمة بالمواقف المتنوعة مع الأجيال السابقة من الأجداد والآباء، وكيف واجهوا الصعاب وتغلبوا على التحديات في الفترة السابقة، ليصل حال الدولة إلى ما وصلت إليه خلال فترة تعد قصيرة قياساً بعمر الأمم. ودعا مصبح راشد من خلال مسيرته، أجيال اليوم إلى الاستزادة من العلم والنهل من معارفه المختلفة، وضرورة اتباع منهج محدد في الحياة، يقوم على خطة موضوعية، أساسها الجد والاجتهاد، حتى يحقق كل منهم مبتغاه في الحياة، ويرد الجميل إلى وطنه، ويساهم في مسيرة التنمية المباركة. موزة خميس (أم القيوين) - ولد مصبح راشد حميد آل علي في إمارة أم القيوين سنة 1951، ولأن الأهل يتنقلون ما بين البر والبحر خلال الصيف والشتاء فقد جاءت ولادته في البر، لكن كان منزل الجد في منطقة الغب قرب البحر، ويعتبر الجد حميد بن جاسم من أعيان الفريج أو المنطقة، وله كلمة مسموعة وثقة بينه وبين المسؤولين، وكبر مصبح وهو يرى أن التربية كانت متبادلة بين الأم والأب، لكن كان المجتمع شريكاً رئيسياً أيضا في تلك العملية، من حيث المراقبة والتوجيه لصالح الأطفال ولمصلحة جيرانهم، حيث يهتم كل جار بالأمور التربوية سواء لأبنائه أو لأبناء جيرانه، وكل رجل كان يؤدي ذلك الدور بأمانة، ولا يتخلى عنه أو يحدث نفسه أنه لا علاقة له بالزمر، بل ربما يلوم نفسه، إن حدث أمر لأحد أطفال المنطقة التي يقطنها، ولم يساهم في منع وقوع ذلك الخطر. شخصية الرجال وكبر مصبح راشد، وكانت تكبر تلك العلاقة القوية بينه وبين والده، حيث كان يغذي فيه الشهامة ويغذي في روحه ينابيع الفخر والعزة، وفي عمر العاشرة أصبح مصبح من الشخصيات التي تفكر كيف يبتعد عن الزلل، وكيف يصقل شخصية الرجل في داخله، ولأي خطأ كان يحاسب لأجل أن تكون لديه عزة وخلق راق، وكان والده يخبره دوماً أنه يريده أن يصبح طيب الذكر، وصيته مثل المسك ومعدنه مثل الذهب، ويريد أن يصبح فخراً لعائلته، وحسب المرحلة العمرية كانت توكل إليه مهام للمساهمة في المجتمع حسب عمره الصغير. وكانت التربية جماعية أكثر منها فردية أو ثنائية، وذلك من وجهة نظره ما يصنع الشخصيات اللامعة في المجتمع، وهو ما جعل كل جيل الخمسينيات والستينيات وحتى السبعينيات متميزاً، وذلك ليس ذما في بقية مواليد الأعوام التي جاءت بعد ذلك. وحسب كلام مصبح راشد: إن معظم الآباء والأمهات الذين تربوا على يد جيل الستينيات والسبعينيات هم جيل متميز أيضا، لكن نحن نريد أن نحث الأهالي، على أن يركزوا على السنع والأصالة والعادات التي تتبع في التعامل مع الغير، وأن لا يكون الأبناء مجرد شخصيات استهلاكية تحب الترفيه والسفر، ولا نريد أن تكون هناك شخصيات تعمل فقط لأجل الراتب، لكن أن تكون كل شخصية متشربة بكل القيم التي فطر عليها المجتمع، من نخوة وشهامة وعزة، وأن يكون الإنسان بقدر المواقف التي يتعرض لها، أو قدر نفسه عند الحاجة إليها، وقد ارتقت تلك الاجيال بمجتمع الإمارات رغم أن البعض لم يكن لديه أية شهادة، ولكن كان الحب والوفاء وروح التضحية المحرك للعمل والبناء. وقال مصبح راشد رغم أن الكثير من الآباء لم يكن يرغبون في أن يتعلم الابن، بسبب حاجة الكثير من الآباء للابن خاصة البكر، من أجل أن يعينه على طلب الرزق، لكن تنافسوا فيما بينهم وضحوا لأجل أن يلتحق أبناؤهم بالمدارس ويحصلون على نصيبهم من التعليم، والبعض أتيحت لهم الفرصة لإكمال تعليمهم بعد الحصول على وظيفة، والبعض الآخر لم تسمح لهم ظروفهم بذلك، ولكنهم طوروا من أنفسهم عن طريق الدورات. ويتذكر مصبح راشد أن هناك نزعة ذاتية داخل كل مواطن نحو التعلم والنجاح، حيث يشرح ذلك: ذلك ما يميزهم عندما يتواجدون في دول أخرى، وهذا ما أتذكره خلال السفر والترحال من خلال شهادات مواطني الدول التي درس وتعلم فيها طلاب من الإمارات، وكان هناك وعي ثقافي لدى الطلاب الذين يتخرجون من الثانوي، حيث الكل يعرف ما هو الاستعمار والمطلوب لأجل الحرية، وكيف يؤخذ الحق دون إراقة دماء، وكانت قضايا القومية العربية محور الحديث خلال اللقاءات والجلسات التي تحدث بين الطلاب، ورغم صغر الطلاب، إلا أن تفكيرهم كان راق وحكيم، فهم لا يثيرون فتن ولا نزاعات مع الغير في حال حدث أي خلاف حول وجهات النظر. أيام الدراسة ويتذكر أنه عندما كان في القاهرة للدراسة لديه زملاء أصبحوا من المشاهير: كنا نتفاخر ونحن في مصر بأننا مثقفون حيث نتبارى مع زملاء مصريين في المعلومات العامة ونفوز في الغالب، رغم أن مصر مليئة بالكتب والمعلومات، لكن الطالب الإماراتي كان يقرأ ليس من أجل الدراسة، لكن ليكون لديه وعي، وكي يكون حاضر الفكر عندما يدور أي حديث، ولذلك كان مستوى الطالب الثقافي في الثانوية أقوى من مستوى الخريج اليوم في مجال المعلومات العامة، ومن وجهة نظري أجد أن مخرجات التعليم اليوم غير متوافقة مع ما ينفق على التعليم. ويعود للحديث عن الأهل: أدخلني أهلي لإحدى المدارس عام 1958، وخلال الدراسة واجهت مشاكل حيث مرض والدي، لذا كنت مسؤولاً عن المنزل ومتطلبات الأسرة وعن المذاكرة وكتابة الواجبات، وكنت أذهب من بعد تناول الغداء إلى البحر كي أصطاد السمك، وأعود الفجر كي اتجهز واذهب إلى المدرسة، كنت أشعر بالإرهاق ولكن الإحساس بالمسؤولية كان يحفزني على الصبر، وأتذكر أني كنت أرمي الشباك وأنتظر بالساعات الطوال، وكانت حياة الأجداد والآباء أكثر قسوة من حياة جيل الخمسينيات. أشار مصبح راشد إلى أن المنزل الجماعي المتحرك للبحارة قديماً هو سفينتهم، وربما تكون ملكا لأكثر من شخصين، أو أن تكون ملكا للنوخذة أو ربان السفينة نفسه يكون النوخذة وهو رجل يحسب له ألف حساب بين رجال وأبناء المنطقة، وربما المناطق الأخرى أيضا، ويتم تمويل رحلة الغوص والتكفل بنفقـات البحارة كلها على حساب هذا النوخذة. وحين يأتي عائد الرحلة يتصرف فيه هذا النوخذة بنفسه، ويدفع منه للبحارة كافة، وإما أن تعود ملكية سفينة الغوص إلى أحد تجار اللؤلؤ، وتكون تكاليف البحارة وأجرة النوخذة على ذلك التاجر، وبذلك فإن عائد رحلة الغوص يكون تحت تصرف هذا التاجر. سفينة الغوص ويتابع: تستأجر سفينة الغوص من شخص يخصص نصيب وأجرة محددة من عائد الغوص للمؤجر بعد العودة من الرحلة وبيع اللؤلؤ، ونصيب مقابل استخدام السفينة طيلة رحلة الغوص، وما تتعرض له هذه السفينة من عطب أو تلف يستصلح من عائد الرحلة بعد العودة، ومن المناسب هنا أن نذكر بعض أسماء السفن المستخدمة في رحلة الغوص، التي تصنع محلياً بمواصفات معينة، ومنها الجالبوت، وكثيرا ما تستعمل في رحلات الغوص والبحث عن اللؤلؤ، وهناك السـنبوق الذي يصنع أيضا محلياً، ويستخدم في أسفار الغوص وصيد السمك. وقال: من السفن المهمة الشوعي وهي سـفينة تصنع محليا وتستخدم في أسفار الغوص وصيد السمك، وقد دخلت هذه التسمية في دولة الإمارات أواخر الستينيات ويطلق عليها أحيانا اللنج، وهذا النوع من السفن هو الشائع في الدولة في الوقت الحاضر، وبالتسمية نفسها، بتيل أو البتيل من أقدم سفن الغوص، أما الصمعا فهي سفينة تشبه الجالبوت، إلا أنها تختلف عنه في السعة والعمق، فهي في حجم الوسط بين الجالبوت والبقارة، وهي من أقدم سـفن الغوص في الإمارات وهي من سـفن الغوص القديمة جداً. وقال مصبح راشد إنه تابع دراسته في تلك الفترة من الحياة البسيطة، حتى أنهى دراسة المرحلة المتوسطة في أم القيوين، وبدأ في الذهاب إلى دبي ليكمل دراسته بمعهد المعلمين، ثم ذهب إلى العين لأنه كانت هناك مدرسة للثانوية عام 1968، وبقيت فيها لمدة عام، ثم التحق بمدرسة جابر بن حيان في أبوظبي في 1969 وتخرج منها عام 1971، وكان يزور الأهل كل شهرين أو شهر مرة واحدة. وأشار إلى أنه بعد الثانوية أعلنت إحدى الحكومات المحلية عن حاجتها إلى تعيين خريجي ثانوية للعمل في دوائر الإمارة، وكانت هناك مفاتيح مساكن ستمنح للموظفين الجدد كي يؤمنوا لهم الاستقرار. التوظيف وقال تم منحنا تلك المفاتيح، وفي الليل تشاورت مع زميلي وصديقي خليفة شاهين، وبعد يومين أعدنا المفاتيح وسحبنا أوراق التوظيف، لكن حصلنا على بعثة من حكومة أبوظبي لنكمل تعليمنا في القاهرة، وحصلت على بكالوريوس في الطب والجراحة من كلية الطب بجامعة الأزهر عام 1978، ولا أنسى في تلك الفترة دعم قيادات الدولة، حيث كانوا يأتون لتفقد الطلاب، وقد خصصت لنا القيادة راتباً قدره 45 جنيه مصري، وكان مبلغا كبيرا في تلك الفترة لطلبة مثلنا في مكان بعيد عن الوطن، وبعد عودتنا كنا نعلم أننا سنجد الوظائف في انتظارنا، وبالفعل عرضت علي وظيفة مهمة في وزارة الصحة، إلا أني رفضت. وعن أسباب الرفض كما ذكرها مصبح: أردت أن أبدء بسلمي الوظيفي ولذلك تعينت في جهة أخرى، وسجلت في جامعة الامارات مع طبيب من دبي، وحصلت على رتبة نقيب، وبعد تعييني بشهر واحد حصلت على قبول كمعيد في جامعة الامارات، لكن جهة عملي طلبت مني البقاء، وتعهدت أن تسهل لي عملية إكمال تعليمي، وكان لدي حماس كبير للدراسة والحصول على الدراجات العلمية. وأضاف، خلال 20 عاما من العمل حصلت على دبلوم في الأمراض الصدرية والسل من كلية أوجا في باكستان، وماجستير في الطب العسكري عام 1992 من معهد الطب العسكري في أكاديمية الطب العسكري في مصر، ثم ماجستير في العلوم العسكرية من كلية القيادة والأركان في الامارات عام 1995. وفي عام 1995 انتقلت لإدارة الخدمات الطبية وزادني الاحتكاك بالأطباء منفعة ومعرفة، وبعد التقاعد عام 1999 بقيت حتى عام 2007 متفرغا لإدارة أعمال خاصة، ثم تم تعييني مديراً لبلدية أم القيوين، وحصلت خلال السنوات الماضية على فرصة للكتابة، حيث كتبت مقالات وبحوثا في دور الخدمات الطبية في الكشف والوقاية والعلاج من الإصابات بعناصر الحروب الكيميائية، وتطوير الدفاع الطبي الحديث ضد تأثيرات عناصر الحروب الكيميائية، وهو بحـث القيادة والأركان، وأيضا المستشفيات المتنقلة -النظرية والتنظيم. ثقافة الادخار قال مصبح راشد إن الدخل قديما كان يكفي جميع أفراد الأسرة على الرغم من قلته، كما أن الأسرة كانت صغيرة وتعرف تدبير أمورها وتتبع المفاهيم البسيطة لثقافة الادخار. وأضاف: ظروف الأهالي كانت تقريبا متشابهة، وكنت حريصاً على أن لا يؤثر شيء على تعليمي، لأنني كنت أرغب في التميز والتفوق، لذا كنت أحصل على المراكز الأولى حسب الشهادات الدراسية، وعندما أنهيت المرحلة المتوسطة في أم القيوين بدأت في الذهاب إلى دبي، كي أكمل دراستي، والتحقت بمعهد المعلمين، لأن الدولة كانت بحاجة إلى كوادر مواطنة كي تعمل في المدارس.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©