الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طفلك يقولها بالمغص والدوخة والصداع: أنا أكره المدرسة

طفلك يقولها بالمغص والدوخة والصداع: أنا أكره المدرسة
10 سبتمبر 2006 01:19
هموم الآباء وأوجاعهم في ''مرض'' المدارس، لا تقف عند حد اختيار مدرسة جيدة ذات أقساط معقولة، وتأمين احتياجات الأبناء المادية من قرطاسية وزي مدرسي وغيره، بل أن هذه تكاد تنتهي مع افتتاح المدارس ومرور الأسبوع الأول على الدراسة، لكن الهم الأكبر الذي لا ينتهي إلا بإغلاق أبواب المدارس وانتهاء العام الدراسي هو ''وجع القلب'' اليومي المتكرر للذهاب إلى المدرسة، وما يستتبعه من ''حجج'' الصغار وحيلهم التي لا تنتهي للهرب من الاستيقاظ الصباحي والذهاب إلى المدرسة، بدءاً بالصداع ومروراً بالتعب والمغص وغيرها من الأعراض التي نحاول هنا إلقاء الضوء عليها ليسهل على أولياء الأمور فهمها والتعامل معها بشكل مناسب وإيجابي· فداء طه: تقول فاطمة حمدان، إن ابنتها كثيرا ما تشكو خلال العام الدراسي، من التعب والإرهاق الجسدي بسبب الاستيقاظ المبكر وكثرة الواجبات المدرسية، مما يجعلها تنام فور وصولها إلى المنزل وقبل أن تتناول طعامها· أما محمد اللبودي، فيلاحظ أن الصداع هو أكثر الآلام الجسدية التي يلاحظها على أطفاله خلال العام الدراسي، ويعزو ذلك إلى ''الاستيقاظ المبكر والدروس الكثيرة، وربما يكون بسبب الحر وتغيير الجو صيفا''· تعب وإرهاق ويشير الدكتور فخري عزام، طبيب أطفال، إلى أن المغص أكثر الآلام التي قد تصيب الطفل خلال العام الدراسي شيوعا، وأن أسبابه نفسية وينجم عن التوتر والقلق، لكن هذا لا يعني أن كل مغص من هذا النوع، فقد يكون عارضاً حقيقياً تكمن وراءه أسباب ينبغي علاجها· ويرى الدكتور فخري عزام أن التعب والإرهاق من أهم الآلام الحقيقية التي يعاني منها الطلاب خلال العام الدراسي، وتعود إلى عدم حصولهم على القسط الكافي من الراحة والنوم ليلاً، بسبب سهرهم أمام التلفزيون والكمبيوتر ضاربين عرض الحائط باللوائح الصحية والنظامية في المنزل، ولهذا، نجدهم في صباح اليوم التالي غير قادرين على الذهاب للمدرسة أو نائمين في الحصة· دوخة وإغماء الدوخة والإغماء أيضاً، من الأعراض التي تظهر على الأطفال أثناء الدراسة، والسبب يعود إلى أن الطفل ينسى أن يتناول طعامه الذي يبقى في الحقيبة حتى عودته إلى المنزل، مما يؤدي إلى حدوث نقص في مستوى السكر بالجسم وبالتالي إصابة الطفل بالإغماء، وعليه، ينبغي أن ينتبه الأهل إلى تغذية أطفالهم خلال العام الدراسي وأن يحرصوا على وضع نظام ثابت لنوم الأطفال واستيقاظهم حتى يكونوا بصحة جيدة ويحافظوا على تركيز عالٍ في المدرسة· أوجاع نفسية كثيرا ما يبتسم الأهل ويتندرون وهم يتحدثون عن ''فنون'' أطفالهم المسائية للفرار من النوم المبكر، وحججهم الصباحية لعدم الالتحاق بباص المدرسة المبكر، غافلين عن أن هذه الحجج تخفي آلاماً نفسية تدفع الطفل لكراهية الذهاب إلى المدرسة أو الفرار منها· ويلاحظ علي بن حجر بأن أبناءه يتحججون أحيانا بوجود أعراض صحية مثل المغص والتعب والدوار حتى يتهربوا من الذهاب إلى المدرسة، ''لكن هذا بالنسبة لي مرفوض وإذا لاحظت بأن هذه الأوجاع غير حقيقية لا يبقى مجال للتعامل بديمقراطية مع الطفل وعليه الالتزام بالدوام المدرسي''· وهذا ما تؤكده مريم مصطفى التي قالت إن حجج الأطفال لعدم الالتزام بالمدرسة خاصة في المراحل الدراسية المبكرة قد تبدو مدعاة للضحك والتندر في البيت، فالطفل يحاول جاهدا إقناع والديه بأنه مريض وتعبان ولا يستطيع الذهاب إلى المدرسة، وسرعان ما يفزّ كالحصان إذا طلب إليه الذهاب في نزهة· قلق وخوف القلق، بحسب الدكتور محمد وفيق أخصائي الطب النفسي، أهم الأوجاع النفسية التي يعاني منها الطفل في المدرسة، فمع بداية العام الدراسي قد يستعيد الطالب تجارب سيئة مر بها في الأعوام السابقة سواء من قبل بعض المدرسين أو الطلاب، وما أن تذكر العودة إلى المدرسة حتى تنتابه حالة من القلق والخوف ويبدو كارها للمدرسة أو غير مرتاح لها كما هو الحال عند بقية الأطفال· من هنا، يضيف الدكتور وفيق، نركز دائما على المعاملة الأبوية والتربوية التي يجب أن يتحلى بها المربون والمدرسون في تعاملهم مع الطلاب في المدرسة حتى لو أخطأ الطالب· والمثير أن القلق كثيرا ما يتجلى عند الطالب في آلام جسدية مثل: المغص أو ألم في البطن أو الرأس أو إحساس بالدوار والدوخة أو حتى الإقياء، وكلها عوارض تندرج تحت القلق في حال لم يكن هناك سبب بيولوجي أو عضوي لتفسيرها· وهنالك مشكلة ذات طابع مختلف وهي تلك التي تظهرعند قلة قليلة من الأطفال لدى دخولهم المدرسة للمرة الأولى، وهذه المشكلة تلعب المدرسة دوراً كبيراً في حلها أو أنها تحتاج إلى استشارة من الأخصائي النفسي·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©