الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فاطمة ناعوت من أحدب نوتر دام إلى البوذية

فاطمة ناعوت من أحدب نوتر دام إلى البوذية
14 فبراير 2008 00:12
أول كتاب قرأته الشاعرة فاطمة ناعوت وأثر فيها كان رواية ''أحدب نوتردام'' لفيكتور هوجو في ترجمتها العربية، وقالت: قرأتها بالصدفة وطريقة وقوعي عليها كانت، في ذاتها، حدثا لا يخلو من طرافة ولصوصية أيضا، حيث كنت عائدة من المدرسة، وفيما أهمُّ بدخول بوابة إحدى عمارات حي العباسية العريق حيث أسكن، إذا بحمّالين يصعدون وآخرين ينزلون قطع أثاث وحقائب وصناديق ممتلئة أغراضاً وكتباً، وكنت في السابعة أو الثامنة من عمري، وكنت إلى جوار المصعد أتأمل المشهد وأفكر: لماذا يترك الناس بيوتهم؟ وإلى أين يمضون؟ وماذا داخل الخزانة فوق ظهر الرجل؟ تاريخٌ من البشر، وحكايات لا تنتهي للثياب والملابس وربطات العنق، ولمحت كتاباً يسقط من صندوق، وفكرت للحظة أن أركض خلف العامل لأنبهه، لكن ''الشرير'' داخلي جعلني أسرق الكتاب وأصعد إلى شقتنا في الدور الثالث، أخبئ الكتاب ليومين في مكان سري من خزانتي التي اعتدت أن أخفي به كنوزي الصغيرة· وأضافت: ما معنى ''أُحْدُب''؟ هكذا كنت ألفظها، وما معنى نوتردام؟ يبدو أنه شيءٌ طلسمي مما اعتدت أن أراه في مكتبتنا! لكن سرًّا ما سيدفعني للقراءة ليكون أول عمل أدبي أقرأه، ''كوازيمودو وأزميرالدا'' بطلا الرواية، الأول رمزٌ للقبح الشكلي والتشوّه الخَلقيّ، فيما الثانيةُ رمزٌ للجمال الجسدي الفاتن على أن كليهما يجتمعان في جمال الإنسان ورقيّ الروح· قرأتها أكثر من خمس مرات، وجعلني الافتتان بها أبحث عنها في لغات أخرى وقالت: قرأتها في ترجمات عن الفرنسية بالإنجليزية والعربية، نحن لا ننسى أول رواية قرأناها ولو بعد مئة عام، سيما إذا كان الكاتب فيكتور هوجو· آخر كتاب قرأته فاطمة ناعوت هو ''فرويد وبوذا، التصوّف البوذي والتحليل النفسي''، تأليف كل من إريك فروم، و د·ت· سوزوكي، وترجمة د· ثائر ديب، وهو يحاول البحث عن وشيجة بين منظومتين إنسانيين تبدوان للوهلة الأولى متنافرتين ليس من رابط بينهما بقدر ما بينهما من تناقضات، وهما بوذية'' القوام الشرقيّ التي تعتمد التجريدية العقلانية الهندية والصينية والتحليل النفسي الذي هو ابنٌ أصيل لتزاوج العقلانية الإنسانية الغربية، مع رومانسية القرن التاسع عشر الأوروبي، ذلك المنزع الذي تمتد جذوره السلفية الأولى إلى الحكمة الإغريقية في بحثها عن ماهية الإنسان والقوى الغامضة التي تسيّره، وإذ ينهجُ التحليلُ النفسي النهجَ العلمي الشديد العقلانية، فإن البوذية تنحو المنحى الوجوديّ الروحيّ حتى لتقترب في تعريفها من منظومة الدين والتصوف بوصفها نظرية للوصول إلى الاستنارة، وإن سعي التحليل النفسيّ إلى تخليص الإنسان من أمراضه الذهنية، فإن البوذية تتوق إلى الخلاص الروحي للإنسان، بين ركام كل تلك التباينات المفصلية، هل تؤدي السعي وراء روابط بين المنظومتين أن يؤدي إلى نتائج إيجابية ما؟
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©