الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

"وول ستريت جورنال": الدوحة تفتح ذراعيها لاستقبال الإرهابيين من "طالبان"

"وول ستريت جورنال": الدوحة تفتح ذراعيها لاستقبال الإرهابيين من "طالبان"
31 أكتوبر 2018 00:02

شادي صلاح الدين (لندن)

أكدت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية الشهيرة، أن انضمام قيادات بارزة في حركة طالبان الإرهابية الذين احتجزتهم الولايات المتحدة في معتقل جوانتانامو إلى المكتب السياسي للجماعة في إمارة قطر خطوة يجب إلقاء الضوء عليها بكل قوة في إطار المحادثات التي يحرص النظام القطري على رعايتها بين الحركة والولايات المتحدة.
وتساءل التقرير الأميركي، الذي أعده من لندن وإسلام أباد كل من: سامي يوسف زاي وسعيد شاه وكريج نيلسون، عن مغزى مثل هذا التنازل الأميركي لتحرير هؤلاء القيادات الخمس وإدخالهم في العملية السياسية، مشددة على أن هذه الخطوة تمثل تنازلاً كبيراً من الولايات المتحدة، خاصة أن إطلاق سراح هؤلاء الإرهابيين كان مطلباً منذ فترة طويلة من جانب الحركة المسلحة، وهو ما كان يعارضه المسؤولون في واشنطن.
وتعتبر العلاقة بين النظام القطري وتنظيم القاعدة الإرهابي وجماعة «طالبان» إحدى أكثر العلاقات المثيرة للجدل في الأوساط السياسة الدولية، خاصة مع وجود مكتب لتنظيم طالبان في الدوحة ورعايتها أي مفاوضات تجري بين الحركة والولايات المتحدة الأميركية، السبب الخفي وراء اختيار طالبان لقطر، أو رغبة الدوحة في إضفاء الشرعية على الحركة ومن يرتبط بها.
وشددت الصحيفة الأميركية على أنه لم يتضح حتى الآن ما إذا كانت الولايات المتحدة قد وافقت على مثل هذه الخطوة أو أنها على علم بها، مشيرة إلى أن الجانب القطري رفض التعليق، وهو أمر متوقع الحدوث في هذه الحالة.
وأكدت الصحيفة أن أربعة من الرجال المفرج عنهم من جوانتانامو هم من كبار أعضاء حركة طالبان، وأن انضمامهم إلى المكتب السياسي للحركة في الدوحة يعزز إلى حد كبير من تحركات الحركة في قطر ومدى التفاوض الذي يمكن أن تجريه مع الولايات المتحدة.
وكشفت «وول ستريت جورنال» أنه من بين الرجال الخمسة، القائد السابق لجيش طالبان، محمد فضل، ونقلت الصحيفة عن محللين أن وجود مثل هذه الرجل يمكن أن يساعد في نقل الجانب العسكري المهيمن للحركة على عملية السلام، مشددة على أنه ليس من الواضح إلى أي مدى يدعم قادة طالبان العسكريون حوار السلام.
وتم إطلاق سراح الرجال من جوانتانامو في عام 2014 من قبل الولايات المتحدة مقابل جندي أميركي «بو بيرجدال» الذي اختطفته طالبان في 2009 عندما كان يجول في قاعدة للجيش الأميركي.
وكانت محكمة أميركية عسكرية قد وجهت تهمة الهروب من الخدمة وسوء التصرف إلى الجندي الأميركي الذي أسرته طالبان لخمس سنوات وغرمته مبلغ ألف دولار.
وتم إرساله إلى قطر. ومع ذلك، وحتى الآن، يعيش قادة طالبان تحت الحراسة في منازلهم في إمارة الإرهاب، ولم يُسمح لهم بعقد الاجتماعات السياسية أو السفر.
يذكر أنه بعد عامين من تأسيس مكتب طالبان في قطر، أعطى زعيم القاعدة أيمن الظواهري البيعة لزعيم حركة طالبان الملا أختر محمد منصور، الذي قتل عام 2016 في غارة أميركية بطائرة من دون طيار في جنوب غرب باكستان، وبعد مقتله، جدد الظواهري قسم الولاء لزعيم حركة طالبان الأفغانية الحالي، هبة الله أخند زاده.
وفي فقه التنظيمات الإرهابية فإن قسم الظواهري لطالبان يعني أن القاعدة تعمل الآن رسميا تحت إشراف طالبان، وهو ما يعني الصلات القوية التي تربط القطريين بتنظيم القاعدة عبر رعايتهم لحركة طالبان والاتواصل السياسي واللوجستي معهم.
وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب سعت إلى الابتعاد عن سياسات إدارة أوباما في أفغانستان وعارضت أي محادثات أو اعتراف سياسي أو دبلوماسي بخماسي قيادات طالبان، وبحجة أن وجود قيادات حركة طالبان الخمسة سيساعد في جهود السلام، حثت قطر لسنوات الولايات المتحدة على دمجهم في المحادثات، إما رسميا أو بصفة مراقب، في إصرار من الدوحة على تواجد هؤلاء المدانون في المحادثات مع الولايات المتحدة، طبقاً للصحيفة.
وبناء على دعوة من إدارة أوباما والأمم المتحدة، افتتح مكتب سياسي لطالبان في قطر في عام 2013 لكنه أغلق بسرعة بعد أن رفعت طالبان علمها فوق المجمع الذي يضم المكتب، مما أثار شكاوى من الحكومة الأفغانية، وقد عملت منذ ذلك الحين، ولكن على أساس غير رسمي. كانت طالبان قد طالبت بتدابير لبناء الثقة من جانب الولايات المتحدة، وفقا لما ذكرته مصادر في المجموعة، في الأيام الأخيرة، تم إطلاق سراح نائب رئيس طالبان السابق، عبد الغني بارادار، من قبل السلطات الباكستانية. ولم تؤكد الولايات المتحدة ما إذا كان هذا نتيجة للمحادثات الجارية في الدوحة، طبقا للصحيفة.
وتسببت اعتقال بارادار في غضب كبير لدى قيادات الدوحة، حيث عملت جاهدة نحو تأمين إطلاق سراحه، وعندما تم إلقاء القبض على بارادار، حيث أقرت قناة الجزيرة نفسها بأنه تم إطلاق سراحه بناء على طلب من قطر، كان بروس أو ريدل، وهو ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية قاد عملية مراجعة سياسة أفغانستان وباكستان لإدارة أوباما في عام 2010، قد صرح أن «اعتقاله قد يشل العمليات العسكرية لطالبان، على الأقل في المدى القصير». كما ذكر المحلل السياسي الأفغاني حبيب حكيمي في ذلك الوقت أن اعتقال بارادار «خسارة للحركة عسكريا وسياسيا»، لأن بارادار «له علاقات وثيقة مع الأوساط السياسية والعديد من الحركات المتطرفة داخل المنطقة، خاصة داخل أراضي باكستان»، وهو دليل آخر على حجم التآمر الذي تقوم به الدوحة في المنطقة.

«طالبان»: سجناء جوانتانامو سابقاً أعضاء بالمكتب السياسي في قطر
أعلن ناطق باسم حركة طالبان الأفغانية، أن خمسة من عناصر الحركة أطلق سراحهم من سجن خليج جوانتانامو العسكري الأميركي في تبادل مع احد عناصر الجيش الأميركي «بو بيرجدال»، انضموا إلى المكتب السياسي للحركة المتمردة في قطر.
ويعني ذلك أنهم سيصبحون الآن ضمن ممثلي الحركة المتفاوضين على السلام في أفغانستان، بحسب ما صرح ذبيح الله مجاهد لوكالة أسوشيتد برس.
وبعد مفاوضات مطولة، أطلق سراح أعضاء طالبان الخمسة في 2015، أما «بو بيرجدال» الذي كان محتجزاً لدى طالبان منذ 2009 عندما غادر قاعدته العسكرية الأميركية من دون إذن، فقد تم تسريحه من الجيش العام الماضي، وفُرضت عليه غرامة قدرها ألف دولار في تهم الفرار من الجيش وسوء السلوك.
وقال عبد الحكيم مجاهد، القيادي السابق في طالبان، إن المنزلة الرفيعة للخمسة، ومن بينهم قائد سابق للجيش، ستزيد من قبول العامة لاتفاق سلام في البلاد.
يذكر أن علاقة طالبان بالدوحة دائماً ما تثير الشكوك، خاصة بعدما افتتحت قطر في 2013 مكتب حركة طالبان الإرهابية في الدوحة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©