دبي-عاطف فتحي:
منيت أسهم دبي بانتكاسة كبيرة مع بدء معاملاتها الأسبوعية أمس حيث عانى المؤشر العام من خسارة فادحة وصلت نسبتها إلى 3,85% عند الإغلاق، فيما فقد سهم اعمار العقارية القيادي مكاسب الأسبوع الماضي بكاملها تقريبا،الأمر الذي بدأت مؤشراته يوم الخميس الماضي عندما بدا للجميع صعوبة تماسك السهم فوق مستوى 15 درهما، ليتراجع مع بدء المعاملات إلى 14,55 درهم تقريبا قبل أن يتدهور الموقف في الساعة الأخيرة من الجلسة مع تفوق العرض على الطلب بمراحل لدرجة أن كمية المطلوب من السهم وصل عند الإغلاق أمس إلى 11,5 مليون سهم فيما وصلت كمية العرض إلى 41 مليون سهم تقريبا· وأبدى سهم اعمار مقاومة نسبية عند المستوى 14,45-14,55 إلا أن ضغوط البيع أدت إلى تدهوره سريعا إلى أدنى مستوى له أمس وهو 14 درهما،فيما وصل سعر الإغلاق إلى 14,45 درهم·
وعلى الرغم من أن المقدمات لم تكن توحي بمثل هذا الانزلاق السريع حيث تركز النشاط على سهمي تمويل وأملاك ليتفوقا على اعمار من حيث الكمية، إلا أن مخاوف المستثمرين خاصة أولئك الذين بنوا قراراتهم على أساس التحليل الفني فرضت ضغوطا كبيرة على السهم حيث أدرك في الثلث الأخير من الجلسة أن السهم يتجه لمزيد من النزول فسارع الكثيرون إلى عرض ما بحوزتهم من أسهم على أمل معاودة الشراء بسعر ارخص، مما رفع كميات العرض، وتزامن ذلك مع سحب البعض لأوامر شراء ترقبا لأسعار اقل في قادم الجلسات الأمر الذي اثر كثيرا على توازن العرض والطلب على حد قول محمد علي ياسين مدير عام الإمارات للأسهم الذي أوضح في تصريحات خاصة لـ الاتحاد أن توازن العرض والطلب كان موجودا في البداية إلا أن الوضع سرعان ما تدهور تحت ضغط عروض البيع الكثيفة وإلغاء أوامر الشراء·
وقال ياسين:''من الواضح انه تولدت قناعة لدى المستثمرين الذين بدأوا يعتمدون على التحليل الفني إن اعمار متراجع لا محالة بعدما فشل في التمسك فوق مستوى 15 درهما، ومن ثم فان السهم سيتراجع للدفاع عن نفسه عن مستوى دعم أفضل وبالتالي بدأ التراجع يوم الخميس الماضي وبداية جلسة اليوم التي شهدت تراجعه إلى 14,55-14,60 درهم ، هنا انتابت الحيرة شريحة من المضاربين ممن فاتتهم فرصة البيع بالقرب من مستوى 15 درهما ففضل الكثيرون طرح ما لديهم من أسهم الأمر الذي فرض ضغوطا كبيرة على السهم خاصة في الخمسة وأربعين دقيقة الأخيرة من الجلسة حيث شاهدنا كمية الطلب تتراجع إلى 11,5 مليون سهم بينما تقترب كمية المعروض من 41 مليون سهم·علما انه كان هناك توازن بين العرض والطلب عند حدود 40 مليون درهم في الاتجاهين حتى الثانية عشرة والربع، لكن البعض الغوا أوامر الشراء تحسبا لإمكانية الشراء عند مستويات اقل في الجلسات المقبلة، مما ضغط كثيرا على السهم ليتراجع إلى 14 درهما كأدنى مستوى وليخسر بذلك مكاسب الأسبوع الماضي وفي حدود الدرهم تقريبا، ولم يقتصر الأمر على اعمار وحده بل نزلت معه الأسهم التي رافقته في رحلة الصعود مما ترك أثرا كبيرا على المؤشر العام للسوق·
ويرى ياسين أن جلسة اليوم الأحد تحمل أهمية كبيرة بالنسبة لسهم اعمار حيث انه كان يتداول في اللحظات الأخيرة عند 14,05 بما يعني انه لو بدا عند هذا المستوى اليوم فسيكون اقل بمقدار 30 فلسا على الأقل من الإغلاق وبالتالي فهو سيبدأ يومه في خانة الخاسرين، وإذا ما كسر مستوى 14 درهما سيكون عليه إبداء مقاومة كبيرة عند مستوى الدعم 13,75 درهم·
ودعا ياسين المستثمرين إلى التماسك وعدم الانسياق وراء المخاوف خاصة وان تراجع الأسعار بالأمس يعني في الغالب الأعم ''تآكل'' في الأرباح وليس خسائر في الاستثمار لغالبية المستثمرين بعد الارتفاعات السعرية الكبيرة التي حدثت في الأسابيع الأخيرة،وقال إن من الطبيعي في ظل ارتفاعات سعرية أن يكون النزول سريعا أيضا وغالبا أسرع من وتيرة الصعود·
وردا على سؤال حول مدى تأثر ثقة المستثمرين التي تحسنت بصورة ملحوظة في الآونة الأخيرة قال ياسين:''بالطبع سيكون هناك تأثير على ثقة المستثمرين إذا ما تواصل الهبوط بوتيرة سريعة مثلما رأينا بالأمس، ولكن إذا دافعت الأسهم وخاصة اعمار عن نفسها عند مستويات الدعم التالية وتماسكت لعدة جلسات فسيكون ذلك مؤشرا مهما لدعم ثقة المستثمرين··''·
وقد غرد سهم تمويل خارج سرب الأسهم المتراجعة وكان الأقوى صعودا أمس حيث أضاف إلى رصيده 30 فلسا بنسبة 8,20% ليغلق عند 3,96 درهم، وهو جاء ثانيا بعد اعمار في قائمة الأنشط من حيث الكمية بتداول 88 مليون سهم، بقيمة 349 مليون درهم·وبخلاف تمويل ضمت قائمة الاسهم الرابحة امس كل من سهم تبريد الذي ارتفع 4 فلوس بنسبة 1,25% الى 3,25 درهم ثم سهم بنك الإمارات الذي ارتفع 15 فلسا بنسبة 1,07% الى 14,15 درهم وسهم شعاع الذي ارتفع 5 فلوس بنسبة 0,98% الى 5,15 درهم وسهم الاتحاد العقارية الذي أضاف فلسين الى رصيده بنسبة 0,57% الى 3,54 درهم وأخيرا سهم مزايا الذي ربح فلسا واحدا بنسبة 0,14% الى 7,18 درهم·
عدد اليوم
