الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

العمالقة القصار!

العمالقة القصار!
30 يناير 2018 23:18
عمرو عبيد (القاهرة) تخضع عملية اختيار وانتقاء لاعبي كرة القدم للعديد من المواصفات القياسية، البدنية والذهنية والفنية، لكن يبقى لمركز حراسة المرمى وضع خاص، لأن طول القامة بالنسبة لحارس المرمى يأتي في المقام الأول عند عملية الاختيار، وفي العصر الحديث ينتمي أشهر نجوم هذا المركز إلى فئة العمالقة، مثل الأسطورة بوفون صاحب الـ 191 سنتيمتراً، الألماني نوير بـ 193 سـم، وهناك بيتر تشيك والإنجليزي الحائر جو هارت اللذان يتجاوز طولهما 6 أقدام، بينما يقترب البلجيكي الموهوب كورتوا من المترين طولاً. إلا أن التاريخ وقف احتراماً لأساطير استطاعوا الدفاع عن العرين باقتدار رغم قصر قاماتهم، مقارنة بمواصفات ومتطلبات مركز حراسة المرمى، منهم الأرجنتيني أوبالدو فيول الذي يصنف كأفضل حارس مرمى في تاريخ التانجو، بعدما عانق المجد العالمي في مونديال 1978، ولم يتجاوز طول قامة أوبالدو 181 سنتيمتراً، لكنه شارك في 3 نسخ من بطولة كأس العالم وقيادته للألبيسيليستي لمدة 11 عاماً، عبر أكثر من عقدين لم يتوقف خلالهما عن اللعب، مثلما كان الحال مع الإيطالي الراحل جيامبيرو كومبي بطول بلغ طوله 5 أقدام و11 بوصة، لكنه استطاع أن يهدي الآزوري لقبه العالمي الأول في مونديال 1934، بجانب حصد 5 ألقاب للكالتشيو بقميص اليوفي، والطريف أن الإيطالي دينو زوف لم يتجاوز 182 سنتيمتراً هو الآخر، لكن العالم كله يعرف حقيقة مستواه الرفيع الذي مكنه من ارتداء قميص إيطاليا الأزرق لمدة 15 عاماً، حصد فيها كأس العالم 1982 وكذلك يورو 1968، بالإضافة إلى ثمانية ألقاب محلية مع البيانكونيري وكأس اليويفا عام 1977، ويأتي الإسباني إيكر كاسياس صاحب 1.81 متر ضمن قائمة العظماء بعشرات الألقاب المحلية والعالمية، سواء مع الميرنجي أو لا روخا، بالإضافة إلى أرقامه القياسية الإعجازية في مختلف البطولات ! وعند الحديث عن الحراس قصار القامة، يتبادر اسم المكسيكي الشهير خورجي كامبوس أولاً إلى الأذهان بـ 168 سنتيمتراً، وهو السادس في ترتيب أكثر لاعبي «التريكولور» مشاركة في المباريات الدولية بـ 130 مباراة، وظل كامبوس حارساً لعرين المكسيك طوال 13 عاماً خاض خلالها مونديالي 1994 و 1998 كحارس أساسي، قبل أن يظهر في مونديال 2002 كحارس ثالث فوق مقاعد البدلاء، واشتهر كامبوس برشاقته واندفاعه خارج منطقة الجزاء، بالإضافة إلى قدراته التهديفية، حيث جاء في المركز الثالث ضمن قائمة الحراس الهدافين عبر التاريخ بـ 46 هدفاً، وإذا كان العالم يذكر جيداً قمصانه المزينة بالعديد من الألوان التي ارتداها في بطولات كأس العالم، فإن المكسيك لا تنسى مساهمته في التتويج ببطولة كأس العالم للقارات عام 1999، وكذلك الكأس الذهبية للكونكاكاف مرتين في 1993 و 1996. ومن ينسى الكولومبي غريب الأطوار، رينيه هيجيتا، صاحب 1.76 متر المُلقَّب بالمجنون، الذي دافع عن ألوان منتخب بلاده لمدة 12 عاماً، صحيح أن هيجيتا لم يحقق الكثير من الإنجازات على مستوى الألقاب، لكنه بلغ المركز الخامس في قائمة أهداف حراس المرمى العالميين بإجمالي 41 هدفاً، وظل تصدي العقرب الشهير الذي قدمه أمام إنجلترا عام 1995 ماثلاً أمام العالم كله، ليشهد على رشاقة وجرأة وجنون هذا الحارس، عندما أبعد الكرة خلف جسده بكعب قدمه من الوضع طائراً، ويُحسَب له قيادة كولومبيا نحو دور الـ 16 في مونديال إيطاليا للمرة الأولى في تاريخه، لكن كانت مراوغته الفاشلة قرب منتصف الملعب أمام الكاميروني الأسطوري روجيه ميلا سقطة لا تُغتَفَر أيضاً ! الفرنسي فابيان بارتيز ظل حارس الديوك الأول طيلة 12 عاماً مسلحاً بـ 180 سنتيمتراً طولاً فقط، لكنه كان رائعاً بمرونته وسرعة ردة فعله، ليساهم مع الجيل الذهبي الفرنسي في التتويج بالثلاثية العالمية، بدءاً من مونديال 1998 الذي حصد فيه أيضاً جائزة أفضل حارس، مروراً ببطولة يورو 2000 وكأس القارات 2003، وهو أفضل ثاني حارس مرمى في تاريخ الديوك، خاصة بعدما حقق رقماً قياسياً بالحفاظ على نظافة شباكه في 10 مباريات مونديالية من إجمالي 17 مباراة خاضها في 3 نسخ. هناك أيضاً كلاوديو تافاريل الذي صنفته العديد من التقارير العالمية كثاني أفضل حراس البرازيل عبر التاريخ، والكل يدرك أن هذا المركز ظل نقطة ضعف واضحة لدى السليساو عبر سنوات عديدة، لكن تافاريل كان أحد العظماء الذين قادوا السامبا للتتويج بمونديال 1994، وكذلك بطولتا كوبا أميركا 1989 و 1997، وكان رائعاً عندما قاد جلاطة سراى للفوز بكأس اليويفا والسوبر الأوروبي عام 2000، وقبلها كأس الكؤوس الأوروبية مع بارما عام 1993، وعندما أطاح روبرتو باجيو بركلة الجزاء الأخيرة في نهائي مونديال الولايات المتحدة الأميركية، احتفل تافاريل بطريقته الشهيرة لتبقى خالدة عبر التاريخ !
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©