الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سِقْط اللِّوَى···جائزة مستقطبة

سِقْط اللِّوَى···جائزة مستقطبة
14 فبراير 2008 00:15
للإمارات العربيّة المتحدة مشاهدُ من التاريخ تُشْكَر، ومواقفُ من المكْرُماتِ تُؤْثَرُ، وعَظائِمُ من الأعمال تُذْكَر، ولا تُنْكَرُ··· فقد ملأت الدنيا بالمآثر والمكارم، وشغلتِ التاريخ بالعظائم والروائع، ومن ذلك إنشاؤُها جائزةَ الشيخ زايد للكتاب التي تأسّست منذ سنتين فقط، فأمست أشهرَ من نارٍ على علَم، كما يقال، فإذا هي اليوم تستقطب المئات من أكابر المفكّرين والمبدعين يتسابقون من أجل الحظوة بنيلها· والمتسابقون هم من أكبر الكتّاب طبقةً، وأعلاهم منزلة، وأذْهَبِهِمْ صِيتاً في الناس، وأرْصَنِهم نِتاجاً فكريّاً وجماليّاً في مسار الثقافة العربيّة المعاصرة من روائيّين وقاصِّينَ، ونقاداً، وشعراءَ، ومترجمين، وكتّابَ أدب الطّفل، وسواهم من المبدعين··· وإذا كانت الجوائز الأدبيّة الأخرى الكثيرة التي رصدتْها إمارة أبوظبي المزدهرة، ومنها جائزتا: ''شاعر المليون''، و''أمير الشعراء''، يمتزج فيها الإعلامُ المرئيّ الهادف بالجمال الأدبيّ الآسِر، وتحمل الشعراء النبطيّين وأصحاب الشعر الفصيح على اختراق السقف لنيل تلك الجوائز، فإنّ جائزة الشيخ زايد للكتاب هي من جنس الجوائز الفكريّة العالميّة التي لا تبتعد كثيراً عن جائزة ''نوبل'' السويديّة، وهي لا ريب ستحمل أكابر الكتّاب العرب على التباري، فكريّاً، من أجل نيلها؛ فهي وسيلة عظيمة لتفتيق العبقريّة العربيّة في مجالَي الفكرِ والإبداع· وكلّ ما في الأمر أنّ ''جائزة الشيخ زايد للكتاب'' هي مقصورة، في الوقت الراهن، على المبدعين والمفكّرين العرب وحدَهم، في حين أنّ جائزة نوبل هي عامّة لكلّ المبدعين في العالم، وإن لم ينلْها من العرب، في الحقيقة، إلاّ أديب واحد إلى اليوم هو نجيب محفوظ· من أجل ذلك فإنّ هذه الجائزة جاءتْ لتملأ فراغاً في ثقافة الرعاية الأدبيّة التي هي تقليد عربيّ أصيلٌ تُحْييه اليوم إمارة أبوظبيٍ فتبعثه في أروع مظاهره، وفي أسخى عطاءاته· وقد تسابق هذه السنةَ عددٌ كبير من الروائيين، والنقّاد، والشعراء، فكان حظّ نيل جائزة الأدب (الرواية) إبراهيم الكونيّ من الجماهيريّة الليبيّة على روايته ''نداء ما كان بعيداً''، وهو أحدُ أكثرِ الوجوه الروائيّة العربيّة إشراقاً وائْتِلاقاً على عهدنا هذا· وقد تكون لِجَانُ القراءة موفَّقةً في منْح جائزة هذه السنة لإبراهيم الكونيّ إذْ هو أكثرُ الروائيّين العرب المعاصرين تأليفاً، كما أنّ أعماله الروائيّة تُرجمتْ إلى أكثر من أربعين لغة، وهو شرَف قلّ مَن حَظِيَ به من كتّاب الرواية العربيّة المعاصرة، كما نال الكوني قريباً من عشرِ جوائزَ عربيّة ودوليّة على أعماله هذه··· فمن العدل والإنصاف، إذن، أن ينال الكوني جائزة الشيخ زايد للكتاب لهذا العام··· في حين أنّ جائزة أدب الطّفل نالتْها هدى الشّوى القدومي من دولة الكويت، ولعلّها أوّل امرأة خليجيّة تنال هذه الجائزة العظيمة· فهنيئاً للفائزين لهذا العام، وإلى مزيد من العطاء الأدبيّ والفكريّ للمتسابقين الآخرين الذين لا ريب في أنّ الحظّ سيبسِمُ لهم في الدَّورات المقبلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب··· فشكر اللّهُ سعْيَ القائمين على هذه الجائزة السَّنِيّة: مانِحِين، ومُنظّمين، ومُشْرِفين جميعاً·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©