السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الحلم من «ملعب النار» إلى «جار»

الحلم من «ملعب النار» إلى «جار»
25 يوليو 2012
مصطفى الديب (أبوظبي) - لم يكن طريق المنتخب الأولمبي إلى دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها عاصمة “الضباب لندن”، مفروشاً بالورود، حيث عانى “الأبيض” الأمرين للوصول للحلم الذي راود الجميع منذ سنوات طويلة، ولم يسلم الجميع من “خفقان القلب” الذي صاحب هذا المشوار الصعب، في ظل الحسابات، التي وصلت لدرجة التعقيد في وقت من الأوقات، لكن مجهود جنود المنتخب الأولمبي لم يضع هباءاً، وحصد الأبطال ثمار مجهود سنوات طوال، فقد تم إعدادهم لهذا المحفل العالمي منذ بداية مشوارهم مع المنتخبات الوطنية، وأصبح الحلم حقيقة لمسها هؤلاء الأبطال، ليظهر المنتخب الأولمبي في دورة الألعاب الأولمبية للمرة الأولى في تاريخه. ويشارك منتخبنا في المجموعة الأولى لنهائيات كرة القدم، إلى جانب بريطانيا الدولة المنظمة وأوروجواي والسنغال، حيث يخوض “الأبيض” لقاءه الأول أمام منتخب أوروجواي، ثم يلعب أمام صاحب الأرض والجمهور، وأخيراً يختتم مباريات الدور الأول بلقاء السنغال أحد ممثلي القارة الأفريقية. ويسعى لاعبونا إلى تسطير تاريخ جديد لكرة الإمارات، بعد أن كتبوا قصة البداية في كتاب المجد الكروي، بالحضور بين الكبار في دورة الألعاب الأولمبية. وبالعودة إلى مسيرة “الأبيض” في التأهل إلى أولمبياد لندن، نجد أن المنتخب بدأ مشواره الذي استمر حوالي 370 يوماً من ملعب “النار” في بني ياس وأنهاها بملعب “جار” بالعاصمة الأوزبكية طشقند، في الثامن من مارس 2011، عندما استضاف المنتخب السريلانكي بملعب نادي بني ياس بالشامخة الجديدة في الدور الأول من التصفيات، وحقق منتخبنا فوزاً كاسحاً بسبعة أهداف مقابل هدف، قبل أن يعود ويحقق فوزاً بثلاثية نظيفة على المنتخب نفسه، وعلى الملعب نفسه في مباراة الإياب، وصعد “الأبيض” إلى الدور الثاني الذي واجه خلاله منتخب كوريا الشمالية، وصعد على حسابه إلى الدور الثالث والحاسم، بمجموع المباراتين، حيث فاز عليه خارج أرضه بهدف نظيف، وتعادل معه في العين بهدف لكل منهما، وفي المرحلة الثالثة والحاسمة من التصفيات وقع منتخبنا في المجموعة الثانية إلى جانب أستراليا وأوزبكستان والعراق، وأقر نظام الاتحاد الآسيوي بتأهل أول كل مجموعة إلى الأولمبياد مباشرة. نقطة الكانجارو وبدأ المنتخب مسيرته ومباراته الأولى في العاصمة الأسترالية سيدني، حيث واجه المنتخب الاسترالي، وجاءت البداية جيدة بعودة “الأبيض” بنقطة من “الكانجارو” في عقر داره، بعد انتهاء نتيجة المباراة بالتعادل السلبي، على الرغم من أن نجوم منتخبنا أهدروا العديد من الفرص التي كانت كفيلة بعودتهم بنقاط المباراة الثلاث في بداية المشوار الأولمبي. وعلى الرغم من تفاؤل الجميع، بما هو قادم في هذا المشوار الصعب، وبما قدمه اللاعبون في المباراة الأولى أمام أستراليا، إلا أن الأداء في المباراة الثانية أمام أوزبكستان بالإمارات لم يأت مواكباً للطموحات، ولم يستطع المنتخب الأولمبي تحقيق الفوز على أرضه وبين جماهيره، وخرج الفريق بنقطة أيضاً من هذا اللقاء الصعب الذي كاد أن يضيع من بين أيدي لاعبينا بسبب الهجمات المرتدة للاعبي أوزبكستان التي شكلت خطورة بالغة على مرمى “الأبيض” في ذلك اليوم. واعتقد الكثيرون أن لقاء أوزبكستان، ما هو إلا كبوة سيخرج منها المنتخب الأولمبي بسرعة، قبل لقاء الجولة الثالثة أمام “أسود الرافدين” بدار الزين، لكن جاءت الرياح بما لا يشتهي عشاق المنتخب، حيث تلقى الفريق خسارة مفاجئة بهدفين دون رد على أرضه وبين جماهيره، الأمر الذي جعل الحلم يبتعد رويداً رويداً، خاصة أن مشكلة العقم الهجومي لازمت المنتخب طوال ثلاث مباريات لم يستطع خلالها هز شباك منافسيه، وأيقن عشاق “الأبيض” أن الأمل أصبح ضعيفاً بدرجة كبيرة، لأن المنتخب لم يستطع تحقيق الفوز في أول ثلاث مباريات منها مباراتان على أرضه وبين جماهيره. وذهب المنتخب الأولمبي إلى الدوحة لملاقاة العراق في الجولة الرابعة “أولى جولات الإياب”، وسط جو من الخوف، خاصة أن دخول الجولة الرابعة بنقطتين فقط في رصيده مدعاة للقلق من جانب الجميع، وأخيراً وبعد طول انتظار حقق المنتخب الأولمبي فوزه الأول، والمثير أنه جاء خارج أرضه على منتخب العراق بهدف لأحمد الذي وقع على أول الأهداف في المشوار الأولمبي، ليعود بصيص الأمل في مسألة الصعود وإن كانت معقدة بعض الشيء. هدية السماء وجاءت هدية القدر لـ”الأبيض” عندما اعتبر الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” العراق مهزوماً أمام منتخبنا بالثلاثة في المباراة الأولى التي جمعت المنتخبين بالعين، بسبب إشراك العراقيين اللاعب فيصل جاسم صاحب الإنذارين خلال المباراة، ليرتفع رصيد منتخبنا إلى 8 نقاط عادت به إلى صلب المنافسة على بطاقة الصعود وتحقيق الحلم الكبير. وأعطى قرار الاتحاد الدولي قوة دفع غير طبيعية للمنتخب بشكل عام، ودخل اللاعبون مباراة المنتخب الأسترالي بالعين في الجولة قبل الختامية من المنافسات، بروح معنوية مرتفعة، وزحفت الجماهير بكثافة خلف أبنائها ليحقق “الأبيض الأولمبي” الفوز بهدف دون رد، بقذيفة مدوية من لاعب وسط الفريق عمر عبد الرحمن، ليرفع رصيده إلى 11 نقطة، محتلاً بها صدارة المجموعة بعد الهدية الثمينة الأخرى بفوز منتخب العراق على أوزبكستان المنافس المباشر لمنتخبنا ليتوقف رصيده عند ثماني نقاط، محتلاً بها المركز الثاني في ترتيب فرق المجموعة، ليكون أمام لاعبي منتخبنا فرصة اللعب بخيارين، في الجولة الختامية أمام أوزبكستان، فالتعادل يصعد بهم إلى الأولمبياد والفوز يؤكد الصعود عن جدارة لمصلحة منتخبنا الأولمبي. نهاية سعيدة وتوجه منتخبنا إلى العاصمة الأوزبكية طشقند يوم 14 مارس الماضي، بطموحات شعب يحلم بالحضور والظهور في المحفل الأولمبي للمرة الأولى في تاريخه، وكان أبناء الوطن عند حسن الظن بهم، بعد مباراة غاية في الصعوبة أمام منافس عنيد يريد خطف بطاقة الصعود على أرضه وبين جماهيره، وجاءت نتيجة الشوط الأول لتجعل الحلم هباءاً، حيث انتهت الحصة الأولى بتقدم أوزبكستان بهدفين دون رد، الأمر الذي جعل الكثيرين يوقنون بأن أصحاب الأرض هم الذين سوف يخطفون بطاقة التأهل للعرس الأولمبي. وعلى الرغم من التأخر بهدفين في مباراة صعبة، إلا أن “عيال زايد” لم يقتنعوا بأن المشوار قد انتهى، وحول أبطالنا الخسارة بهدفين إلى فوز بالثلاثة، حيث عاد “الأبيض” مبكراً بهدف لأحمد خليل من ضربة ثابتة، قبل أن يعود اللاعب نفسه ويسجل هدف التعادل بقذيفة مدوية سكنت مرمى الأوزبكيين ليعود الأمل مجدداً، حيث إن التعادل يصعد بـ”الأبيض” للعاصمة البريطانية لندن، وقتل لاعب بني ياس والمنتخب الأولمبي حبوش صالح طموحات الأوزبك في معقلهم، عندما أحرز الهدف الثالث الذي أعلن عن تأهل الإمارات للأولمبياد عن جدارة واستحقاق، لتبدأ الاحتفالات بهدذا الصعود التاريخي، الذي سطر به أبناء زايد تاريخاً جديداً لكرة الإمارات في هذا العرس العالمي الذي ينتظره العالم كل أربع سنوات. 17 هدفاً خلال 7 مباريات أبوظبي (الاتحاد) - أحرز منتخبنا الأولمبي خلال مشوار التصفيات 17 هدفاً في سبع مباريات، خاضها على مدار المراحل الثلاث الخاصة بالتصفيات، ولم تدخل نتيجة مباراة العراق في عداد الأرقام، والتي احتسبها الاتحاد الدولي لمصلحة منتخبنا. وسكنت شباك المنتخب الأولمبي 4 أهداف في المباريات السبع التي خاضها، وبهذا العدد من الأهداف يكون المعدل التهديفي 2.42 هدف في المباراة الواحدة، وكانت سباعية “الأبيض” في مرمى سريلانكا في مستهل المشوار، هي النتيجة الأكبر للمنتخب الأولمبي في طريقه إلى العاصمة لندن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©