الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ابتكارات جديدة لمعالجة الخام الثقيل

10 سبتمبر 2006 01:47
في مثل هذه الأوقات من العام الماضي، كان الحديث يدور حول احتمال حدوث نقص في الإمداد العالمي من النفط، وخاصة في الولايات المتحدة؛ وهو الأمر الذي دفع أسعار النفط الخام بحدة إلى الأعلى· ولكن، عندما تعرضت أوبك للضغوط من أجل زيادة إنتاجها، سارعت الدول المنتجة للتأكيد بأن المشكلة لا تكمن في نقص الإمداد، بل في الطاقة الضعيفة للتكرير على المستوى العالمي بسبب سنين طوال من الاستثمارات غير الكافية في هذا القطاع· وكانت العديد من مصافي التكرير الأميركية عاجزة عن معالجة بعض أنواع الخام الثقيل ذي المصدر الخليجي· والآن، تعتقد شركة أميركية أنها عثرت على طريقة مناسبة تسمح بمعالجة هذا النوع من النفط بتحويله بكل بساطة، إلى خام خفيف· ويتم تصنيف الخام وفقاً لـ''وزنه النوعي'' specific gravity الذي يتم تحديده باستخدام نظام للتصنيف تم ابتكاره في المعهد الأميركي للنفط ويقيس وزن حجم معين من النفط (وهي أيضاً طريقة لقياس كثافة كل الأجسام المادية غير الغازية)· واتضح باستخدام هذا المقياس أن الوزن النوعي المميز للغالبية العظمى من أنواع الخام يتراوح بين 20 و45 وحدة· ومن المعلوم في هذا الصدد أنه كلما زاد الوزن النوعي للخام كان تكريره أصعب وأكثر تكلفة؛ كما أن القليل فقط من مصافي التكرير تتميز بالمرونة التشغيلية الكافية للتعامل مع الخام الثقيل· فإذا أصبح في وسع المصفاة أن تغيّر نوعية الخام عن طريق تخفيف وزنه النوعي وبالتالي تسهيل عملية معالجته، فإن هذا سيوفر التكاليف وسيزيد من قدرة المصفاة على تكرير أنواع الخام الأثقل· ويقول تقرير ''ميد'' أن على المصافي أن تكون قادرة على تنقية الخام عن طريق فصل المواد غير الهيدروكربونية الذائبة فيه (وخاصة المركبات الكبريتية والآزوتية)· واستجابة للقوانين البيئية الصارمة الجديدة التي توشك على التطبيق في الدول الصناعية، أصبحت عملية (فصل الكبريت) من الخام جزءاً حيوياً في عملية التكرير· وكانت الطريقة التقليدية لإتمام هذه المهمة تكمن في معالجة النفط الخام بغاز الهيدروجين (الهدرجة) لتنقيته وتحسين نوعيته· وفي هذه الطريقة، يتم مزج الخام الثقيل بخليط غازي غني بالهيدروجين (يكون له دورالوسيط الكيميائي) تحت ضغط عال وحرارة تتراوح بين 300 و400 درجة مئوية، فيتفاعل مع الكبريت والآزوت مشكلاً مادتي كبريت الهيدروجين (H2S) والنشادر أو الأمونيا (NH3) على الترتيب· ويتم فصل هذين المركبين بعد ذلك بطرق سهلة من بينها الغسيل بتيار من رذاذ مائي· وبالرغم من التطورات الكبيرة التي شهدتها هذه الطريقة إلا أن مبادئها الأساسية بقيت على حالها· ويعتقد خبراء إحدى الشركات المتخصصة في الولايات المتحدة أنهم ابتكروا تقنيات جديدة أكثر فعالية يمكنها أن تغير أسس صناعة تكرير النفط الخام برمتها· ويقول تقرير ''ميد'' إن خبراء شركة ''سالفكو'' سٌِِّوكُ تمكنوا من تطوير طريقة يمكنها أن تحسن الوزن النوعي للخام وتنقيته من الكبريت والآزوت وبقية الشوائب الذائبة فيه· وبهذا يمكن زيادة نسبة النفط الصالح للتكرير في كل برميل بشكل كبير· وصرح مرجع مسؤول في الشركة أن الخبراء نجحوا في استخدام تكنولوجيا جديدة أطلقوا عليها (التحطيم الصوتي) sonocracking لتكسير السلاسل الكربونية الطويلة لبعض المركبات التي تزيد من ثقل النفط الخام من أجل تحويلها إلى مركبات خفيفة عن طريق إطلاق أمواج صوتية ذات طاقة وتردد (تواتر) عاليين جداً عبر الخام السائل قبل توجيهه إلى أبراج التكرير· وتؤدي الموجات الصوتية إلى تشكيل فقاعات مجهرية (ميكروسكوبية) داخل النفط· وتنفجر هذه الفقاعات خلال كسر بسيط من الثانية لتنشر الموجات الصوتية التي تؤدي إلى تكسير السلاسل الكربونية· وتوقع التقرير أن تحظى هذه التقنية باهتمام كبير في أوساط صناعة تكرير النفط خاصة في هذه الأوقات التي تشهد فيها أسعار المشتقات النفطية التي تنتجها المصافي ارتفاعاً كبيراً·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©