الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صيام الصغار وتلاوتهم القرآن تأسيس مبكر للشخصية الإيجابية

صيام الصغار وتلاوتهم القرآن تأسيس مبكر للشخصية الإيجابية
1 أغسطس 2011 23:09
تملأ الفرحة قلوبهم لحظة الإعلان عن شهر رمضان، مشهد يتكرر في كل بيت، فخالد يجري مسرعاً ليهنئ أسرته بحلول شهر الخير، وفاطمة ذات الـ 7سنوات تقبل رأس والدها، الذي سمح لها بالصيام لأول مرة، وسلطان يجري بسرعة إلى غرفته يجلب فانوس رمضان معلناً نوره الذي سيضيء ليال رمضان، وسعود الذي غادر منزله متجها إلى أبناء الجيران ليبارك لهم فرحتهم، وآخرون في أحياء الفريج يحتفلون ببعضهم وسط بسمة وفرحة قدوم الشهر الفضيل الذي ينتظرونه بكل شوق ولهفة. سنة أولى رمضان عند الصغار يختلف عنه عند الكبار، حيث في هذا الشهر الكريم يتعلم الطفل فيه الكثير من القيم والصفات التربوية الدينية، فالصائم الصغير يكتسب بصيامه مع أسرته وتلاوته للقرآن الكثير من معاني الصبر والتحمل والمحبة والإخاء، كل هذه الأعمال تساعد على تكوين الشخصية الإسلامية الإيجابية المبكرة عند هؤلاء الأطفال، فالطفل يقلد أفراد أسرته وهو لا يدرك حقيقة الصيام، فنراه يؤدي واجبه الديني للتعبير عن نضجه دون أن يكون قد بلغ سن التكليف. جود عبدالله عمرها 7 سنوات، تعيش تجربة وأجواء أول سنة صوم تقول وهي في قمة السعادة :الأيام الأولى من صيامي كنت أشعر فيها بالعطش والجوع، ولكن كلمات أمي التي تحثتني على التحمل والصبر وقراءة قصص دينية شجعتني على متابعة الصوم برغم العطش الذي أشعر به مرارا، وتشجيع أفراد أسرتي على صيامي جعلني أستيقظ حتى في وقت السحور الذي كان له مع أسرتي له طعم آخر، لأن تناول الأكلات الرمضانية ومناقشة الأمور الدينية حببني في صيام شهر رمضان. هذه السنة الثانية من صيامي وهي تجربة جميلة بالنسبة لي، بهذه الكلمات كشف أيمن سالم 8 سنوات عن شعوره في أول سنه صيام بفرح وقال:كنت أقضي يومي خلال صيام رمضان العام الماضي بين قراءة القرآن الكريم والصلاة أو الحديث مع والدي عن الأمور الدينية التي تتعلق بنا نحن الصغار، وبعد الإفطار كنت أمارس هوايتي مع أصدقائي بلعب كرة القدم في”الفريج”، لأن اللعب في رمضان عقب صلاة التراويح له يفيد الصائم ويزيد من عزيمته وقدرته علي الصيام. ويضيف مبتسماً “أجمل ما كان يدفعني لمواصلة الصيام هو التنافس الشريف بيني وبين أخي فيمن يكمل ويواصل الصوم لآخر اليوم، وبالفعل في النهاية كان الفوز من نصيبنا الاثنين، حيث كنا نطمح إلى الأجر والثواب ورضا الوالدين، بمباركتهما لنا على إكمال صيامنا في الشهر الفضيل . رفع التحدي ويكشف زايد الكعبي البالغ من العمر تسع سنوات عن تجربته مع الصيام العام الماضي: بتشجيع من والدي وإصراري على قضاء اليوم كاملا بالصيام في بداية الأمر شعرت بالتعب والإرهاق، لكن بعد أن خلدت للنوم شعرت بالراحة والطمأنينة، وقبل الفطور قرأت صورة صغيرة من القرآن الكريم ، حيث أشعرتني بالراحة والطمأنينة في نفسي. ويكمل، رفعت التحدي مع أصدقائي الجيران بصيام رمضان كاملا بعكس زملائي الذين لم يستطيعوا مواصلة صيام الشهر وكنت أنا من تصدر في قائمة من يكمل الشهر الفضيل بالصوم حتى آخر يوم . رفضت صيامي من جهتها تروى عنود إسماعيل 8 سنوات، ذات الجسم الضئيل والنحيف عن صيام رمضان الماضي الذي صامته بشكل متقطع، حيث رفضت والدتها صيامها الشهر بأكمله وبعد إلحاح كبير من أخوتها الكبار والتنبيه إلى أنه يجب أن تتعود على الصيام كانت الموافقة شبه مبدئية منها بالصيام ولكن بشرط صيام يوم وترك آخر . وتواصل: في الأيام الأولى من الشهر الفضيل تعبت جدا، وعطشت فيها، ولم أواصل الصوم بل فطرت وقت العصر، ولكن الحال لم يستمر في اليوم الثاني بل واصلت صيامي لأشعر بطعم الصيام، والفضل يرجع لوالدي، الذي شجعني كثيرا على مواصلة الصيام، بعكس والدتي التي كانت تمانع خوفا منها على صحتي، وعدم تحملي العطش والجوع . وعن وقتها في رمضان تعبر عنود: كنت أقضي وقتي ما بين قراءة قصص دينية عن الرسل والأنبياء وتلاوة القرآن الكريم . مدرسة تربوية بدورها شجعت فتحية عوض بناتها الثلاث على الصيام برغم صغر سنهن عن ذلك موضحة أنها من النوع الذي يحب أن يتعلم الطفل صوم رمضان باعتبار الشهر الفضيل هو مدرسة تربوية دينية تُعلم الطفل فيها القيم النبيلة، لافته إلى أنّ رمضان فرصة عظيمة لتربية الأطفال وتعويدهم على المعاني الإيمانيّة الرفيعة، وغرسها فيهم ومراقبة الذات قبل مراقبة الغير لهم، كما يتعلّم أيضاً حبّ الصلاة وقيامها على أحسن وجه من خلال مصاحبة الأهل لأبنائهم للصلاة في المسجد، وعدم التهاون في أدائها. معلقة على الأمهات اللاتي يرفضن صيام أبنائهن خوفا على صحتهم، بأن ذلك هذا هو الخطأ بعينه فالأم هنا تعلمه التهاون في الصيام، وحين يرى الأبناء ذلك يتولد لديهم الشعور بعدم الرغبة في الصيام وهي بذلك تفقدهم بعض المعاني الإيمانية في شهر الخير والبركة . فرحة الصغار الكل يستعد الكبير والصغير ويتهيأ ليستقبل رمضان بفرحة ولكل منا هدف وغاية من رمضان عن ذلك تقول هدى العلى استشارية تربوية متخصصة في تطوير سلوك الطفل إن هناك من ينتظر الشهر ليشاهد الأفلام ويتابع المسلسلات، والبعض ينتظره ليعد الولائم، ومنهم من يستثمر رمضان ليله ونهاره في العبادات، أما الأطفال فينظرون إلى أهدافنا وغاياتنا على أنها مبادئ وقيم يتعلمون منَا ويقلدوننا لأنهم يعلمون في قرارة أنفسهم أننا لا نخطئ . وتضيف، فيأخذون من طريقنا وينهجون لأنفسهم خطا مماثلاً لخطنا، فمنهم من يسهرون ليلاً في رمضان يشاهدون التلفاز ويتعاركون مع بعضهم ويرافقون أهلهم لبيت العائلة ليلاقوا أبناء عمومتهم وأخوالهم ليلعبوا معهم، ومنهم من يتبع والديه في أداء الصلاة وترتيل القرآن وغير ذلك من العبادات. وتتابع العلي، لقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يردد مرحبا بمطهرنا من الذنوب، وورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان يدارس القرآن ليلا في رمضان مع الملك جبريل عليه السلام، وكان قتادة يختم القرآن كل سبع ليال في رمضان، لذلك يجب علينا أن نقتدي بالنماذج الصالحة في تربية وإعداد الأبناء. وتذكر العلى بعض الأساليب المفيدة لغرسها في نفوس الأبناء في حب رمضان والعبادة فيه، داعية الأمهات قبل رمضان إلى الاطلاع عبر الإنترنت أو من الكتب، لمعرفة كيف يعيش الصحابة، لأن المعرفة تساعد في تحفيز الأبناء. ونبهت إلى إمكانية تعليق الفوانيس في البيت والكتابة عليها أهلاً بمطهرنا من الذنوب، وكتابة عبارات الذكر والاستغفار، وقالت إن الأفضل أن تقوم الأم بصناعة الفوانيس معهم وليكتبوا العبارات بأنفسهم، كما أنه لابد من الإعلان عن جائزة، تسمى مثلا”خاتم القرآن”، وتعلق في المنزل، ليفوز بها في نهاية الشهر من ختم أو حفظ بعض السور. كما نبهت الأمهات في رمضان إلى إمكانية تنفيذ المسابقات مع الأطفال مع وجود جوائز تشجيعية بعدما سرد القصص من سيرة الصحابة وكيف كانوا يحيون رمضان. صيام الأطفال ولفتت سها عايش أخصائية أطفال إلى أن صيامَ الأطفال غير مضر خاصة إذا أتم الطفل عشر سنوات، موضحة أن الصوم ينشط بعض الهرمونات، خاصة هرمون النمو، لكن يجب أن يكون ذلك تدريجياً، يصوم بضع ساعات في اليوم يزيد عددها إلى أن يتم اليوم كله، وكذلك يكون اختيارياً وتحفيزياً حتى لا نعلّم أطفالنا الكذب، أما قبل هذه السن فيجب مراعاة البنية الجسمية للأطفال وقابليتهم للصوم. غير مكلف وعن تعود الأطفال على أداء فرائض دينهم وتربيتهم عليها منذ وقت مبكر، أشارت فاطمة السري نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة المرأة العربية في دبي إلى أن تعلم وتدريب الطفل صيام شهر رمضان باب ومدخل للالتزام بجميع التعاليم والأسس التربوية والدينية، مثل الصلاة واحترام الوقت والصبر والتحمل وقراءة القرآن وحسن الخلق والنظام وغيرها من الأحكام والآداب الإسلامية التي ربما لا يسعف الوقت في غير رمضان لتعليمها وتلقينها. وقالت إن الطفل غير مكلف بالصوم، لكن يمكن أن ننسي الطفل وهو صائم، خاصة في وقتنا الحاضر مع حرارة الجو المرتفعة باللعب أو عمل مسابقات تنسيهم الطعام حتى يأتي المغرب ولا مانع من أن تعود الأمهات أبناءها الصوم صيام يوم أو بعض يوم، فمثلاً يصوم إلى الظهر ثم إلى العصر ثم إلي المغرب، أو يصوم يوماً ويفطر آخر ثم يومين ويفطر ثم ثلاثة وهكذا. تأثير الصوم على نمو الأطفال قالت سها عايش أخصائية أطفال إنه ثبت من خلال الدراسات والبحوث الميدانية الحديثة التي أجريت على مجموعات من الأطفال الذين يصومون رمضان أن النمو البدني والنفسي لدى هؤلاء الأطفال يكون أحسن بكثير من غيرهم، وأنهم أكثر قدرة على تحمل المسؤولية. وأوضحت أن صيام الطفل وهو في العاشرة لن يشعره بأية متاعب صحية، أما إذا صام وهو في السابعة أو ما قبلها فسيكون ذلك خطرًا على صحته، لأن كل طفل في هذه السن سيكون في أمس الحاجة إلى المواد الغذائية التي تلاحق نمو جسمه السريع، وتحميه من الأمراض التي قد يتعرض لها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©