الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الراديو يدير حركة نقل الأمتعة بالمطارات

10 سبتمبر 2006 01:48
إعداد ـ عدنان عضيمة: كل الدلائل تتجمع الآن مرة واحدة لتشير إلى أن عصر الميكنة الرقمية لكافة الإجراءات والخدمات المتعلقة بالسفر الجوي قد أزف· ويبدو من خلال استعراض أحدث التطورات التي طرأت في هذا المجال أنها ستمثل (حصالة الذهب) بالنسبة لشركات الخطوط الجوية والمؤسسات المعنية بتشغيل المطارات وجدولة العمليات الجوية· ومن أحدث الابتكارات في هذا الصدد (الملصقات الرقمية اللاسلكية) التي تشبه الملصقات الورقية المثبتة على علب المواد الغذائية في الأسواق الكبرى، وتتضمن ما يعرف بـ(خطوط شفرة المنتوج الدولية) التي تقدم للقارئة المغناطيسية كافة المعلومات المتعلقة بالعلبة المباعة كسعرها وتاريخ إنتاجها وموعد انتهاء صلاحية محتوياتها وغير ذلك· ويجري الآن تطبيق تقنية مشابهة على حقائب السفر الجوي تهدف إلى متابعتها بطريقة لاسلكية أثناء نقلها على السيور الآلية المتحركة أو العربات· وتكمن الفائدة الأساسية لهذا النظام في توجيه الحقائب بدقة نحو الطائرات والتعرف إلى مكان وجود الحقيبة الضائعة من دون بذل أي مجهود على الإطلاق· يطلق على هذه التقنية اسم (نظام تعريف الحقائب بترددات الراديو) Radio Frequency Identification for Baggage المعروف باسمه المختصر RFID; ويتألف من رقاقة سيليكونية مدسوسة ضمن ملصقة ورقية أو بلاستيكية يمكن تعليقها بالحقيبة· ولا تتوقف الملصقة بعد ذلك عن بثّ موجات لاسلكية تهدف إلى تعريف جهاز استقبال الإشارات بالرقم المتسلسل لصاحبها الذي يقابله اسمه وجنسيته ومطار المغادرة والوصول· ويمكن قراءة هذا الرقم عن بعد كبير بطريقة مشابهة لتلك التي يستخدم بموجبها (هاتف النداء) أو (البيجير)· وتتألف المنصة القارئة من هوائي يتصل بجهاز لالتقاط الإشارات يشبه جهاز الراديو الصغير· وبهذه الطريقة يتم التعرف إلى مكان وجود الحقيبة بطريقة لاسلكية ومن دون الحاجة لرؤية الملصقة المثبتة عليها· ويمكن لجهاز الاستقبال قراءة مجموعة ملصقات في وقت واحد كما يمكن ''التحادث'' مع ملصقة واحدة· وتشير إحصائيات أجريت في العديد من المطارات النموذجية العالمية أن شركات التأمين والخطوط الجوية والمؤسسات المعنية بتشغيل المطارات، تتكبد خسائر كبيرة بسبب ضياع الأمتعة والحقائب؛ كما تضطر الكثير من هذه المؤسسات إلى إنشاء أقسام خاصة بالمفقودات تشغّل مئات الموظفين وتتطلب استخدام الكثير من أجهزة الاتصالات التقليدية· ولهذا، فإن (إياتا) تحرص على التأكيد بأن النظام الجديد سوف يساهم في تخفيض تكاليف النقل الجوي من خلال التخلي عن خدمات معظم موظفي أقسام المفقودات· واختارت (إياتا) لهذه الخدمة الرقمية اللاسلكية مجالاً خاصاً للتردد يمنع كافة الجهات العسكرية والمدنية البثّ عليه ويقع في المدى بين 850 و950 ميجاهرتز ويعرف باسم UHF; ويمكن للدول المشتركة فيه اختيار أي تردد لاسلكي يقع ضمن هذا المدى والحصول على موافقة (إياتا) عليه قبل البدء باستخدامه· ومن أمثلة ذلك أن بريطانيا تقدمت إلى (إياتا) بطلب منحها رخصة استخدام الحزمة الموجبة ذات التواتر 852 ميجاهرتز لتشغيلها في مطاراتها· وإذا وافقت (إياتا) على الطلب فلا يجوز لأي جهة أخرى استخدام هذا التردد· وأما من حيث حجم ذاكرة الرقاقة السيليكونية المدسوسة داخل الملصقة فيبلغ 96 رقماً عشرياً أو ما يساوي 12 رقماً، وهو كافٍ لتحديد الرقم التسلسلي للراكب الذي يمكن الرجوع إليه عن طريق منصّة الكشك الرقمي من أجل قراءة كافة التفاصيل المتعلقة بوجهة سفره ومطاري المغادرة والوصول· ويعمل الخبراء الآن على ابتكار ملصقات يبلغ حجم ذاكرة كل منها 256 رقماً عشرياً من أجل زيادة مساحة المعلومات المخزونة فيها· وتندرج هذه التقنية الجديدة ضمن برامج وخطط متكاملة تعمل (إياتا) على تطويرها ونشر استخدامها في إطار الميكنة الرقمية الكاملة لخدمات السفر بما فيها التذاكر الإلكترونية ومنصّات الأكشاك الإلكترونية الخاصة بالخدمات الجوية· ويحكم هذه الخدمة بروتوكولاً خاصاً بالمعاملات الجوية يعرف باسم (ISO-00081-6-C) ويتألف من مجموعة معايير تحدد الطريقة التي تتكلم بها القارئة اللاسلكية مع الملصقة المثبتة في الحقيبة، وأيضاً بالطريقة التي تردّ الملصقة بموجبها على الأسئلة المطروحة عليها· ويشير تقرير (إياتا) إلى أن تطبيق هذا النظام لا يتطلب إخضاع حقائب السفر بالطائرات لمقاسات معينة أو تفاصيل هندسية محددة · كما أن ذلك لا يستوجب تغيير تقنيات نقل الحقائب من صالات التحقق إلى مستودع تخزينها على متن الطائرة· ويحرص خبراء (إياتا) على التأكيد أن النظام الجديد مصمم بحيث يضمن احترام الخصوصية المطلقة لكافة مستخدميه؛ فهو لا يتعرض لأي معلومات شخصية أو مالية لصاحب الحقيبة، ولا يختلف الأمر فيما يتعلق بالخصوصية عما يكتب في تذكرة السفر الورقية التقليدية· ثم إن النظام مصمم بحيث لا يمكن لغير الجهة ذات العلاقة بشحن الحقائب الدخول إليه أو الوصول إلى البيانات التي تحملها الملصقات· وعلى الرغم من البساطة الكبيرة التي يبدو عليها النظام إلا أنه ينطوي على فوائد هائلة؛ فلا ضياع لحقائب السفر بعد الآن لأن في وسع موظف منفرد أن يتصل بأي حقيبة مفقودة بطريقة لاسلكية ليعرف مكانها في ثوانٍ؛ كما أنه يوفر الوقت الكثير والتكاليف الباهظة على شركات الخطوط الجوية وكافة الجهات ذات العلاقة بالسفر بالطائرات·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©