الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مخاطر القرصنة تعيق الدور الترفيهي للكمبيوتر

10 سبتمبر 2006 01:49
إعداد - عدنان عضيمة: يتناقل خبراء متخصصون بالتقييم التجاري للتطبيقات الرقمية هذه الأيام أخبار نمو مفاجئ ميّز السوق الأميركية لتحميل وعرض الأفلام السينمائية على شاشة الكمبيوتر عن طريق الإنترنت، بعد أن كان هذا النمو بطيئاً للغاية وللدرجة التي جعلت بعض المتابعين غافلين تماماً عن وجود هذه الخدمة· وكان تقرير في هذا الصدد قد نشر قبل أيام تنبأ بأن الأمور لن تبقى على حالها بعد أن أعلنت أكثر من دستة من الشركات أنها ستتخصص بتقديم هذه الخدمة في الولايات المتحدة خلال الأشهر القليلة المقبلة· وتضم هذه الشركات أشهر منتجي الأفلام الذين يأملون في الحصول على عوائد ضخمة من هذه الخدمة· وخلال الأشهر القليلة المقبلة سوف يكون في وسع مستخدمي الحواسيب تحميل الأفلام الطويلة الكاملة من دون الحاجة لاقتطاع شيء منها؛ بما يوحي بأن الكمبيوتر سوف يتحول إلى بيئة حقيقية للعروض السينمائية الكاملة· وهو تطور من شأنه أن يعزز دور الكمبيوتر كوسيلة للتسلية والترفيه· إلا أن الخبراء يشيرون إلى الحساسية البالغة التي يتطلبها اعتماد هذه الخدمة بسبب الخوف من سرقة الأفلام أو تزييفها؛ ولهذا فإن تحميل الأفلام لن يتم على سطوح مكاتب حواسيب المستفيدين بل على مواقع شركات وسيطة ممثلة على الخط من أشهرهاamazon.com وcinemanow.com ليتمكنوا بعد ذلك من البدء بمشاهدتها بسهولة فائقة· ولم يتم تحديد رسوم التحميل وإعادة العرض إلا أنه من المؤكد أنها ستكون أخفض بقليل من مبلغ الـ 18 دولاراً التي تدفع ثمناً لمجموعة الأفلام المحمولة على القرص المدمج لجهاز ''دي في دي''· ويوحي هذا بأن التقنية الجديدة قد تعني انتهاء عصر أجهزة تشغيل الأقراص المدمجة بعد أن شهدت صناعتها الكثير من النجاح· ولعل الشيء الذي يزيد من أهمية فكرة عرض الأفلام السينمائية على شاشة الكمبيوتر، هو التطور الذي تشهده تقنيات الاتصال اللاسلكي بالإنترنت، مما يعني أن ألوف الأفلام الطويلة باتت جاهزة للاستظهار على شاشات الحواسيب المحمولة، وفي أي مكان يوجد فيه مستخدموها· وبالطبع، لن يكون في وسع شركات الإنتاج والتوزيع أن تستثمر أفلامها على الخط ما لم تحولها إلى نسخ رقمية قابلة للتداول عبر الإنترنت، كما يتطلب الأمر تحقيق المزيد من التطور في تقنية البثّ بالحزمة العريضة لأن عرض الأفلام الملونة المتحركة يتطلب سرعة عالية جداً في إمرار البيانات الرقمية· ويمكن شراء أو استئجار الأفلام الرقمية؛ كما يمكن في بعض الحالات عرض الأفلام على شكل سلسلة متتابعة بحيث يبدأ الفيلم الجديد بعد نهاية الفيلم السابق له ومن دون الحاجة للقيام بعملية التحميل على الموقع المتخصص بتقديم الخدمة· وسبق لكبريات استوديوهات هوليوود أن عبرت عن مخاوفها من سطو لصوص المعلومات على الأفلام المنقولة على الخط وتناقلها بطريقة تنطوي على الحيلة للتهرب من دفع الرسوم، أو من لجوئهم إلى طرق لإعادة تحميلها إلى المشتركين لقاء رسوم تدفع لهم· والآن، تنشغل العديد من الشركات العاملة في هذا الميدان إلى البحث في أنجع الطرق التي تسمح لها بضمان حقوقها ومنع اللصوص الرقميين من اختراق هذه التجارة الرابحة· يقول بيتر لفينسون المدير العام لشركة ''نيوز كوربوريشن'' التابعة لشركة ''فوكس ديجيتال ميديا'': ''يتركز هدفنا على تجنب التعامل مع عدد كبير من الشركات· ونحن نفضل بدلاً من ذلك تحميل أكبر عدد من أفلامنا على أقل عدد من المواقع''؛ ويبدو واضحاً أن المقصود من هذا التوجّه هو حصر عملية المراقبة في أضيق نطاق ممكن من أجل التصدي للصوص المعلومات· وعمدت هذه الشركة مؤخراً إلى توقيع بضع صفقات مع شركات ناشئة تنشط في مجال عرض الأفلام على الخط· وكان لسلسلة الإجراءات القانونية الصارمة التي وضعت مؤخراً قيد التنفيذ في الولايات المتحدة، أن تشيع الشعور بالاطمئنان من شرور قرصنة الأفلام بالنسبة لهذه الشركات· ويمكن القول بشكل عام إن الاتفاقيات المعقودة بين الموزعين وأصحاب مواقع التشغيل على الخط، تسمح للمستخدمين بتحميل الأفلام على هذه المواقع بدلاً من تسجيلها على الأقراص المنضغطة الصالحة للتشغيل على أجهزة ''دي في دي''· وتعتزم الكثير من الشركات المنتجة للأفلام اتباع الطرق المناسبة للاستحواذ على أكبر عدد من المستهلكين لخدماتها من خلال تحميل أفلام يشترك في بطولتها كبار نجوم السينما ومشاهيرها· وليس هذا إلا واحداً فحسب من مجموعة إجراءات يعتزمون تبنيها لتحسين حالة سوق هذه الصناعة الجديدة· ويتوقع الخبراء أن تندلع حرب الأسعار التنافسية بين مشغلي هذه الخدمة مما قد يؤدي إلى الهبوط بها إلى ما دون تكاليف التشغيل· كما أن هذه الحرب سوف تقضي على حظوظ الشركات الضعيفة التي تمارس نشاطها في هذا المجال·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©