الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحلقة المفقودة

10 سبتمبر 2006 02:21
ما زلنا نقرأ مفاجآت هيئاتنا ومؤسساتنا الحكومية·· آخر هذه المفاجآت كانت لأهم مؤسسة تربوية·· قبل أسبوع من بدء دوام طلاب المدارس·· الذي تعلن فيه الوزارة الموقرة دهشتها لاعتذار ''''75 مدرساً عن قبول حمل هذه الرسالة التي اختاروا دراستها عن رغبة·· وسهروا سنوات حتى حصلوا على رسالة ''معلم/ معلمة''·· وقدموا ملفات طلباتهم للوزارة الموقرة منتظرين بفارغ الصبر أن يأتي اليوم الذي يحققون فيه حلمهم·· مستقبلهم·· ليصبوا رحيق نشاطهم وحماسهم في هذا الميدان الحيوي·· ليطبقوا آخر تقنيات التعليم وفن التعلم لأبنائنا··! ولكن ومع أفواج الطلبات المكدسة بأدراج الوزارة!! وخلف طابور لا نهائي من الأولويات و·· تمضي الأيام·· الأشهر·· لا بل العام تلو العام·· واذا بجذوة الحماس تكبو شيئاً فشيئاً·· وأمام ظروف الحياة وقسوتها·· ينصتون لصوت القاعدة التي تقول: إن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة·· يذهب هذا الشاب ''المعلم'' بحثاً عن عمل في جهة أخرى·· يطرق الأبواب·· وما أن يجد القبول بإحداها حتى يحط الرحال، ويستقر بعمل شريف ولو بغير اختصاصه·· المهم هو الحصول على مصدر حلال للرزق له ولأسرته ولمن يعولهم··! بعد أن خاب أمله بـ''···''!! وبعد مضي سنوات على هذا الحال·· اذ بوزارتنا الموقرة·· تزف اليه البشرى·· مبروك قد عينت مدرساً بـ''···''!! الآن كيف؟ الوجه الآخر: شاب يعمل بوزارة ما·· بعد مضي عدة سنوات في العمل·· فجأة يقدم طلب التقاعد أو الاستقالة·· وهو لا يزال بمقتبل العمر!! سألته: لماذا؟ الناس الآن يبحثون عن الوظيفة فلا يجدونها··!! وانت بهذا العمر·· تفرط بها·· لماذا؟ فيرد·· خلاص مليت·· تعبت·· ''أتصدقون''؟ لم يدخل في الثلاثين! وآخر·· يقدم ''استقالته/ تقاعده''·· بنفس العمر تقريباً·· ويأتي مودعاً·· ولدى سؤاله لماذا؟ فتكون المفاجأة·· ''أتعرفنها''؟ يا لكم من أذكياء؟ لقد قبلته وزارتنا الموقرة موظفاً بمجال اختصاصه!! ولكن·· بعد هذه السنين! وقفة·· أين هي الآلية التي تضمن بها حقوق هؤلاء؟ كيف لا يوجد تنسيق بين مخرجاتنا واحتياجاتنا الميدانية؟ كيف لا يحتويهم الميدان؟ وهو يصرخ بأعلى صوته ليملؤه·· لينفضوا عنه تراب السنين التي علته·· ليقدموا·· من حنايا أرواحهم فيض العطاء·· فعطاء الغريب لا يقارن بالميزان بعطاء ابن ثراه الغالي··! ثم·· أين هي روابط وتنسيقات الخدمة المدنية؟ كيف يكون المواطن يعمل بهيئة حكومية·· ثم يقدم طلبا لوظيفة أخرى بوزارة أخرى·· وهو لا يزال على رأس عمله الحالي؟ وينتظر ·· حتى يحصل عليها؟ وستكون له الأولوية طبعاً بحكم ''معارف الواسطة''! ويظل هذا الموظف يتقاضى راتباً تقاعدياً من جهة·· وراتب عمل من جهة أخرى·· أقول: هذه الملابسات تشير بما لا يدع مجالا للشك·· بأن هناك حلقة مفقودة بآلية عمل الخدمة المدنية!! برأيي أنه يتحتم عليهم ايجاد جدولة لكل مواطن يعمل - وليس لديهم العذر في التقصير - والعمل على ايجاد هذه الحلقة التي تشير بمجرد تقدمه للوظيفة بأن هذا المتقدم على رأس عمله في مؤسسة ما!! وبالتالي يتم رفض الطلب واتاحة الفرصة لمن هو أحق!! أهذا صعب؟ أهو مستحيل؟ ونحن بظل هذه التقنيات الرائعة!! التي تجعل العالم بين أيدينا بلمسة زر فكيف بمؤسسات داخلية بالدولة؟! والتي من خلالها نستطيع السيطرة على هذه الظاهرة ''المستشرية'' لأنها تذهب بالحقوق!! وتعطل الطاقات··! موزة المانعي العين
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©