الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصيف ينعش محال تفصيل الأزياء التقليدية في المغرب

الصيف ينعش محال تفصيل الأزياء التقليدية في المغرب
18 أغسطس 2014 20:10
تحقق محال تفصيل الملابس مبيعات عالية رغم كثرة المصانع والشركات التي تعرض الملابس الجاهزة بأسعار منخفضة، وتستقبل محال الخياطة في المغرب زبائن من مختلف الأعمار رجالا ونساءً، فعشاق فن الخياطة لا يجدون مشقة في البحث عن خياط محترف، والانتظار فترة تتخللها مراحل أخذ القياس واختيار نوع التفصيل. ويبرز فصل الصيف بوصفه الموسم الأكثر ازدهارا للخياطة بسبب كثرة مناسباته لاسيما الأعياد وحفلات الزفاف. ذروة العمل تشكل فترة الأعياد وفصل الصيف ذروة عمل محال الخياطة حيث تتضاعف أسعارها وسط إقبال كبير من طرف الزبائن، ويقدر مراقبون وخبراء أن مبيعات محالات تفصيل الأثواب تناهز 7 ملايين درهم. وفي فصل الصيف تتجه الكثير من الأسر المغربية لمحال الخياطة لتجهيز ملابس صيفية تناسب أنشطة الصيف، وأخرى تقليدية لارتدائها في الأعراس والمناسبات التي تكثر في فصل الصيف. ويؤكد الإقبال الكبير على محال الخياطة أن التفصيل لا يزال مفضلا على الجاهز، خاصة أن الثوب التقليدي المغربي يتطلب مهارة كبيرة وجودة عالية لإنجازه. وحول تفضيلها التفصيل عن الجاهز، تقول رقية عياد، مصممة ومالكة محل للخياطة، إن «التفصيل يمكن المرأة من تجريب الأثواب باختلاف ألوانها وأشكالها، حيث يمكنها أن تحدد الألوان المناسبة للون بشرتها واختيار نوع التفصيل الذي يناسبها، وعادة من يلجأون للتفصيل سواء كانوا رجالا أو نساء يسعون للحصول على الجودة في القماش والخياطة وهو ما يوفره التفصيل ولا يوفره الجاهز». وتضيف «تتنافس محال الخياطة على جلب موديلات جديدة تدخل السوق للمرة الأولى من أجل تلبية الأذواق كافة، وهناك تنافس كبير بين محال الخياطة في تقديم خصومات مشجعة لجذب الزبائن، على الرغم من وجود محال كثيرة للملابس الجاهزة التي تبيع بسعر رخيص جدا». دوافع التفصيل عن أسباب تفضيل التفصيل على الجاهز رغم فارق السعر، تقول مصممة الأزياء سعدية أدير «الكثيرون يفضلون المفصل على الجاهز لأن المفصّل يخاط للشخص على مزاجه، فهو يختار الاتساع الذي يراه، ويختار اللون والتصميم والتطريز المفضل بالنسبة له خاصة إذا تعلق الأمر بالزي التقليدي». وتشير إلى أن محال التفصيل تطورت كثيرا وأصبحت تتابع أحدث الصيحات والموديلات. وعن صيحات الموضة التي تطرأ على الأزياء التقليدية، تقول أدير «منذ عقود تنافس مصممو الأزياء على إدخال التغييرات على الثوب التقليدي، وبعد كل هذه السنوات يمكنني أن أؤكد أنه ليست هناك صيحات للموضة في شكل الثوب التقليدي، حيث إننا أدخلنا مجموعة من التفصيلات والتطريزات الجميلة والبسيطة وهناك من أعجب بها وتقبلها وهناك من نفر منها واعتبرها غريبة ومستوردة». وحول الإقبال على محال الخياطة في فصل الصيف، توضح أدى «تلقينا الكثير من الطلبات في وقت مبكر والسبب خشية الزبائن من أن يدركهم الوقت ويفاجأوا بزيادة في أسعار الأثواب وخدمة التفصيل، كما أنهم يفضلون تسلم ثيابهم في موعد مبكر فالكثير من المحال لا تلتزم بمواعيد محددة لتسليم طلباتها، وتحاول استغلال الزبون في رفع الأسعار أو تفصيل الثوب بشكل رديء أو إعطاء نوعية رديئة من الأقمشة». دليل أصالة يختلف المغاربة في نظرتهم للزي التقليدي، فمنهم من يدمن على لباسه ويرتديه دوما، ومنهم من يلبسه في الأعياد والمناسبات فقط، ويعتبر محمد عالي (موظف) أن اللباس التقليدي دليل على التميز والأصالة. ويؤكد أنه لن يستطيع الاستغناء عنه حتى إذا تضاعف سعره فسيستمر في ارتدائه. وعن الخداع الذي يتعرض لها الزبون من قبل محال الخياطة، يقول محمد «هناك تلاعب في نوعيات الأقمشة حيث تحاول بعض المحال خداعنا بعرض أقمشة رديئة، وأخرى ترفع الأسعار في موسم الإقبال على محال الخياطة». وعن المشاكل التي تواجه أصحاب محال الخياط، يقول عمر الراضي، أحد العاملين في مشغل للخياطة «قلة الأيدي العاملة والمهارة في الخياطة من أكثر المشاكل التي تواجهنا حيث نضطر للعمل ساعات متواصلة لنحافظ على الزبائن والسمعة التي حققناها، كما إن دخول العديد من المنافسين في هذا المجال ممن لا يملكون الخبرة وكثرة محال الخياطة والتفاوت في الأسعار وانعدام الرقابة أثر كثيرا على هذه الحرفة». وعن أسعار الخياطة والتفصيل، يقول الراضي إنها تتفاوت حسب النوعية والجودة ويضيف «غالبية الزبائن يطلبون الأسعار المتوسطة، أما أزياء النساء فهي الأعلى ثمنا». ويؤكد الراضي أن الأرباح ترتفع في مواسم الأعياد والمناسبات بسبب كثرة التفصيل، ويقول “في الصيف تشهد محالنا حالة طوارئ لتسليم الطلبات لأصحابها، وهناك الكثير من المحال الراقية التي لا تقبل تسلّم طلبات التفصيل قبل المناسبة بثلاثة أسابيع لأنها مرتبطة بمواعيد تسليم، مشيرا إلى أنه في فصل الصيف يزداد الضغط على الخياطين ويعملون لساعات متواصلة بسبب ضيق الوقت وكمية الطلبات. رقابة على الجودة ينصح عمر الراضي، أحد العاملين في مشغل للخياطة، المستهلك بأن يقصد المحال الملتزمة بالأسعار والمواعيد لا سيما وأن الأسعار أصبحت معروفة لدى المشتري وأصبح على علم بكافة أنواع الخياطة، مطالبا بإيجاد رقابة على محال التفصيل للحد من ارتفاع الأسعار والتلاعب بنوعيات القماش بعد التفصيل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©