الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دراما «الشلل» الفنية في قفص الاتهام أمام محكمة الجمهور

دراما «الشلل» الفنية في قفص الاتهام أمام محكمة الجمهور
18 أغسطس 2014 20:30
سيطرت على الدراما المصرية في السنوات الماضية ظاهرة «الشللية الفنية» التي تتمثل في تعاون متكرر بين مؤلف ومخرج ونجم ومنتج، أو بين مؤلف ونجم، وواصلت حضورها هذا العام من خلال عدد من المسلسلات، وفي الوقت الذي حققت فيه بعض هذه الأعمال نجاحاً لافتاً على الأصعدة الفنية والنقدية والجماهيرية، مرت الأعمال الأخرى مرور الكرام، وواجهت انتقادات جماهيرية مختلفة. هارموني فني يأتي في مقدمة الأعمال التي حظيت بشعبية كبيرة وإشادة من النقاد والفنانين والجمهور على السواء مسلسل «سجن النسا» لنيللي كريم، ودرة، وروبي، وسيناريو وحوار مريم نعوم، وإخراج كاملة أبو ذكري، ورغم أن الجميع تخوف في بداية تصوير المسلسل من الاستناد على نجاح مسلسل نيللي، ونعوم، وأبو ذكري في رمضان الماضي «ذات» إلا أن النتائج المبهرة للعمل صبت في صالح الجميع وأثبتت وجود «هارموني» فني وإنساني كبير بين الثلاثي انعكس إيجاباً على العمل ككل. وتكرر ذلك مع مسلسل «دهشة» بطولة يحيى الفخراني وتأليف عبد الرحيم كمال وإخراج شادي الفخراني، وهو الثلاثي الذي تعاون في رمضان قبل الماضي في مسلسل «الخواجة عبد القادر»، والذي حقق نجاحاً لافتاً، جعل الثلاثي يبتعد تماماً العام الماضي ويشحن نفسه لهذا العام ليقدم تحفته الفنية المأخوذة عن مسرحية «الملك لير» لوليم شكسبير لتقديمها في مسلسل «دهشة» الذي وصل فيه الثلاثي إلى القمة، حيث قدموا عملاً يمثل نقطة تحول مهمة في الدراما العربية، ووصل فيه الفخراني للقمة، وكان سبباً مباشراً في تطور مذهل في أداء جميع المشاركين له ومنهم نبيل الحلفاوي وفتحي عبد الوهاب، وياسر جلال، وحنان مطاوع، ويسرا اللوزي. تعاون تلفزيوني نال مسلسل «أبو هيبة في جبل الحلال» بطولة محمود عبد العزيز، وإخراج عادل أديب، استحسان الجميع في ثاني تعاون تلفزيوني بينهما بعدما قدما في رمضان قبل الماضي مسلسل «باب الخلق»، وهو ما دفع فريق العمل إلى التفكير جدياً إلى استثمار نجاح العمل من خلال تقديم جزء ثانٍ ليعرض خلال رمضان المقبل، رغم أن مؤلف المسلسل ناصر عبد الرحمن الذي يعد العمل تجربته الأولى في مجال الدراما التلفزيونية لم يحسم أمره بصورة نهائية، وينتظر ردود فعل زملائه وأصدقائه ليشرع في كتابة جزء جديد، أو يكتفي بما تم تقديمه خلال الثلاثين حلقة. ووضح التناغم والتفاهم الفني الكبير بين المؤلف حسان دهشان والمخرج إبراهيم فخر في مسلسل «ابن حلال» لمحمد رمضان في أول بطولة مطلقة له في التلفزيون، وقد حققا نجاحاً متميزاً قبل عامين في تعاونهما الأول من خلال مسلسل «خرم إبرة» لعمرو سعد. أما مسلسل «تفاحة آدم» من تأليف محمد الحناوي، وبطولة خالد الصاوي في ثاني تعاون بينهما بعد «خاتم سليمان»، فحقق بدوره نجاحاً أثبت من خلاله الصاوي امتلاكه موهبة وطاقة فنية كبيرة، لم يتم استثمارها بالشكل الكامل إلى الآن، خصوصاً وأنه جسد في الأحداث أكثر من شخصية قدمها بمهارة وحرفية كبيرة، كما كان فرصة لتغيير الجلد الفني لبطلتيه ريهام عبد الغفور، وبشرى. نمطية الموضوع رغم النجاح الجماهيري والتسويقي الذي حققه مسلسل «صاحب السعادة» لعادل إمام، وتأليف يوسف معاطي، وإخراج رامي إمام، إلا أنه واجه انتقادات شديدة من النقاد، بدعوى سطحية ونمطية موضوعه، ورتابة أحداثه، وأداء أبطاله الذي غلب عليه الاستسهال، واعتبر الجميع المسلسل الأقل مقارنة بمسلسلي «العرَّاف»، و«فرقة ناجي عطا الله». ورغم اجتهاد المؤلف حسين محرم، والمخرج أحمد صقر في مسلسل «كيد الحموات» لماجدة زكي، وهالة صدقي، فإن العمل لم يحقق النجاح المأمول، واعتبره كثيرون مفتعلاً في قضاياه النسوية المثارة والتي غلب عليها المط والتطويل بصورة واضحة، وبدا أن الثنائي سعى إلى استثمار نجاح عملهما السابق «كيد النسا» فأخفقا كثيراً في عملهما الجديد. الأمر نفسه تكرر في مسلسل «دكتور أمراض نسا» من تأليف أحمد عبد الفتاح وبطولة مصطفى شعبان، وهو الثنائي الذي قدم العامين الماضيين مسلسلي «الزوجة الرابعة»، و«مزاج الخير»، ورغم حرص مؤلفه وبطله على احتواء الأحداث على قصص حب وعشق وخيانة بالجملة بدعوى أنها تثير لعاب الجمهور مثلما حدث في العملين السابقين، فإن حالة التشبع وتوقع تفاصيل الأحداث حال دون الاهتمام الجماهيري بالعمل، وطالب العديد من الجمهور والنقاد بضرورة إقلاع شعبان عن تقديم أعمال درامية مكررة مجدداً، وأن يبتعد لعامين أو أكثر حتى يجد لنفسه بديلاً مناسباً. مقبرة الموهبةالهجوم نفسه وأشد تعرض له مسلسل «فيفا أطاطا» لمحمد سعد، وتأليف محمد نبوي، وسامح سر الختم، وهو الثنائي الذي تعاون معه في أكثر من عمل سينمائي، واعتبر كثيرون إصرار سعد على العيش في جلباب «اللمبي»، رغم أنه أضاف إليه هذه المرة «أطاطا» بمثابة مقبرة لموهبته الفنية التي استنفدها تماماً، وحصرته فيها جهات الإنتاج بدعوى «اللعب على المضمون». أما الثنائي ليلى علوي، وخالد الحجر فلم يشفع لهما تعاونهما الأول الجيد سينمائياً «حب البنات» في مرور «فرح ليلى» العام الماضي بصورة طيبة، وجاء الحرص على إظهار علوي الدائم في صورة السيدة المثالية بمثابة جرس إنذار قوي لها لضرورة البحث عن الجديد الفني. (وكالة الصحافة العربية)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©