المنامة-الاتحاد ووكالات الانباء: تبدأ في المنامة اليوم الاحد اعمال مؤتمر ''مخاطر وتداعيات الانتشار النووي على منطقة الخليج'' الذي تنظمه وزارة الداخلية في مملكة البحرين بالتعاون مع مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية·
وعشية انعقاد المؤتمر ادلى وزير الداخلية البحريني بحديث موسع للزميلة'' اخبار الخليج'' البحرينية تنشره اليوم قال فيه ان بلاده بذلت جهودا كبيرة لمنع تصعيد ازمة الملف النووي الايراني الذي قال انه لا يحمل اي تهديد لدول المنطقة طالما انه مخصص للاغراض السلمية ولكن تصعيد الازمة يؤثر على استقرار المنطقة، وحذر في الوقت ذاته من مخاطر التهديد باستخدام الاسلحة النووية في النزاعات الاقليمية، مجددا دعوة بلاده لجعل المنطقة خالية من الاسلحة النووية·
وحول أسباب عقد المؤتمر في هذا التوقيت قال المسؤول البحريني إن قضية الانتشار النووي من القضايا التي تستقطب الاهتمام وتأخذا حيزاً واضحاً في العلاقات الدولية والاستراتيجيات الأمنية، وعقد المؤتمر يأتي متزامناً مع طرح قضايا التسلح النووي وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط، وهناك دول لديها أسلحة نووية في المنطقة ودول الجوار وأخرى تسعى لامتلاك القدرات النووية· وقال إن المؤتمر هو باكورة إجراءات وقائية سوف نعمل على ايصالها للجميع وللجهات المسؤولة بقصد تعزيز اجراءات الحماية الفردية والجماعية· واشار الى ان المؤتمر يركز على بحث مخاطر الانتشار النووي في المنطقة بصفة عامة والتوعية المحلية والاقليمية بخطورته لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بالحماية والوقاية من الأخطار المحتملة، ويدق ناقوس الخطر حول تاثير الانتشار النووي على المنطقة وعلى المستوى الاقليمي والعالمي للعمل على التهدئة وتحاشي التصعيد· وعما اذا كان البرنامج النووي الإيراني يمثل تهديداً لمنطقة الخليج قال الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة: إذا كان البرنامج مخصصاً للاستخدامات السلمية فليس هناك ثمة تهديد وليس هناك ما يمنع من التفكير بمصادر طاقة جديدة لدى إيران أو سواها من الدول ، واضاف ان الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين أكد في لقائه المفتوح مع رؤساء تحرير الصحف العربية مؤخراً ان على'' إيران كسب ثقة المجتمع الدولي لأن هناك اجراءات يجب ان تتبع لضمان تأييدنا، والترحيب بالاستخدام النووي السلمي·ومن هنا فإن الخطورة الحقيقية هي انتشار الاسلحة النووية في المنطقة والتهديد باستخدامها في النزاعات الاقليمية وبالتالي فإن الاضرار التي تلحق بالمنطقة ليست من كونها طرفاً في الصراع بل لأنها تقع في ساحة الصراع· وقال إن ما نسعى له جميعاً هو الوصول الى منطقة خالية من الاسلحة النووية مع ضرورة مراقبة البرامج النووية السلمية وحث الدول على حق الالتزام بالمواثيق والاتفاقيات ومنها اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية· وعن موقف البحرين من قضية الانتشار النووي في المنطقة، قال وزير الداخلية البحريني ان بلاده تلتزم بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية وبخاصة معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية والبروتوكول الاضافي المكمل، وترى ان هناك ضرورة لاخضاع كافة البرامج النووي المخصصة للاستخدام السلمي للمراقبة الدولية من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع وضع ضوابط صارمة لتأمين حماية المنشآت النووية لمنع حدوث اية عمليات تسرب اشعاعي ولعل كارثة تشرنوبل عام 1986 أوضح مثال على ذلك·
وحول موقف المملكة من توجيه ضربة عسكرية لإيران أو فرض عقوبات عليها قال ان البحرين مع عدم اللجوء إلى خيار القوة في حل الأزمات· وهذا يسري على الحالة الإيرانية وسواها وتحبذ وتدعم الجهود السلمية والحوار وتقريب وجهات النظر حول القضايا المتنازعة عليها· وفيما يتعلق بتداعيات ازمة الملف النووي الايراني على دول الخليج قال وزير داخلية البحرين ان دول مجلس التعاون ليست ببعيدة عن كل ما يثار بشأن المخاوف من التداعيات التي ستترتب على التصعيد المتبادل بين طهران والغرب، والذي ما زال في مرحلة الجهود الدبلوماسية· وقال إن دول الخليج يعنيها أمنها بصفة خاصة وامن المنطقة بصفة عامة وتتخذ موقفاً موحداً من هذه الأزمة يقوم على أساس إبعاد منطقة الخليج العربي عن الصراعات وجعلها خالية من كافة أنواع أسلحة الدمار الشامل وتجنب التصعيد الأزمة الى مرحلة المواجهة المباشرة بين إيران والغرب لأن ذلك لا يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة·
واكد المسؤول البحريني على ارتباط أمن منطقة الخليج بالأمن القومي العربي، واشار الى ان واقع الأمن القومي العربي غير متماسك نظراً لوجود أكثر من قضية رئيسية في الوقت الراهن كما هو الحال في فلسطين والعراق والسودان ولبنان اضافة الى تباين المصالح والرؤى· واكد على ضرورة السعي لتعزيز الروابط لخدمة الأهداف المشتركة وبناء صيغ واقعية والتي لا يمكن ان تكون بمعزل عن الأمن الدولي·
وكان مصدر بحريني مسؤول قد اعلن ان مؤتمر '' مخاطر وتداعيات الانتشار النووي على منطقة الخليج'' الذي يستمر يومين يشارك فيه وكلاء وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والامين العام للمجلس عبد الرحمن بن حمد العطية ورئيس ادارة نزع السلاح في الجامعة العربية وائل ناصر الدين الاسد ممثلا للامين العام للجامعة عمرو موسى اضافة الى حشد كبير من الخبراء والاعلاميين· واضاف ان المؤتمر يهدف تثقيف وتوعية الانسان الخليجي في قضية الانتشار النووي بشقيها السلمي والعسكري·
عدد اليوم
