السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

السعوديون يعزفون عن التداول في البورصة خلال رمضان

السعوديون يعزفون عن التداول في البورصة خلال رمضان
1 أغسطس 2011 23:23
يعزف كثير من السعوديين عن التداول في سوق الأسهم خلال شهر رمضان من أجل التفرغ للعبادة. لكن الشهر الفضيل يتزامن العام الحالي مع موسم إجازات الصيف وحرارة قائظة تصل إلى 50 درجة مئوية مما يمنح المتعاملين أسبابا إضافية لاعتزال قاعات التداول خلال الشهر. وقال راشد السبيعي، وهو متعامل سعودي في العقد الخامس من العمر، “في العادة تنقص عمليات التداول في السوق أكثر من 50% في شهر رمضان، منذ بداية الصيف وعدد الأشخاص في صالة التداول يتناقص واعتقد انه في رمضان لن تجد (أكثر من) 10% من المتداولين”. وأضاف السبيعي، وقد جلس على مقعد وثير من الجلد الفاخر وعيناه لا تفارقان شاشة التداول، “اعتقد أن السوق في رمضان هذا العام ستكون ضعيفة جداً أولاً بسبب الأوضاع التي تمر بها المنطقة وتزامن رمضان مع موسم الإجازات إلى جانب مشكلة الديون الأميركية”. وبدت علامات القلق والتوتر على معظم المتعاملين في قاعة التداول عند الحديث عن أزمة الديون في الولايات المتحدة حيث ينبغي أن يرفع الكونجرس سقف الدين العام قبل الثاني من أغسطس آب وذلك قبل أن تنفد الأموال المتاحة للحكومة لسداد التزاماتها. يقول هشام تفاحة رئيس إدارة الأصول لدى مجموعة بخيت الاستثمارية “(رمضان) هذا العام حالة استثنائية. كل الناس أجلت قراراتها لحين اتضاح الرؤية بخصوص الديون الأميركية، هذا حدث لم يكن موجوداً العام الماضي والجميع ينتهج سياسة الانتظار والترقب سواء الأفراد والمحافظ الكبرى أو المؤسسات”. وتابع أن تلك الأزمة ستلقي بظلالها على أسعار النفط الذي يمثل 90 بالمئة من الإيرادات الحكومية السعودية و50 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي. وقال “الأعين كلها على الاقتصاد الأميركي وهناك نوع من الفرملة”. وبعد خلاف مرير استمر أشهراً صوت المشرعون الجمهوريون والديمقراطيون أمس على اتفاق يدعمه البيت الأبيض لرفع سقف الدين الأميركي وتفادي التخلف عن السداد. ومن المتوقع أن يوافق مجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، على الاتفاق الذي يرفع سقف الدين ويخفض العجز بمقدار 2,4 تريليون دولار على مدى عشر سنوات. ويرى تفاحة أنه في حال رفع سقف الدين الأميركي قد ينعكس الأمر إيجابياً على السوق السعودية في أوائل رمضان وعزا ذلك للعوامل الأساسية القوية للسوق السعودية وتحقيق الشركات لنتائج قوية لم ينعكس صداها بعد على المؤشر. وقال “نمت أرباح السوق السعودي في الربع الثاني 28% تقريباً عن الربع الثاني من 2010 وبنسبة 15% عن الربع الأول من 2011، هناك نمو في خانة العشرات وصورة الاقتصاد العام قوية”. ويؤيد عبد الحميد العمري، الكاتب الاقتصادي البارز وعضو جمعية الاقتصاد السعودي، هذا الرأي قائلاً إن النتائج لم تنعكس بصورة قوية على السوق لكنه يرى أنه حتى في حال التوصل لقرار بشأن رفع سقف الدين الأميركي فإن ذلك سيكون خبراً جيداً على مستوى الأفراد لكن أثره على السوق محدوداً. وأضاف العمري “لو ظهر هذا القرار في وقت آخر غير رمضان وفترة الصيف وضعف السيولة وعدم الرغبة في الشراء لكان أحدث تأثيراً كبيراً لكن الفائدة (في ظل هذه العوامل) ستكون محدودة”. والمستثمرون الأفراد هم القوة الدافعة لسوق الأسهم السعودية ووفقا لبيانات رسمية يسجل الأفراد نحو 93% من الصفقات اليومية في البورصة السعودية. ويقول ناصر الفريح وهو من المتعاملين الأفراد “في الأيام العادية أحضر إلى السوق بشكل يومي ولكن في رمضان يقتصر الأمر على يومين أو ثلاثة بالكثير”. ويأتي الحرمان من التدخين والقهوة في نهار رمضان كعامل إضافي يدفع البعض للصيام عن التداول أيضاً. ويشير فيصل الشمري، أحد المتعاملين في السوق، إلى “نعمل كمجموعة في صالة التداول وجميعنا مدخنون ومن النادر جداً أن نتفق أو نقوم بأي عملية في نهار رمضان”. ويقول ضيف الله العلي، موظف حكومي،”أول أيام الصيام يقلل من نشاط الناس وأدائهم في السوق كما أن هناك العديد من المخاوف لدى المتعاملين مما يحدث في العالم العربي”. وأضاف العلي “السوق في رمضان بشكل عام ضعيفة جدا وإعداد المتداولين والسيولة تنقص بشكل كبير لذلك يجب أن يتم النظر في ساعات العمل”. ويقول محللون بارزون إن نمط التعاملات في السوق السعودية دائما ما يتسم بالتراجع خلال فترات الهدوء الموسمي كالصيف وشهر رمضان. فيقول العمري من جمعية الاقتصاد السعودي “الأسواق الناشئة ولا سيما السوق السعودية دائما ما تتأثر (بالعوامل) الموسمية. رمضان وفصل الصيف فترات يضعف فيها الشراء والتداول والأعوام الأخيرة أظهرت أن أدنى مستويات السيولة تسجل في رمضان”. ويوضح تفاحة “من المعروف أن شهر رمضان يشهد هدوءاً في التداول. المجتمع السعودي مجتمع محافظ يميل للتفرغ للعبادات خلال الشهر، هذه ثقافة مجتمع. يبتعد المتعاملون عن السوق ويقولون لن نخسر شيئاً خلال رمضان”. ويتوقع العمري أن تسجل قيم التعاملات هذا العام مستويات أكثر انخفاضاً وعزا ذلك لعدة أسباب على رأسها أن أحدث بيانات لمؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي) أظهرت أن المستثمرين الأجانب سجلوا انخفاضا في الاستثمارات الأجنبية داخل السوق السعودية. وقال “خرج في الربع الأول تقريبا 439 مليون دولار، الاستثمارات الأجنبية حالياً لا تتجاوز 3,2 مليار دولار”. وأوضح أنه إلى جانب خروج الاستثمار الأجنبي والمحافظ النشطة خرجت من السوق أكثر من 18,5 مليار ريال في الربع الاول من جانب المستثمرين السعوديين. وقال العمري “مستوى التداولات في الأساس باتجاه الانخفاض فما بالنا ونحن نتحدث عن موسمية الصيف ورمضان”. وكان تقرير حديث لمجموعة “جدوى للاستثمار” أشار إلى أن السوق السعودية تسلك نمطا معينا للتداول في شهر رمضان يتسم بتراجع المؤشر خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من الشهر قبل أن ينتعش في الأسبوع الأخير والأسابيع التي تلي عيد الفطر وأشار إلى أن تزامن العطلة الصيفية مع رمضان سيضعف التداول بالبورصة. وقال التقرير “بالطبع تؤثر الأحداث العالمية على أداء السوق طيلة العام ورمضان ليس استثناء، هناك عامل مخاطرة يجب أخذه في الاعتبار بالنسبة لرمضان الحالي وهو رد فعل الأسواق في حال فشل الحكومة الأميركية في الوصول إلى اتفاق بشأن رفع سقف ديونها بحلول الثاني من أغسطس، ربما تطغى التحركات الكبيرة في الأسواق العالمية على النمط الموسمي للسوق السعودي خلال رمضان”. ومع صعوبة الصيام في فصل الصيف بالمملكة، إذ تقارب درجات الحرارة 50 درجة مئوية، لا يزال المتعاملون السعوديون يأملون في تغيير مواعيد التداول خلال شهر رمضان أو تقليص ساعات التداول. وتظل مواعيد التداول في البورصة السعودية دون تغيير خلال رمضان من الساعة 11 صباحاً (الثامنة بتوقيت جرينتش) وحتى الساعة الثالثة والنصف عصراً (1230 بتوقيت جرينتش) بينما جرى تقليص ساعات التداول في الدوائر الحكومية والقطاعين العام والخاص إلى خمس أو ست ساعات بدلاً من ثماني ساعات. يقول ضيف الله العلي “آمل أن يكون عمل السوق في رمضان من بعد صلاة الظهر أي من الساعة الواحدة إلى بعد صلاة العصر”. فيما يقول فيصل الشمري “أتمنى أن يكون التداول في رمضان في المساء معظم من أعرفهم لا يعملون في النهار”.
المصدر: الرياض
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©