السعودية تنهي وساطتها في لبنان وتحذر من خطورة الوضع

أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في مقابلة مع التلفزيون السعودي أمس أن الوضع في لبنان «خطير» مشيرا إلى أن المملكة «رفعت يدها» عن الوساطة التي أجرتها مع سوريا لحل الأزمة في لبنان. وقال الأمير سعود في المقابلة التي نقلتها أيضا قناة العربية «إن خادم الحرمين الشريفين اتصل مباشرة ، الرأس بالرأس، بالرئيس السوري (بشار الأسد)، فكان الموضوع بين الرئيسين بالتزام إنهاء المشكلة اللبنانية برمتها و... لم يحدث ذلك». واكد أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز “رفع يده عن هذه الاتفاقات” في أعقاب ذلك، بحسب التصريحات التي بثتها أيضا وكالة الأنباء السعودية. إلى ذلك، أشار الفيصل إلى أن “الوضع في لبنان خطير”. واعتبر أنه “إذا وصلت الأمور إلى الانفصال، وتقسيم لبنان، انتهى لبنان كدولة تحتوي على هذا النمط من التعايش السلمي بين الأديان والقوميات والفئات المختلفة”. ورأى الوزير السعودي أن غياب هذا النموذج “سيكون خسارة للامة العربية كلها”. وفي بيروت، خيمت أجواء من الترقب الحذر امس، في أعقاب الإعلان السعودي – السوري عن سحب مبادرتهما لحل الأزمة اللبنانية. وشكل تصريح وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي حذّر فيه من خطورة الوضع واتجاه هذا البلد الى التقسيم مفاجأة للجميع، غير أن بارقة أمل ضئيلة لاحت في الأفق، تعوّل على المسعى القطري – التركي المستمر “بصمت”، وبعيداً عن الأضواء الإعلامية. وقد واصل رئيس وزراء دولة قطر وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني ووزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو مساعيهما مع فريقي الأزمة في لبنان، في محاولة أخيرة لإنتاج تسوية ما، وهما يجهدان في إقناع جميع الأطراف بالحوار الجاد لإعادة تصويب بوصلة الأزمة باتجاه الحل، في ظل تحذيرات أميركية وأوروبية للرعايا الأجانب باتخاذ جانب الحيطة والحذر وعدم السفر إلى لبنان، الأمر الذي انعكس حالة من القلق إزاء المستقبل في هذا البلد. وكان الشيخ حمد بن جاسم واوغلو قد التقيا ليل امس الأول الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله على مدى اربع ساعات، واكتفى بيان مقتضب صدر عن العلاقات الإعلامية في الحزب بالقول: “إن الاجتماع حضره المعاون السياسي للامين العام الحاج حسين الخليل، حيث جرى البحث في الأزمة السياسية الراهنة، خصوصاً موضوعي المحكمة الدولية والحكومة الجديدة، وتم عرض للأفكار والحلول المطروحة”. وعلمت “الاتحاد” من مصادر تواكب تحركات الموفدين القطري والتركي “بأن هناك صيغة يتم التداول بها خلال اللقاءات والاتصالات السرية، لإيجاد قواسم مشتركة ترضي فريقي الأزمة، بحيث لا يعتبر احدهما غالباً أو مغلوباً لإنقاذ لبنان من الاندثار”. غير أن المصادر نفسها التزمت الصمت ورفضت الإفصاح عن بنود هذه التسوية، مبررة ذلك بأن المتضررين من أي حل قد يعمدون إلى إجهاضها في مهدها وإفشال كل الجهود التي تجنب لبنان ما لا تحمد عقباه. وفي هذا المجال، عرض الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان مع رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة – حزب الله” النائب محمد رعد امس التطورات الراهنة وأهمية التوصل إلى حلول سياسية ودستورية للوضع القائم، واطلع منه على نتائج لقاء نصرالله مع المبعوثين القطري والتركي. كما اطلع رئيس الجمهورية من قائد الجيش العماد جان قهوجي على نتائج زيارته إلى دمشق، خاصة لقاءه مع الرئيس السوري بشار الأسد، وعرض معه الأوضاع الأمنية وشؤون المؤسسة العسكرية، وانتقل قهوجي بعد ذلك إلى السرايا الحكومي، حيث التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري للغاية ذاتها. وتناول كذلك الرئيس سليمان الوضعين السياسي والأمني مع وزير الداخلية زياد بارود ووزيرة الدولة منى عفيش، واطلع من السفيرة الاميركية في لبنان مورا كونيللي على موقف بلادها من الأزمة اللبنانية، وحرص زوار القصر الجمهوري جميعهم على عدم التصريح، غير أن بعض الزوار أشاعوا لـ”الاتحاد” أجواء تشاؤم لاحت على قصر بعبدا، لاسيما بعد تصريح الوزير السعودي عن سحب المسعى السعودي لحل الأزمة اللبنانية وتعثر جهود التسوية حتى الآن. إلى ذلك دعا رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط في تصريح مفاجئ امس الجميع إلى إفساح المجال أمام الجهود القطرية – التركية التي جاءت لتكمل المبادرة العربية التي اطلعنا على عناصرها، ويبقى الحوار هو الخيار الوحيد لمعالجة المشاكل القائمة والخروج من الأزمة الراهنة، وقال: “إن المرحلة الراهنة هي عالية الحساسية وتتطلب مواقف مسؤولة تتخطى حسابات الاصطفاف السياسي التقليدي لتصب في المصلحة الوطنية العليا وتساهم في أخراج البلاد من حالة التأزم العميق الذي نعيشه، ونحن أدرى بطبيعة هذه المواقف التي ننسقها مع كل الأطراف التي تملك الحرص على استقرار لبنان وفي طليعتها سوريا”. واكد جنبلاط في حديث لاحق الى وكالة “الصحافة الفرنسية”، أنه “مستعد لزيارة دمشق مرة جديدة بهدف بحث الأزمة اللبنانية مع الرئيس السوري بشار الأسد”، بعد زيارته الأخيرة نهاية الأسبوع الماضي، وقال: “لم أتوقف عن إرسال موفدين إلى دمشق، وأنا مستعد للعودة والاجتماع مع الرئيس الأسد مجدداً”. ترقب حذر في الحدود مع إسرائيل بيروت (الاتحاد) - تسود الحدود اللبنانية – الإسرائيلية حالة من الترقب الحذر في ضوء الأزمة السياسية التي يشهدها لبنان حالياً. وشهدت امس تسيير دوريات مؤللة على الجانب الإسرائيلي، بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران الحربي والمروحي في الأجواء اللبنانية. وأفادت مصادر أمنية أن القوات الإسرائيلية عززت نقاط المراقبة على الحدود مع لبنان وخصوصاً عند بوابات العبور السابقة، وثبتت كاميرات مقابل بوابة فاطمة في القطاع الاوسط. أما على محور الغجر – الوزاني فقد شوهد عمال ورشة إسرائيلية بتثبيت أعمدة إنارة وشريط شائك في المحيط الغربي من الوزاني. وعمدت آلية بوكلين إلى نقل المكعبات الأسمنتية لبناء دشم عسكرية مقابل الجانب اللبناني من الحدود في المنطقة، وشوهدت دورية عسكرية إسرائيلية تؤمن الحماية لعمال الورشة.وسبق إنشاء هذا المركز العسكري الإسرائيلي الجديد في الغجر مد شريط شائك وتثبيت غرفة مراقبة في شمال البلدة أيضاً.واعتبرت مصادر لبنانية أن الهدف من هذه المنشآت الإسرائيلية تعزيز المراقبة للمنطقة، مشيرة إلى أن الاحتمالات التي ترددت مؤخراً عن قرب انسحاب إسرائيل من الجانب الإسرائيلي للغجر أصبحت مستبعدة. إلى ذلك أعلنت قيادة الجيش اللبناني أن الطيران الحربي الإسرائيلي حلق امس على علو متوسط فوق مناطق النبطية وإقليم التفاح وصولاً حتى كفركلا والخيام ونفذ غارات وهمية.كما أشارت في بيان ان الطيران المروحي الإسرائيلي وصل في طلعاته إلى أجواء البقاع ونفذ طيراناً دائرياً. على صعيد آخر عثر الجيش اللبناني على قنبلة عنقودية من مخلفات عدوان يوليو 2006 في بلدة حبوش قرب النبطية، وقام فوج الهندسة بنقلها وتفكيكها.