الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مدن الملح لعبد الرحمن منيف إلى الألمانية

مدن الملح لعبد الرحمن منيف إلى الألمانية
6 فبراير 2010 22:07
صدرت حديثا عن دار نشر « ديدريشس» بمدينة ميونخ الألمانية الترجمة الألمانية للجزء الثالث من خماسية « مدن الملح» للروائي الراحل عبد الرحمن منيف (1933 - 2004 ) والتي تحمل عنوان « تقاسيم الليل والنهار». ويعود هذا الجزء الثالث بالقارئ إلى الأحداث التاريخية التي وقعت قبل أحداث الجزأين الأول والثاني من الخماسية، ولدى المطالعة ينتاب القارئ شعوراً بأن منيف يتناول عصراً لم يعايش أحداثه بنفسه. والجزء الأول عنوانه «التيه»، والثاني عنوانه «الأخدود» يغطيان الفترة من 1933 حتى 1964، وفيهما يجد الكاتب صوراً بلاغية مدهشة يعبر من خلالها عن العنف الهائل الذي فجرّه التقدم الذي غزا البلاد مع اكتشاف النفط لدى أناس تعودوا على العيش في البيئة الصحراوية الضنينة. وقد نهضت بترجمة الأجزاء الثلاثة المترجمة الألمانية لاريسا بندر بالاشتراك مع السورية ماجدة بركات، وتقول لاريسا بندر بأن دار النشر الألمانية فكرت في البداية في ترجمة الجزء الأول فحسب من الخماسية، ولكن بعد نجاح ترجمة «التيه» التي صدرت عام 2004، قررت دار «ديدريشس» مواصلة المشروع، فتُرجم الجزء الثاني ثم الثالث، ولأن الترجمة الانجليزية تتحدث عن «ثلاثية» عبدالرحمن منيف، وليس عن «خماسية»، فقد اعتقدت دار النشر أن الرواية من ثلاثة أجزاء فحسب، وتضيف المترجمة «ورغم أني تكلمت معهم كثيراً بهذا الشأن فقد قررت الدار التوقف عند الجزء الثالث. وأعتقد أن تسويق الرواية كثلاثية أسهل من تسويق خمسة أجزاء». الثقافة العربية وقد أحدثت ترجمة «التيه» إلى لغة جوته صدى واسعاً، لا سيما أنها جاءت في توقيت مناسب إبان استضافة الثقافة العربية في معرض فرانكفورت للكتاب عام 2004، وتقول لاريسا بندر إن الجزء الأول «لقي اهتماماً كبيراً جداً جداً» مقارنةً بالروايات العربية المترجمة إلى الألمانية، وتعلل المترجمة ذلك بكون الرواية «تشرح الوضع العربي إثر دخول الأميركان إلى المنطقة العربية، وكان ذلك شيئاً جديداً بالنسبة إلى القارئ الألماني»، كما أحدثت ترجمة الجزء الثالث من «مدن الملح» صدى نقدياً أيضاً، فكتبت الصحافية السويسرية أنغيلا شادر مقالاً نقدياً بجريدة «نويه تسوريشر تسايتونغ» تقول فيه: «لم يسبق لكاتب قبل عبد الرحمن منيف أن صوّر بهذه الدقة وذلك الغضب المقدس تلك الحالة البائسة التي وجد فيها أنفسهم أولئك المقتلعون من جذورهم الذين رأوا الدخان يتصاعد من حقول البترول العجفاء التي أخذت في الانتشار طاردة أشجار النخيل المثمرة». انعكاس الواقع ويعد عبد الرحمن منيف أحد أهم الروائيين العرب في القرن العشرين؛ حيث استطاع في رواياته أن يعكس الواقع الاجتماعي والسياسي العربي، والنقلات الثقافية العنيفة التي شهدتها المجتمعات العربية خاصة في دول الخليج العربي، وعبد الرحمن منيف من مواليد 1933م في الأردن، لأب سعودي، حصل على الدكتوراه عام 1961م في العلوم الاقتصادية، وحاز على جائزة العويس عام 1989م، وعلى جائزة القاهرة للإبداع الروائي عام 1998م ، ولعبد الرحمن منيف أعمال روائية عديدة ، هي الأشجار واغتيال مرزوق (73)، قصة حب مجوسية (74)، شرق المتوسط (75) حين تركنا الجسر (79)، النهايات: سباق المسافات الطويلة (79)، عالم بلا خرائط ، بالاشتراك مع جبرا إبراهيم جبرا (82)، خماسية (مدن الملح- أشهر رواياته- والتي تقع في خمسة أجزاء هي: التيه، والأخدود، وتقاسيم الليل والنهار،المنبت، بادية الظلمات (84-89)، لوعة الغياب 1989، وأخيراً أرض السواد 1999م. خطأ سياسي وتدور أحداث « تقاسيم الليل والنهار» في الفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية‏، وشغلها بداية على المستوى المحلي الأمير مرخان هديب وهو والد خريبط‏، والذي كان أميرا لموران وما جاورها‏ ،‏ وكان الصراع حينذاك على أشده بين أمراء الصحراء ومنهم مزهر بن سحيم الذي عادى مرخان فارتكب خطأ سياسيا تكتيكيا عندما عادى بريطانيا وطلب معونة الأتراك‏، و‏قدر لخريبط بعد ذلك أن يقتل مزهر السحيم فعدته بريطانيا‏‏ الصديق الذي يعتمد عليه‏ ولزمته الأمراء الصغار وحماية القوافل‏‏ وطلبت منه مراقبة الجيران والأتراك وشاطئ البحر‏‏ من ناحية الشرق‏..‏ ولم تمض سنوات حتى أصبحت موران تدين له بالطاعة والولاء‏.‏ وحالما استتب الأمر له‏ دعمته بريطانيا دعما غير محدود وأعلن نفسه سلطانا على موران وطال به الأمر على هذه الحال‏ فشهد الانقلاب السياسي العالمي الكبير بعد الحرب العالمية الثانية‏.‏
المصدر: برلين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©