الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاحتجاجات الشعبية... ضغوط متنامية على نتنياهو

2 أغسطس 2011 00:10
أمام أكبر تحد داخلي يواجهه منذ أن وصل إلى السلطة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يوم الأحد الماضي إن أعضاء من حكومته سيلتقون مع المحتجين، وذلك بعد يوم من خروج عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى الشوارع من أجل التظاهر والاحتجاج على ارتفاع أسعار السكن وكلفة المعيشة. فقد شكل أسبوعان من الاحتجاجات الاقتصادية على مستوى القاعدة الشعبية ضغطاً على نتنياهو ليلبي مطالبة المحتجين بتدخل أكبر للدولة من أجل معالجة الهوة المتزايدة بين الأغنياء والفقراء، وشكاوى العديد من الإسرائيليين المنتمين إلى الطبقة الوسطى من أن كلفة المعيشة المرتفعة باتت تلتهم رواتبهم. الاحتجاجات على السكن، التي بدأت بنصب عدد من الخيام في تل أبيب، امتدت إلى مدن أخرى حيث ظهرت مخيمات مماثلة. وقد كانت مظاهرات مساء السبت الأكبر منذ بداية موجة الاحتجاجات، التي استوحيت في جزء منها من الانتفاضات المعارضة للحكومات في البلدان العربية المجاورة. وتشير تقديرات الشرطة إلى أن أكثر من 100 ألف شخص شاركوا في المظاهرات التي خرجت في 10 مدن عبر إسرائيل. هذا وقد أظهرت استطلاعات الرأي دعماً واسعاً من قبل الجمهور للمحتجين وانخفاضاً حاداً في نسبة التأييد الشعبي لنتنياهو منذ بدء الاحتجاجات، مع هتافات مثل "الشعب يريد العدالة الاجتماعية!" ومطالب بتنحي رئيس الوزراء عن منصبه. الاحتجاجات شارك فيها أشخاص من كل ألوان الطيف السياسي الإسرائيلي ونظمت خارج إطار الأحزاب السياسية الإسرائيلية. واللافت أنها وحدت الصقور والحمائم، المحسوبين على "اليسار" والمحسوبين على اليمين، الذين يصطفون تقليدياً حسب موقفهم من النزاع العربي- الإسرائيلي. غير أنه إذا كانت الاحتجاجات تعكس شعوراً قوياً بالغضب والاستياء من قبل الجمهور، فإنها لم تخلخل ائتلاف نتنياهو اليميني الذي يحافظ على أغلبية صلبة في البرلمان الإسرائيلي الكنيست. وفي مستهل اجتماع الحكومة الإسرائيلية الأسبوعي يوم الأحد الماضي، تعهد نتنياهو بـ"تغيير أولوياتنا"، وقال إنه سيقوم بتعيين فريق من الوزراء والخبراء لصياغة مخطط "يخفف العبء الاقتصادي على المواطنين الإسرائيليين". كما قال إنه سيطلب من الفريق "توجيه الدعوة إلى ممثلي مجموعات مختلفة وقطاعات متنوعة" من أجل تقديم تظلماتها ومقترحاتها قبل أن يتم تبني المخطط من قبل الحكومة. غير أن نتنياهو حذر من "خطوات شعبوية وغير مسؤولة يمكن أن تجر البلاد إلى الوضع الذي توجد عليه بعض البلدان في أوروبا، حيث وصلت إلى حافة الإفلاس والبطالة الجماعية". ومن جانبه، حذر وزير المالية يوفال شتينتز، وهو من بين الذين استهدفتهم انتقادات المحتجين بشكل خاص، من أن الإصلاحات التي يطالب بها المحتجون، الذي يدعون إلى "دولة رفاه اجتماعي الآن"، يمكن أن تغرق إسرائيل في أزمة دين مماثلة لتلك التي تبتلى بها اسبانيا واليونان. وفي هذا السياق، قال "شتينتز" للصحافيين "كوزير للمالية، فإنني أحمل على عاتقي مسؤولية الحؤول دون وصول إسرائيل إلى وضع فوضى اقتصادية"، مضيفاً "إننا نرى الحديث عن أزمة الدين في أوروبا، بل إننا سمعنا حديثاً عن إمكانية عجز عن تشديد الدين في الولايات المتحدة. وواجبي الرئيسي هو أن أحرص على ألا نصل إلى مثل هذا الوضع في دولة إسرائيل". كما قال "شتينتز" إنه إذا كان سيتم جملة من الخطوات من أجل تقليص الاحتكار وزيادة المنافسة، فإننا "لن نحول الأغنياء ورجال الأعمال والمستثمرين والصناعيين إلى أعداء للشعب، لأنهم جزء من اقتصاد سليم صحياً". والجدير بالذكر في هذا الإطار أن نمو الناتج المحلى الإجمالي لإسرائيل يتوقع أن يبلغ 5 في المئة هذا العام، في وقت انخفضت فيه البطالة إلى مستوى قياسي هو 5.7 في المئة. غير أن العديد من الإسرائيليين يقولون إنهم يكافحون حتى يوفروا متطلبات العيش بسبب ارتفاع أسعار السكن والوقود والخدمات والمواد الغذائية. وفي مؤشر آخر على الضغط الذي يمارس على الحكومة، قدم مدير عام وزارة المالية "حاييم شاني" استقالته يوم الأحد الماضي، بسبب ما قال إنها خلافات قديمة ضخمتها الاحتجاجات. ويذكر أن تمرداً للمستهلكين جرى التنسيق بشأنه عبر موقع الفيسبوك أدى إلى خفض في سعر أحد أنواع الجبن الذي يستهلك بكثرة في إسرائيل. كما خاض موظفو القطاع الاجتماعي والأطباء إضرابات طويلة احتجاجاً على الرواتب وظروف العمل؛ كما احتجت الأمهات الشابات على ارتفاع تكاليف الحضانة. وقال نائب رئيس الوزراء سيلفان شالوم إن بواعث القلق الاجتماعية الداخلية بدأت تنتقل إلى الواجهة بعد سنوات هيمن فيها على النقاش العام النزاع مع الفلسطينيين وتهديدات خارجية أخرى. وفي هذا السياق، قال "شالوم" للقناة التلفزيونية الثانية في إسرائيل: "لقد بدأنا ننتقل من عقلية أمنية إلى عقلية اجتماعية". دان شيلون، وهو كاتب عمود مع صحيفة "معاريف"، دعا نتنياهو إلى التنحي من منصبه حيث كتب يقول: "لا شيء سيوقف الاحتجاج... لا تخفيض مفاجئاً للضرائب، ولا عطلة البرلمان الصيفية، ولا أمطار الخريف، ولا قذائف كاتيوشا في الشمال أو قذائف القسام في الجنوب، ولا هجوم على إيران أو صواريخ على تل أبيب. لا شيء سينقذك". جويل جرينبرج - القدس ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©