حسن القمحاوي:
أكد سعادة محمد عبيد المزروعي الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية بمجلس التعاون لدول الخليج العربية أن دول الخليج انتهت من 90 % من إجراءات السوق المشتركة وبالتالي فمراحلها تسبق تطبيق مراحل الاتحاد الجمركي على أرض الواقع نافيا ما تردد من شائعات حول الاتجاه لإلغاء الاتحاد الجمركي· وشدد في رده على سؤال لـ ''الاتحاد'' - في تصريحات صحفية على هامش الاجتماع 36 الاستثنائي للجنة الاتحاد الجمركي الخليجي الذي بدأت فعالياته أمس بأبوظبي - على ضرورة تطبيق الاتحاد الجمركي لتطبيق السوق الخليجية المشتركة، لافتا الانتباه إلى أن تطبيق السوق المشتركة لا يشترط تطبيق الاتحاد الجمركي بالكامل· وأعرب عن تفاؤله بحل المعوقات التي تواجه مسيرة الاتحاد الجمركي بين دول الخليج قبل نهاية العام المقبل، متمنيا عدم اللجوء إلى تمديد الفترة الانتقالية الثانية·
ونفى صحة ما تردد من شائعات حول الاتجاه لإلغاء الاتحاد الجمركي في حالة استمرار المعوقات الحالية وعدم تعاون الدول في حلها، مشيرا إلى أن الإلغاء عودة إلى الوراء وله عواقب اقتصادية وسياسية، ومؤكدا أن توجيهات القيادات السياسية في دول المجلس تطالب بالاتفاق على إجراءات موحدة لتطبيق الاتحاد فضلا عن حرص القيادات على عدم الرجوع للوراء·
وحدد المزروعي المعوقات التي تواجه الاتحاد في عدم الاتفاق على دور المراكز الجمركية في ظل الاتحاد أو آلية تحصيل الرسوم وتوزيعها وتوحيد قوائم السلع الممنوعة والمغشوشة والمقلدة وحماية السلع الوطنية والمواصفات والمقاييس وتوحيد إجراءات استيراد الأدوية والأغذية، مشيرا إلى أن الأمل متعلق بلجنة الاتحاد الجمركي في وضع حلول لهذه المعوقات من خلال تكثيف اجتماعاتها·
وكشف النقاب عن قرب الانتهاء من دراسة تتعلق بآلية حماية السلع الوطنية في ظل الاتحاد الجمركي، ومن المتوقع إقرار نتائجها بعد عرضها على اللجان المختصة، في حين تم حل مشكلة المواصفات والمقاييس في ظل إقرار دول المجلس مبدأ الاعتراف المتبادل بالمواصفات الوطنية، وتلقت الأمانة العامة مقترحا جديدا يتعلق بتوزيع الإيرادات من خلال نظام التحصيل المشترك وتوزيع الحصيلة وفقا لنسبة كل دولة من الإيرادات خلال السنوات الخمس السابقة على أن يعاد النظر في هذه النسب كل خمس سنوات كبديل لنظام تحصيل المقصد النهائي المتبع حاليا، بينما يتوقع أن يتم استبعاد النظام الثالث المطبق في الاتحاد الأوروبي المعروف بنظام ''التجميع'' وتوزيع الحصيلة بنسبة 10 % لميزانية الاتحاد والباقي في مشروعات مشتركة·
وأكد أن الاتحاد الجمركي ترك آثارا إيجابية على التبادل التجاري بين دول الخليج بدليل أن ارتفاع معدل نمو التجارة البينية بعد الاتحاد ارتفع إلى أكثر من 20 % مقابل 8 % في الفترة من 1993 إلى 2002 قبل بداية التطبيق، مشيرا إلى أن الآثار الايجابية للاتحاد انعكست كذلك على الصناعات الوطنية في دول المجلس بدليل ارتفاع معدلات التجارة وإعادة التصدير·
وبرر المزروعي تزايد المعوقات من قبل السعودية بأنها تمثل أكبر اقتصاد في دول الخليج ومن ثم فإن حجم تجارتها أكبر، فضلا عن وجود مبررات منطقية في العديد من الإجراءات التي تتخذها في ظل وجود ظاهرة البضائع المغشوشة والمقلدة· وأثنى على دور الإمارات في تسوية حصيلة العمليات الجمركية مع دول الخليج، مشيرا إلى أنها نجحت في تسوية 80 % من الإيرادات في الفترة من عام 2003 حتى مارس 2006 والباقي تحت التسوية، وأكد أن الإمارات لعبت دورا كبيرا في دفع مسيرة التعاون إلى الأمام في ظل رئاستها للدورة الحالية في ظل ما تحظى به من قبول واسع لدى دول المجلس· واعتبر مشكلة البضائع المغشوشة والمقلدة من أهم المشكلات التي تواجه الاتحاد الجمركي وتثير الخلافات بين الدول وفي هذا الصدد خاطبت الأمانة العامة وزارات الاقتصاد بقوائم تجار السلع المغشوشة والمقلدة لمراقبتهم واتخاذ الإجراءات اللازمة معهم، مشيرا إلى أن الحل يكمن في تشديد الرقابة على الأسواق واتخاذ عقوبات صارمة ضد المخالفين، ومشيدا في الوقت نفسه بتجربة جمارك دبي وما استحدثته من إدارات للاستخبارات الجمركية والتحصيل والالتزام بالاتحاد الجمركي داعيا الدول الخليجية للاستفادة من التجربة·
وأضاف في كلمة له أمام الجلسة الافتتاحية للاجتماع: يأتي الاجتماع الاستثنائي للجنة الاتحاد الجمركي استكمالا للجهود التي تبذل في هذه المرحلة الهامة من مسيرة الاتحاد الجمركي لدول المجلس، ويأمل الجميع من خلاله أن يتم الاتفاق على خطوات إيجابية يتحقق من خلالها دعم لمسيرة الاتحاد الجمركي، والاتفاق على خطة عمل تكون كفيلة بإنجاز ما تبقى من إجراءاته وخطواته، حتى يمكن الانتقال السلس لما بعد الفترة الانتقالية التي تنتهي بانتهاء عام ،2007 استنادا لقرار المجلس الوزاري في دورته (99) تنفيذاً لما وجه به أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس في القمة التشاورية الثامنة التي عقدت في الرياض في مايو ،2006 وبناء على ما تضمنته ورقة دولة الكويت المقدمة للقمة التشاورية، في الإسراع في إزالة العقبات والصعوبات التي تواجه خطوات تكاملنا الاقتصادي بما في ذلك الاتحاد الجمركي، والسوق الخليجية المشتركة، والاتحاد النقدي·
عدد اليوم
