الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الهجوم على دمشق... وتكتيكات «الجيش الحر»

الهجوم على دمشق... وتكتيكات «الجيش الحر»
25 يوليو 2012
في وادٍ يقع خلف الجبال إلى الشمال من دمشق، يستجمع مقاتلو "الجيش السوري الحر" قوتهم ويعدون العدة لما يأملون أن يكون هجوماً أخيراً على العاصمة. غير أنهم قد يضطرون إلى الانتظار مدة أطول مما كانوا يتمنون. والواقع أن القنبلة التي قتلت أربعة مساعدين كبار للرئيس بشار الأسد الأسبوع الماضي شكلت دعماً كبيراً جداً لمعنويات الثوار المنظمة على نحو فضفاض هنا في "التل" وعبر أرجاء البلاد، مما أدى إلى استعار القتال على صعيد البلاد في وقت سعى فيه الثوار إلى البناء على حالة الفوضى والتشويش التي عمت العاصمة. غير أنه بعد خمسة أيام على ذلك، بات من الواضح أن انفجار العنف في دمشق ربما كان مجرد معركة أخرى ضمن ما يمكن أن يكون حرباً طويلة. ففي يوم الاثنين الماضين، انتقل الجنود السوريون من منزل إلى منزل في أحياء كانت قد سقطت لوقت قصير في قبضة الثوار، حيث قاموا بكسر الأبواب واعتقال من يشتبه في تعاطفهم مع المعارضة. وبث التلفزيون الرسمي صوراً لجثث مقاتلين، وسجناء مصفدين ومعصوبي الأعين، وجنود يقومون بعمليات تمشيط في الحقول على أطراف المدينة من أجل ملاحقة "الإرهابيين"، وهي الكلمة التي تستعملها الحكومة في الحديث عن الثوار. وفي أول تصريحات علنية لمسؤول سوري منذ الهجوم، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي لمؤتمر صحفي في دمشق إن الحكومة استعادت السيطرة على زمام الأمور. وقال "مقدسي" في تصريح بث مباشرة على التلفزيون الرسمي: "إن الوضع الأمني سيكون تحت السيطرة في غضون يوم أو يومين". كما وجه تحذيراً إلى المجتمع الدولي بعدم محاولة التدخل عسكريا، متعهداً بأن سوريا لن تستعمل الأسلحة الكيماوية ضد شعبها، ولكنها ستستعملها في حال وقوع هجوم خارجي. وفي هذا الإطار، قال مقدسي: "هذه الأسلحة مخزنة ومؤمنة من قبل القوات العسكرية السورية وتحت إشرافها المباشر، ولن تستعمل أبداً إلا إذا واجهت سوريا اعتداءً خارجيا". التهديد يعقب تقارير واسعة الانتشار تفيد بأن الولايات المتحدة وحلفاءها يقومون بإعداد مخططات طوارئ من أجل تأمين ترسانة سوريا من الأسلحة الكيماوية في حالة ازدادت الفوضى سوءا، وبأن الحكومة السورية قد قامت مؤخراً بنقل بعض مخزوناتها، إما بهدف استعمالها أو منع استيلاء الثوار عليها. غير أن ظهور مقدسي أوحى أيضاً بأن الحكومة أخذت تستعيد توازنها بعد أكبر هزة لتماسكها منذ بدء الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الأسد قبل 16 شهراً. وفي الأثناء، قال العقيد مالك كردي، المتحدث باسم قيادة "الجيش السوري الحر" ، إن الثوار ليس لديهم خيار غير الانسحاب من أحياء دمشق التي كانوا استولوا عليها الأسبوع الماضي لأنهم يفتقرون إلى الوسائل اللازمة لمواجهة الجيش النظامي المجهز على نحو أفضل. وفي هذا الإطار، قال كردي، متحدثاً عبر الهاتف من مخيم اللاجئين العسكري في جنوب تركيا حيث يوجد مقر قيادة الثوار: "إن الجيش السوري الحر يخوض حربا تقوم على إنهاك الجيش النظامي إلى أن يصيبه الإجهاد، باستعمال تكتيكات حرب العصابات"، مضيفاً "إننا لا نستطيع الحفاظ على سيطرتنا على منطقة ما، ولذلك فالأمر يتعلق بعملية دائرية، حيث ننتقل من مكان إلى آخر، ومن مدينة إلى أخرى، من أجل إتعاب النظام وإنهاكه". الأحداث في "التل"، وهي ضاحية سكنية راقية تبعد بنحو تسعة أميال عن العاصمة، أعقبت نمطا شوهد في عدة أجزاء من البلاد في أعقاب التفجير الذي وقع الأسبوع الماضي داخل دمشق؛ حيث يقوم الثوار بشن هجمات على مواقع حكومية في محاولة لأخذ المبادرة. وتنفيذا لأوامر قالوا إنهم تلقوها من مقر "الجيش السوري الحر" في جنوب تركيا، هاجم المتمردون في "التل" موقعين حكوميين حيث ألقوا القبض على أكثر من 40 سجينا واستولوا على كميات كبيرة من الأسلحة. الثوار قد يكونون أقل تسليحاً، إلا أنه من الواضح أنهم أخذوا يتعلمون كيفية استعمال الأسلحة التي بحوزتهم بشكل فعـال؛ والشاهد هيكلا دبابتين محترقتين يجثمان على الطريق نتيجة محاولة حكومية غير ناجحـة لتعزيز قواتهـا خلال المعركة. إحداهما تم نسف برجها تماما نتيجة قذيفة "آر. بي. جي" كانت جد متقنة أو جد محظوظة. وقال المقاتلون إن ثماني دبابات أخرى انسحبت بعد أن تعرضت الدبابات المتقدمة للتدمير. والآن، يتناوب الثوار على حراسة نقاط التفتيش التي تم الاستيلاء عليها حديثاً، حيث يحيطون بالبلدة، ويراقبون وينتظرون وصول التعزيزات التي قيل لهم إنها قادمة من أجل مساعدتهم في الزحف الأخير على دمشق. وفي هذا الإطار، قال مقاتل في إحدى نقاط التفتيش قدم نفسه باسم أبو زيد: "في كل يوم، يأتي المزيد من كل البلدات الواقعة إلى الشمال"، معتبراً أن الثوار يمكن أن يكونوا مستعدين لهجوم مع بداية الأسبوع المقبل. وأضاف يقول: "إن بشار الأسد سيُقتل في دمشق قريبا". ولكن قبضتهم على البلدات تم تحديها في وقت لاحق من ذلك اليوم من قبل قذيفتي مدفعية تحطمتا في وسط البلدة. ثم تجمع السكان في الشوارع من أجل معاينة حجم الضرر مما قالوا إنها أولى قذائف المدفعية التي تضرب "التل" منذ بداية النزاع. أوستن تايس - التل، سوريا ليز سلاي - أنطاكية، تركيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©