إعداد - أيمن جمعة:
ارتفعت بشدة توقعات نمو الاقتصاد الاوروبي هذا العام وهو ما أثار موجة تفاؤل في بروكسل بان القارة العجوز نجحت في انتشال نفسها من دوامة النمو الاقتصادي المحبط للامال المستمر منذ اعوام· وخرجت الصحف الاوروبية بعدد وافر من التحليلات لما يحدث الان مقارنة مع الدورات السابقة للصعود والهبوط الاقتصادي·· لكن الغريب وسط موجة التفاؤل هذه، ان غالبية المحللين حذروا من مغبة الاعتقاد ان المؤشرات الاقتصادية الحالية هي سبب منطقي للركون الى الراحة·
وتقول صحيفة ''فاينانشال تايمز'': ''كانت البداية، عندما قدم يواكين الومنيا مفوض الشؤون النقدية في الاتحاد الاوروبي أكثر التقييمات تفاؤلا لمستقبل اقتصاد منطقة اليورو منذ أعوام قائلا ''نتوقع الان نموا بنسبة 2,5 % وليس 2,1 % خلال عام ··2006 وهذا ما يجعل النمو الاقتصادي هذا العام هو الافضل منذ عام ··2000 الانتعاش قوي والاصلاحات الهيكلية التي يجري تنفيذها بدأت تؤتي ثمارها·''
نمو استثنائي
ويشير المحلل الاقتصادي جورج باركر من بروكسل الى ان النمو الاقتصادي يبدو استثنائيا خاصة وان الاقتصاد الاوروبي نجح في استيعاب عدة صدمات·· أهمها، الصدمة السعرية لسوق النفط والتي جعلت الاسعار ترتفع بنسبة 80 %، والمخاوف من الاختلالات التجارية العالمية والتراجع الاميركي المحتمل· ويقول ''كانت رسالة الومنيا ايجابية بوجه عام· بل ان الومنيا توقع ان يرفع مجددا توقعاته للنمو في ''·2007
وبالنسبة للاتحاد الاوروبي بصفة عامة والذي يضم 25 دولة رفع الومنيا توقعات نموه من 2,3 % الى 2,7 % وقال إن افاقه جيدة لمواصلة النمو بمعدلات صحية· ويرى الومنيا ان هناك عدة تطورات ايجابية ساعدت على ذلك في مقدمتها ··
- ان النمو الحالي تدعمه عناصر داخلية بما يعني ان اوروبا أصبحت أقل اعتمادا في ازدهارها على العالم الخارجي·
تقارب مستويات الاداء الاقتصادي بين عمالقة الاقتصاد الاوروبي خاصة بعدما بدأ الاقتصاد الايطالي ينمو بوتيرة جيدة· ثم خرجت المفوضية الاوروبية بنفي قاطع لمخاوف البعض من ان يتعرض الاقتصاد الاوروبي لمرحلة نمو تضخمي بمجرد تجاوزه حاجز اثنين في المئة، وشددت على ان الاصلاحات الهيكلية تدعم ارتفاع معدلات النمو دون الخوف من المخاطر التضخمية· وفي مقدمة هذه الاصلاحات بعض الجهود الايجابية لاصلاح أسواق العمل والاسواق المالية ومعدلات الانتاجية· وتقول الصحيفة إنه بعد أعوام من مشاعر اليأس والاحباط في بروكسل بان اوروبا تسير نحو مزيد من الانتكاسات الاقتصادية والتأخر عن منافسيها وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، ظهر الومنيا في مؤتمر صحفي ليقدم سلسلة مؤشرات تؤكد ان تراجع الاقتصاد الاوروبي تجاوز أسوأ مراحله·
قطاع التشييد
وركز المحلل الاقتصادي رالف اتكينز على الدور البارز الذي لعبه قطاع التشييد في دعم الاقتصاد الاوروبي قائلا ''اذا أردت ان تتأكد من قوة الانتعاش الاقتصادي في منطقة اليورو فعليك ان تحصي عدد الرافعات في المنطقة· فتوقعات نمو الاقتصاد تتزامن مع قفزة في أنشطة التشييد بنسبة 2,7 % خلال الشهور الثلاثة حتى يونيو، وهو بهذا أسرع معدل نمو منذ عشر سنوات·'' وترى صحيفة الاندبندنت ان انتعاش صناعة التشييد، يبرز الانتعاش العام الذي يعم المنطقة والذي يستند بشكل أساسي على الطلب المحلي·
ويقول فيلهيلم كوشلر رئيس اتحاد صناعة التشييد الاوروبية ''هذه علامة ايجابية· نحن بصفة عامة راضون عن الوضع· أتوقع ان يستمر هذا الاتجاه الايجابي·'' لكن البعض يخشى من ان يكون انتعاش قطاع التشييد الاوروبي بصفة خاصة، هو مؤشر لبدء دورة نزولية في الاقتصاد· كما يقول محللون إن من غير المرجح ان يستطيع الاتحاد الاوروبي ان يقدم انتعاشا مماثلا لما فعله في النصف الثاني·· وهذا ما جعل جان فيليب كوتيس كبير الاقتصاديين في منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي يحذر الاسبوع الماضي من ان معدل النمو من المرجح ان يتراجع· وتتزايد هذه المخاوف مع تحذير صندوق النقد الدولي من احتمال تعرض الاقتصاد الدولي لركود حاد·
عدد اليوم
