عصام أبو القاسم(الشارقة)فجعت الساحة الثقافية الإماراتية، صباح أمس، برحيل المسرحي الإماراتي محمد عبدالله آل علي (مواليد 1955) في مشفى بألمانيا التي وصلها في رحلة استشفاء من المرض الذي لازمه وقتاً ليس بالقصير.
ارتبط اسم الراحل بلحظات مهمة في تاريخ المسرح الإماراتي، فلقد انخرط منذ عودته 1977 من رحلة دراسية، أمضاها في الكويت، في العمل التأسيسي لعدد من المؤسسات المدنية في الشارقة، مثل مشاركته في وضع اللبنات الأولى لمسرح الشارقة الوطني 1977، كما ارتبط اسمه ببدايات مهرجان أيام الشارقة المسرحية، وساهم في تنسيق فعالياته منذ تأسيسه 1984 إلى 2006، ورافق العديد من رموز الحركة المسرحية العربية تأسيسهم المسرح في الشارقة مثل صقر الرشود، وإبراهيم جلال، وجواد الأسدي، ويوسف عيدابي، وفؤاد الشطي، وعبدالإله عبدالقادر، وقاسم محمد، وسواهم.
لكن عبدالله لم يشارك بالتمثيل سوى في ثلاث مسرحيات، وهي: «دياية طيروها» إعداد وإخراج عبد الله المناعي، و«السلطان» من تأليف ناصر النعيمي وإخراج عبد الله المناعي، و«حكاية الرجل الذي صار كلباً» من تأليف أوزفالدو دراكون وإخراج عبد الله المناعي أيضاً.
وفي الإذاعة شارك بالتمثيل في مسلسل إذاعي محلي من ثلاثين حلقة هو «مملكة الثعابين» من تأليف عبد الرحمن الصالح وإخراج حسين أبو المكارم، وقُدم في «إذاعة الشارقة»، كما شارك بالتمثيل في سهرة تلفزيونية بعنوان «العناد» من تأليف عبد الله السعداوي وإخراج عبد اللطيف القرقاوي في «تلفزيون دبي».
وعرف الراحل بحساسيته الإدارية العالية، كما تميز في الإشراف على الأعمال الفنية التي مثلت الإمارات في العديد من المحافل العربية والدولية، وقد انطبع شغله بالجدية والرصانة، وكرس كل وقته وطاقته لمتابعة وتحقيق وتدقيق العروض والورش والمهرجانات والملتقيات المسرحية في السنوات الأخيرة.
وكان الراحل قد تلقى تعليمه في مدارس الكويت، وتخرج في كلية الآداب/ قسم اللغة العربية بجامعة الكويت عام 1977.
عاد إلى الإمارات عام 1977، وعمل باحثا بقسم العلاقات العامة، في بلدية الشارقة حتى عام 1980، كما عمل بإذاعة الإمارات العربية المتحدة من الشارقة كمعد ومقدم برامج.
من مؤسسي مجلة «الرولة»، الصادرة عن مسرح الشارقة الوطني، وتسلم مسؤولية سكرتير تحرير للمجلة عام 1979.
وقد تميز مساره المهني، وارتبط بالعمل الثقافي، إذ عمل في الفترة من 1980 ـ 1989 في وزارة الثقافة والإعلام، وكان مسؤولاً عن قسم العلاقات العامة، وهو نشط في إعداد وتقديم العديد من البرامج الفنية والثقافية بتلفزيون الإمارات العربية المتحدة من أبوظبي، وفي 1980 شارك بتأسيس النادي الثقافي العربي بالشارقة، ثم عمل معداً ومقدماً للبرامج في تلفزيون الشارقة الفترة من 1989 ـ 1991، وانتقل بعدها للعمل في صفة مدير الشؤون الثقافية بدائرة الثقافة والإعلام، وكان منسقاً عاماً لدورات مهرجان أيام الشارقة المسرحية منذ 1984 إلى 2006.
وكان الراحل قد كُرم في الدورة العاشرة من مهرجان الفرق الأهلية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي استضافته الكويت، وفي يناير من العام الجاري كرمته الهيئة العربية للمسرح في مهرجان المسرح العربي الذي نظم في الشارقة.
عدد اليوم
