السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

صالح المسلم: جرأة غازي القصيبي ألّبت المتطرفين عليه

صالح المسلم: جرأة غازي القصيبي ألّبت المتطرفين عليه
18 أغسطس 2014 22:50
فاطمة عطفة (أبوظبي) نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ـ فرع أبوظبي في مقره بمعسكر آل نهيان، أمسية أدبية بمناسبة الذكرى الرابعة لرحيل الشاعر والروائي والأكاديمي والسياسي السعودي الراحل غازي عبد الرحمن القصيبي، قدم فيها الدكتور صالح عبدالله المسلم محاضرة استعرض فيها لمحات من حياة الأديب الراحل ومواقفه الإنسانية وتجربته الإبداعية في الشعر والرواية والمقالة، وذلك بحضور د. صالح الدوسري، المستشار الثقافي في سفارة المملكة العربية السعودية، وعدد من محبي أدب الفقيد وجمهور الاتحاد. وفي مستهل الأمسية ألقى الشاعر حبيب الصايغ كلمة رحب فيها بالدكتور المسلم، الكاتب السعودي المستشار الإعلامي في جريدة «الرياض»، مشيراً إلى علاقته بالأديب القصيبي من أيام دراسته في لندن، مؤكداً على أهمية الأعمال الإبداعية التي تركها الأديب الراحل. يقول الصايغ: «غازي القصيبي يمثل ظاهرة تستلزم مزيداً من البحث حول العلاقة بين المثقف والسلطة. . كان رجل سياسة بالمعنى الحقيقي والعميق، وبالمستوى نفسه كان مبدعاً وأديباً ومثقفاً». وبيّن أن القصيبي، بالإضافة إلى مسؤولياته السياسية، كان «من دعاة الحرية الكبار، سواء من خلال أعماله كمبدع أو كمنظر ومفكر، وهنا تأتي إشكالية المثقف في علاقته بالسلطة». وقدم الشاعر محمد نور الدين المحاضر المسلم مشيراً إلى لمحات من حياته العلمية والعملية، ثم ألقى مقطعاً من قصيدة للشاعر القصيبي جاء فيها: «جميع المطارات عندي سواء/ جميع الفنادق عندي سواء/ وكل ارتحال قبيل الشروق وبعد المساء سواء. . . / وحين أغيب وراء المغيب/ يقولون كان عنيدا/ وكان يقول القصيدا/ وكان يحاول شيئا جديدا». بدأ الدكتور صالح المسلم حديثه معبراً عن سعادته بأن يتحدث عن الأديب الراحل وتجربته الأدبية واصفاً الراحل القصيبي بأنه الرجل الأكاديمي والاستثنائي والقيادي والشاعر والروائي بامتياز، قائلا: «الكثير كتب عنه كشاعر ومفكر وسياسي لكن نادراً جداً من كتب عنه كإنسان». وأشار المحاضر إلى أن إنسانية الراحل تفوق كل هذه الصفات القيادية والمراكز الأدبية، موضحاً أن سبعين عاماً أصدر فيها حوالي 70 كتاباً، وتوفي وهو يكتب. وأضاف أن الأديب الفقيد «كتب في الرواية والشعر والمقالة وفي الإدارة، لكن كل هذا لم يشغله عن عمل وفعل الخير». وكشف المسلم بأن القصيبي كان يمنع أن يكشف عن عمل الخير الذي يقدمه لأنه عمل إنساني لا يجب الإعلام عنه. وبحسرة وعتب تابع المحاضر قوله: «من المخجل أن تأتي الذكرى الرابعة لرجل بمثل قامة الراحل القصيبي ولم نتذكره ليتعلم أجيالنا عنه، ومن المخجل أيضاً أن نتذكره أو نكتب عنه قليلا فهو أكبر من حجمنا. . وحجم المناسبات، مع احترامي لكل المناسبات العربية». وتابع المحاضر عتبه قائلا: «من أربعة أيام كانت ذكرى رحيله ولم تنتبه الصحف العربية والخليجية، وخاصة السعودية بالذات. وما كتب أشياء قليلة، وهذه نقطة سلبية بحق هذا الرجل». وخلال الأمسية قرأ المسلم مقاطع من عدة قصائد منها قصيدة «السبعين» يقول فيها: «ماذا تريد من السبعين يا رجل. . لا أنت أنت ولا أيامك الأول/ جاءتك حاسرة الأنيابي كالحة. . كأنما هي وجه سله الأجل/ أواه سيدتي (السبعون) معذرة. . إذا التقينا ولم يعصف بي الجدل/ قد كنت أحسب أن الدرب منقطع. . وأنني قبل لقيانا سأرتحل». وتابع الحديث عن مزايا القصيبي مشيرا إلى أنه كانت لديه عفة ونزاهة كبيرة فهو لم يأت ليأخذ بل ليعطي. وتابع المحاضر مستعرضا بعض المحطات التي كانت عثرات في طريق الراحل عندما هاجمه المتطرفون وقت إصدار ديوان «راية بلا حدود» وطلبوا من الملك فيصل سحب الديوان، وبعد التحقيق تبيّن أن ما كتب فيه لا يمس الأخلاق ولا الدين، ثم عادوا من جديد ليهاجموه بعدها عين سفيراً في البحرين، معتبراً أن الراحل كان شاعراً جريئاً حيث كتب «آخر قصائد المتنبي إلى سيف الدولة» جاء بعدها من يهاجمه ويتجنى عليه. وقد عدد المحاضر صالح المسلم بعض مآثر الراحل قائلاً: «كان يعتبر أن القيادة مسؤولية وليست سلطة، كان متواضعاً مع الآخرين، يحترم الوقت إلى حد أنه قال مرة «أنتم تعتقدون أن الوقت بالساعة وأنا عندي بالثانية». وأضاف: كانت القيادة عنده هي فن التأثير في الآخرين، ويوم كان سفيرا في البحرين حوّل السفارة إلى اجتماعات ثقافية وخيرية، إلى جانب مواقفه الجيدة من القضية الفلسطينية. وفي آخر حياته تولى وزارة العمل، وقد أسس صندوق الموارد البشرية بحيث تدفع الدولة النصف والنصف الآخر من أهل الخير. وأشار إلى أن القصيبي أحد رموز الحركة الشعرية السعودية الحديثة، وله عديد من المجموعات الشعرية، منها: «معركة بلا راية»، و«للشهداء»، و«حديقة الغروب». كما كانت له تجربة متميزة في فن الرواية، ومن أعماله «شقة الحرية»، و«العصفورية»، و«سبعة» و«حكاية حب» وسواها، فضلاً عن مساهمات كثيرة في الصحافة، حيث كتب في أشهر الصحف السعودية والعربية. وجدير بالإشارة أن القصيبي كان قد تولى عدداً من المناصب والمسؤوليات، منها: أستاذ مساعد في كلية التجارة في جامعة الملك سعود في الرياض، ومستشار قانوني في وزارة المالية ووزارة الدفاع والطيران، كما أصبح عميداً لكلية العلوم الإدارية في جامعة الملك سعود، ثم وزيراً للصناعة والكهرباء، ووزيراً للصحة، وسفيراً لبلده في الكويت، ثم البحرين، ثم لندن، وعاد وزيراً للمياه والكهرباء، ثم وزيراً للصحة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©