الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكمبيوتر لا يخطئ

21 يناير 2012
هناك العديد من المدراء والرؤساء.. وعلى مختلف الأصعدة والمجالات، وعلى مختلفة الفئات والطبقات.. يغفلون أن موظفيهم هم بشر وليسوا آليين، وينسون ولو لوهلة بسيطة وقليلة، أن هؤلاء الموظفين الذين يديرونهم، ويرأسونهم، هم أناس عاديون، وليسوا أناساً خارقين، قادرين على تلبية كافة الطلبات والأوامر التي تأتيهم من فوق رؤوسهم من مرؤوسيهم، في لحظة واحدة وبسرعة البرق، كما لو أنهم رجال آليون، صمموا وصنعوا ليقولوا نعم ولا يعرفون سوى هذه النعم، وكلمة لا لم يتم إدخالها في “شرائحهم الإلكترونية”، ولم يتم برمجتهم ليفهموا هذه الـ “لا” أو يتلفظوا بها، فهم الموظفون الذين طالما حلم بهم بعض المدراء والرؤساء، وطالما رغبوا باستبدال الأجساد البشرية التي تعج بشركاتهم ودوائرهم، بمثل هؤلاء من الحديد “المعدن” والدوائر الإلكترونية والعقول الصناعية. هؤلاء المدراء نسوا أو لنقل تناسوا أن هذه اللحوم البشرية التي تملأ وتعج بالشركات والمؤسسات والدوائر.. هي التي قامت بوضع الأسس والأساسيات لمثل هؤلاء الرجال الآليين، الذين يمتازون بالذكاء الاصطناعي فائق الحدة. ونسوا أيضاً أنهم هم “الموظفون” من خط الخطوط، وصف الأوامر، ورسم المخرجات.. للبرامج الإلكترونية التي تسير عليها اليوم كبرى الشركات العالمية، التي بدأت بالمطالبة بالتقليص من الأجساد البشرية، واستبدالها بآلة “الكل في واحد” القادرة على إتمام أعمال عشرات الموظفين في آن ووقت واحد، والتي لا تحتاج إلا للقليل من الشحنات الكهربائية لتمارس عملها اليومي على أتم وأكمل وجه. اليوم ونحن نتجاوز عتبة سنة 2012، التي وصفها الكثيرون من الخبراء والمختصين، بأنها ستكون السنة التكنولوجية بحق، وأن الكثير من الاختراعات التكنولوجية التي كانت مجرد أوهام وخيالات، ستتحقق في هذه السنة، وستطرح للمستهلك الذي أصبح وفي بعض الأحيان ولبعض الشركات عنصرا غير مرغوب فيه، وشخص لم يعد يقدر على مواكبة التطور السريع الذي يمر به العالم، وأصبح يقارن بالرجل الآلي أو الكمبيوتر الشخصي، من حيث الفاعلية والذكاء والمهارة والقدرة على إنجاز الأمور، فالإنسان يخطئ وبكثرة، ولكن الكمبيوتر لا يخطئ ولو بالقليل، وإذا افترضنا أنه أخطأ، فالسبب يعود أيضاً على الموظف “المهمل”، الذي أخطأ في التعامل مع هذه الجهاز الإلكتروني. هذا الموظف المسكين، لن يجد في المرحلة القادمة، مكاناً له بين هذا التزاحم الإلكتروني الكثير، ولن يستطيع تحمل ضغوط مرؤوسيه المستمرة والكثيرة، بسبب أو بدون سبب، ولن يتمكن هذا الموظف في مرحلة معينة، من الاستمرار على هذا الوضع الذي لا يرضي عدوا ولا حبيبا، ولن يعود بمقدوره هز رأسه بالموافقة على ما يمليه رئيسه من أوامر وطلبات.. ولن يرضى من اليوم فصاعداً بهذه المقارنة “المجحفة” بينه وبين الكمبيوتر، والتي بدأت تلوح في أفق بعض الشركات، ما يدفعه لكسر أو تحطيم هذا الكمبيوتر وهذا الرجل الآلي، الذي اخترعه هو أو أحد بني جنسه من البشر. المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©