الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"جوجل الزواج" .. مهنة جديدة في السعودية

2 أغسطس 2011 13:26
لا تختلف السعودية كثيرا عن غيرها من البلدان العربية التي تنشط فيها الزيجات خلال فترة الصيف. إلا أن الأعراف الخاصة بالزواج فيها تختلف عن غيرها، حيث تحظر العادات والتقاليد أي تواصل بين الشاب والفتاة قبل «كتب الكتاب» وإتمام المراسم الرسمية. وفي حالة ما إذا كان الزوج غريبا عن العائلة التي يرغب في الارتباط بها، يقوم أهل الزوجة بالبحث والتمحيص وجمع المعلومات حول الشاب المتقدم لتحديد مدى مناسبته ليكون زوجا مستقبليا لابنتهم. من هنا بدأت فكرة «غوغل الزواج" التي لا يقصد بها بالطبع محرك البحث العالمي، الذي يكاد يحصي كل شاردة وواردة، بل تطلق على الشخص الذي يوكله أهل العروس بمهمة البحث عن جميع ما يتعلق بالعريس الجديد، مقابل مبلغ من المال، بحسب ما أوردته صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية التي نشرت تقريراً عن الظاهرة. والوظيفة الجديدة نوعا ما امتهنها بعض الشباب، لكونها لا تحتاج إلى جهد كبير بقدر ما تحتاج إلى علاقات متعددة وضمير حي. ويقوم أهل الزوجة بدفع مبلغ من المال إلى هذا الشخص ليبدأ البحث والتحري عن ماضي الزوج المتقدم، وعن علاقاته الاجتماعية سواء في العمل أو في منطقته السكنية، ناهيك بزملائه وممارساته اليومية، كما يجب ألا يغفل عن أمر مهم، وهو مدى محافظته على الصلاة. ويرى عبد الرحمن القحطاني، وهو أحد الشباب الذين اتخذوا من هذه المهنة مصدر رزق لهم، أن مهنته مستمرة طوال العام، إلا أنها تنشط خلال فصل الصيف باعتباره الموسم الذي تنشط فيه الزيجات، لافتا إلى أن عائلة الزوجة، في الغالب ما تعتمد عليه بشكل كبير، لتحديد ردهم بالإيجاب على هذا الزواج من عدمه، خصوصا في ظل انتشار رقعة السكان، وتخالط الناس. القحطاني يعتقد أن هذه المهنة الجديدة، وإن كانت انطلاقتها في البدايات تتمحور حول الاهتمام بالبحث لصالح الأقارب أو الأصدقاء مقابل مبلغ رمزي، إلا أنه سرعان ما انتشرت، وأصبحت الطلبات تنهال عليه بشكل كبير، خصوصا أنه يعتمد على قاعدة كبيرة من العلاقات الواسعة. ويشير إلى أن الأجر الذي يتقاضاه مقابل أي عملية بحث، يتراوح بين 2000 ريال (533 دولارا) إلى 3000 ريال (800 دولار)، كأجرة مهمة بحث واحدة تفصيلية لزيجة هنا أو هناك. من جهته، يقول الشاب راشد السعيد الملقب بـ«غوغل الزواج»، إن حجم الطلب على خدماته بات أمرا واقعا وملحا، وعندما يكون الزوج من مدينة أخرى، فإن مهمة البحث عن ماضيه ومستقبله تكون صعوبتها أكبر، إلا أن ما يسهل المهمة هو المبلغ الذي يقدمه أهل الزوجة مقابل هذه الخدمة، لافتا إلى أن هذه الوظيفة تعتمد على الذمة والضمير الحي بالدرجة الأولى، لأن الزواج، بحسب وجهة نظره، مسألة حياة أو مصيرية، لا يعتمد على المساومات أو التراخي أو المجاملات. يقول «أنا أنقل ما أراه وما أجده في تاريخ الرجل، وما أحصل عليه من معلومات أقوم بنقله بشكل مباشر إلى أهل الزوجة دون زيادة أو نقصان، فبعض الأحيان وبعد الحصول على معلومات عن الزوج، يكون قد كذب في بعض الأمور أو لم يكن واضحا بشكل كبير، مما قد يلغي فكرة الزواج في بعض الحالات». وفي نفس الموضوع يقول عبد الله الدوسري إن مهنتهم ليست جديدة بل هي قديمة، إلا أن الانتشار الجغرافي خصوصا في المدن الكبرى مثل الرياض وجدة والدمام، جعل الاعتماد عليهم مهما، في ظل التخوف الكبير على مستقبل بنات الأسر. ويضيف الدوسري أن السؤال عن الزوج في العمل ولدى الجيران ومدى سلوكه وخلقه والتفاصيل الأخرى، أمور مهمة لتحديد مدى مناسبته للزواج، في حين يرى أن المجتمع السعودي لا يغفل موضوع محافظة الزوج على الصلاة، باعتبارها ركنا أساسيا للموافقة من عدمها، كما أن التدخين من الأمور التي ترفضها بعض العائلات، مبينا أنه كلما زادت المعلومات المقدمة عن الزوج زاد الطلب على الباحث مستقبلا، بل بعض أبناء مهنته يقدم تقريرا شاملا عن الزوج منذ ولادته، وحتى يوم إعداد التقرير الخاص به، فلا مجال للفرار منهم إلا إلى الحقيقة كما يرونها، بل إن البعض يأتي بتقارير رسمية لمعرفة التفاصيل الدقيقة عن الزوج بشكل أوسع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©