الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حرب "فيسبوكية" على المسلسلات الرمضانية

حرب "فيسبوكية" على المسلسلات الرمضانية
2 أغسطس 2011 16:46
ساد شعار "مقاطعة المسلسلات الرمضانية" عشرات الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" خلال الأيام الماضية. وتقاطعت أسباب الدعوة للامتناع عن مشاهدة "وجبة" رمضان الدرامية بين السياسي والديني. ويدلل تراجع عدد المسلسلات العربية في رمضان إلي نحو النصف على أزمة الدراما العربية، نظراً لتراجع الإنتاج المصري هذا العام بسبب أحداث الثورة المصرية في يناير الماضي وما تلاها من اضطرابات سياسية مستمرة حتى الآن، حيث أن مصر تمثل الحصان الرابح في إنتاج الدراما التلفزيونية، كما انخفض عدد المسلسلات السورية، الرائدة في الدراما التاريخية، بسبب الاضطرابات السياسية المستمرة منذ مارس الماضي. ويشير د. عادل عابد، الأخصائي الاجتماعي، إلى أن حملات مقاطعة الإسفاف ليست بجديدة على مجتمعتنا العربية. ولكن الجديد هذا العام هو المقاطعة لأسباب سياسية نتيجة مواقف بعض الفنانين من الحراك السياسي الحادث في بعض الدول. ويؤكد أن هذه المقاطعات بدأت تؤتى ثمارها، حيث أن هناك بعض المحطات التلفزيونية امتنعت عن شراء وتسويق بعض الأعمال الدرامية خوفاً من حملات المقاطعة التي ربما تصرف نظر المعلنين عنها. مقاطعة "القوائم السوداء" انتشرت حملات المقاطعة للدراما في رمضان بسبب المواقف السياسية تحت ما سمى مقاطعة "القوائم السوداء"، وهى القوائم التي ضمت عشرات الأسماء من كبار نجون الفن والدراما العربية. ودشن النشطاء في مصر خلال فبراير الماضي أول قوائم "العار" للفنانين، وهي القوائم التي سرعان ما انتشرت عربياً "كالنار في الهشيم" على صفحات "فيسبوك". وكان أول المستهدفين بهذه القوائم الفنان المصري عادل إمام، الذي أدان المطالب السياسية للمتظاهرين خلال ثورة 25 يناير، وهو ما جعل البعض يطالب بمقاطعة مسلسل "ناجى عطا الله"، الذي يقوم ببطولته، بعد غياب عن الدراما التلفزيونية لأكثر من 25 عاماً. غير أن المسلسل تم تأجيله بسبب عدم الانتهاء من تصويره. وهناك أيضاً الممثلة المصرية غادة عبد الرازق، التي واجهت المقاطعة لنفس السبب، وهو خروجها في مظاهرات داعمة للرئيس السابق حسنى مبارك، الأمر الذي يجعل مسلسلها الجديد "سمارة" الذي يعرض في شهر رمضان يواجه شبح المقاطعة، حيث دشن عشرات الناشطون على "فيسبوك" حملات لمقاطعة المسلسل تجاوز مشتركوها 18 ألف مشترك. وثالث أضلاع المثلث كان المطرب تامر حسنى الذي انضم أخيراً إلى الدراما بمسلسله الجديد "آدم"، والذي يواجه مقاطعة أيضاً بسبب سب بطل العمل للمتظاهرين في التحرير، هذا فضلاً على أن منتج العمل هو نجل صفوت الشريف الأمين السابق للحزب الوطني المنحل والذي يقبع حالياً في السجن. ويقول علاء كمال، محاسب يقيم في أبوظبي، إنه يعتزم بالفعل مقاطعة مسلسلات النجوم الذين هاجموا "الثورة" المصرية، مشيراً إلى أنه يجب أن يحس النجوم بأن لموقفهم السياسي ثمن. في المقابل اعتبرت منال السيد، مصرية في الثلاثين من عمره، أنها لا تعرف أصلاً بوجود حملات للمقاطعة. وفى سوريا، يواجه عشرات الفنانين حملات مقاطعة أبرزهم سولاف فواخرجي وزوجها المخرج وليد رمضان، والممثلة سوزان نجم الدين، وباسم ياخور، وأمل عرفة، ودريد لحام. الأمر الذي جعل المخرج السوري نجدت أنزور، صاحب مسلسل "فى حضرة الغياب"، الذي يروى قصة حياة الشاعر محمود درويش. يصدر بياناً حول دعوات المقاطعة، مؤكداً فيه أن هناك قرار عربي غير معلن يقضي بمقاطعة الدراما السورية، أو على الأقل شرائها بأبخس الأسعار. وقال أنزور " صرنا بحاجة إلى خريطة طريق كي نصل إلى المحطات العربية"، معتبراً أن الفن لا ينفصل عن السياسة . وعلى الرغم من انخفاض الإنتاج السوري هذا العام إلى نحو الثلث تقريباً، فإن بعض الأعمال لم يسوق ولم يجد قنوات تلفزيونية ليشتريه الأمر الذي جعل بعض الأعمال تؤجل لآجل غير مسمى واختار منتجوها خسارة هذا العام على أمل أن تهدأ الأوضاع السياسية في البلاد ويتم تجاوز ما أطلق عليه صناع الدراما في سوريا" محنة الدراما". ويقول د. عابد: "ربما رمضان المقبل سوف يكون "الترمومتر" بالنسبة لأثر المقاطعة، وليس شهر رمضان الحالي لآن الأوضاع السياسية سوف تكون قد استقرت وصار هناك غالب ومغلوب وهو ما سيكون له أثر كبير على سوق الدراما وحملات المقاطعة سواء بسبب تيارات دينية محافظة أو بسبب بعض المواقف السياسة. وأكد أن المشاهد العربي أصبح لديه الآن عشرات بل مئات الخيارات بين النجوم وأعمالهم الدرامية. كما أن الوعى أصبح أكثر ومن ثم فإن حملات المقاطعة سوف تؤثر بشكل أو بأخر، وهو الامر الذي جعل بعض الفنانين في بلدان أخرى عقب الثورة في تونس ومصر أن يكونوا أكثر دقة ولو على طريقة "مسك العصا من المنتصف" على حد قوله. وبرز على مواقع التواصل الاجتماعي مواقف من حملات المقاطعة لأسباب سياسية، لعل من أبرزها ما قاله وائل قاسم، شاب مصري، إن الممثلين اتجهوا للإغراء لمواجهات القوائم السوداء. واعتبر كثيرون أن تامر حسني وغادة عبد الرازق يتحديان بمسلسليهما حملات المقاطعة، حيث أشار أكثر من استطلاع إلى أن "آدم" و"سمارة" سيتصدران نسبة المشاهدة خلال رمضان. محاربة "الخلاعة" بجانب قوائم المقاطعة السياسية للدراما، برزت خلال الأسابيع الأخيرة ظاهرة الدعوات على "فيسبوك" لمقاطعة المسلسلات لأسباب دينية وأخلاقية. فقد أنشاء المئات من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صفحات لمقاطعة مسلسل "الحسن والحسين" التاريخي، بسبب تجسيده لشخصيتي حفيدي النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، ودعم هذه المقاطعة التي جذبت ما يفوق عشرات الآلاف على "فيسبوك"، فتوى الأزهر بعدم جواز تجسيد شخصيات الصحابة أو أحفاد الرسول في الدراما. ودشن البعض حملات لمقاطعة للدراما التلفزيونية تحت شعار" رمضان أحلى من غير مسلسلات هذه السنة" واستغلال قلة إنتاج الدراما هذا العام بغرض التفرغ للعبادة. ومنها أيضاً حملات التحريم التي تطالب بمقاطعة المسلسلات. ويقول إبراهيم محمد، مدرس (37 عاماً)،: "أوافق تماماً على قرار الأزهر بمنع عرض مسلسل "الحسن والحسين ومعاوية" على القنوات الفضائية المصرية"، معتبراً أنه يجب الوقوف أمام ما اعتبره "الفن الإيراني"، الذي يقبل بتجسيد الشخصيات الإسلامية في الدراما. ومن جانبه، تعتبر ناهد متولي، ربة منزل، إنه لا يمكن التعامل مع المسلسلات على إنها "حرام"، فالملايين تتابع المسلسلات في رمضان، ولكن ترى أن هناك ضرورة للتفرقة بين الأعمال الجيدة والأعمال التي تحتوى على مشاهد وقصص خادشة للحياء، مثل مسلسل "زهرة وأزواجها الخمسة"، الذي عرض العام الماضي. ولكن إعلان الرفض لعرض المسلسلات كان واضحاً على مواقع التواصل الاجتماعي، فأمال أبو سعدة تقول على "تويتر": "نفسي رمضان الجاي ما يكونش (لا تكون) فيه مسلسلات". كتب طيف، شاب سعودي، "إلى الفضائيات والإعلام العربي اكتفينا من مسلسلات الشعوذة والسحر والدجل والإدمان والخلاعة رجاء خاص لا تجعلوا شهر رمضان مرتع لتفاهة الأهداف". ويتساءل محسن الحميداني، وهو شاب كويتي: "هل يستطيع الكويتيون أن يقاطعوا مسلسلات الرذيلة التي سوف تعرض على القنوات التلفزيونية". ومن أبرز الأعمال الدرامية المصرية التي تواجه شبح المقاطعة لنفس السبب مسلسل" كيد النسا" الذي تقوم ببطولته الراقصة فيفي عبده والممثلة سمية الخشاب والذي أثار عرض كليب ترويجي له على أحد القنوات الفضائية أصداء كبيرة حيث طالب البعض بمقاطعة جميع القنوات التي تعرضه والتي اعتبروها تحض على الرذيلة. في المقابل، برز على "تويتر" و"فيسبوك" أن عددا كبيرا جدا من الشباب العربي حريص على متابعة المسلسل، بل تناقل الشباب والشابات مواعيد عرض المسلسل على الفضائيات العربية. وشاهد تحميل تتر المسلسل على "يوتيوب" أكثر من 300 ألف شخص خلال أسبوع واحد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©