الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التأني والتثبت

2 أغسطس 2011 22:36
يخبرنا الله في كتابة عن نبيا سليمان عليه السلام وكيف أن الله تعالى أعطاه من القدرة على فهم لغة المخلوقات الأخرى، ومن أظهر المواقف قصة نبي الله سليمان مع الهدهد، يقول الله تعالى: (وَتَفَقَّدَ ?لطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِي لَآ أَرَى ?لْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ ?لْغَآئِبِينَ «20» لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَـ?نٍ مُّبِينٍ «21» فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَال أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ «22» إِنِّي وَجَدتُّ ?مْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ «23» وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ للشَّمْسِ مِن دُونِ ?للَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ ?لشَّيْطَـ?نُ أَعْمَـ?لَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ ?لسَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ «24» أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ ?لَّذِي يُخْرِجُ ?لْخَبْءَ فِي ?لسَّمَـ?وَ‌?تِ وَ?لْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ «25» ?للَّهُ لَآ إِلَـ?هَ إِلا هُوَ رَبُّ ?لْعَرْشِ ?لْعَظِيمِ «26» قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ ?لْكَـ?ذِبِينَ «27». فإن الهدهد لما أخبره بما تقوم به بلقيس وقومها، من سجودهم للشمس وعبادتهم لها من دون الله، تأنى سليمان عليه السلام، ولم يعاجلهم بحكم أو نحو ذلك بل قال: (قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ) “النمل”. ثم أرسل مع الهدهد رسالة يدعوهم إلى الإيمان بالله وعبادته وحده. وهنا كان القرآن يرشدنا عبر هذه الحادثة وغيرها وأحياناً بصريح القول بأن نتثبت في أحكامنا على الآخرين وأن لا نتعجل حتى نتيقن ونتثبت من صحة الخبر أو من أي فعل نراه من الآخرين قال تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) “الحجرات”. ويرشدنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأن نتثبت في أمورنا كلها وأن نتأنى فعاقبة التأني خير. قال - صلى الله عليه وسلم -: (السَّمْتُ الحسن والتؤدة والاقتصاد جزء من أربعة وعشرين جزءًا من النبوة) “الترمذي”. وقال - صلى الله عليه وسلم - لأحد الصحابة: (إنَّ فيك خصلتين يُحِبُّهُما الله: الحـلم، والأناة) “مسلم”. وقال - صلى الله عليه وسلم -: (الأناة من الله، والْعَجَلَةُ (التسرع في غير موضعه) من الشيطان) “الترمذي”. ما أحوج الزوجان في تعاملهما مع بعضهما أن يتحليا بالتأني والتثبت وما أحوج الأرحام ما أحوج الموظف في عمله كل حسب مكانته والصاحب أن يتحلوا بهذه الصفة العظيمة التي لها تأثير في دوام العشرة الطيبة. لا تعجلن فربما عجل الفتى فيما يضره ولربما كره الفتى أمرا عواقبه تسره ولكن مع العبادة والتقرب إلى الله فالحال مختلف. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (التُّؤدة في كل شيء إلا في عمل الآخرة) “أبو داود”. ويقول سبحانه: (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين)، “آل عمران، 133”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©