الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسماء بنت عميس

2 أغسطس 2011 22:38
أسماء بنت عميس المهاجرة والصابرة الخثعمية المهاجرة هجرتين، لقد أسلمت مع الأوائل قبل أن يدخل رسول الله دار الأرقم. ودافعت عن دينها مع زوجها جعفر بن أبي طالب ابن عم رسول الله. فكانت خير زوج له، ولما هاجر إلى الحبشة مع المهاجرين الأولين هاجرت معه أسماء، وبقيت معه هناك أكثر من سنين وولدت أولاداً في أرض الحبشة، وهم عبدالله ومحمد وعون، ولما عادوا من الحبشة هاجرت إلى المدينة المنورة مع زوجها، تسهر على بيتها وتربي أولادها وتحضر مع المسلمين حيث حضروا، ولما توفي زوجها حزنت عليه وقامت على تربية أولادها أحسن قيام. ثم تزوجها أبو بكر الصديق لدينها وأخلاقها فولدت له محمد بن أبي بكر في حجة الوداع، وكانت خير زوجة حتى أنه أوصى أن تغسله بعد وفاته، فحققت له وصيته، وحافظت على عهده ومودته ثم تزوجها بعد ذلك علي بن أبي طالب فولدت له ولدين وهما: يحيى وعون. قال أبو موسى الأشعري: خرجنا من اليمن إلى رسول الله فركبنا سفينة فألقتنا إلى النجاشي بالحبشة فوافقنا جعفر بن أبي طالب وأصحابه عنده فقال: لقد بعثنا رسول الله ها هنا وأمرنا بالإقامة فأقيموا معنا فأقمنا معه حتى قدمنا جميعاً فوافقنا النبي صلى الله عليه وسلم وقد افتتح خيبر فأسهم لنا وأعطانا منها، وما قسم لأحد غاب عن خيبر إلا أصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه، فكان ناس يقولون لنا أي لأصحاب السفينة: سبقناكم بالهجرة. فدخلت أسماء على حفصة زوج النبي زائرة، وقد كانت هاجرت إلى النجاشي فيمن هاجر إليه فدخل عمر على حفصة وأسماء عندها، فقال عمر حين رأى أسماء: من هذه؟ قالت: أسماء بنت عميس فقال عمر: الحبشية، هذه البحرية، هذه؟ فقالت أسماء نعم. فقال عمر: سبقناكم بالهجرة فنحن أحق برسول الله منكم فغضبت. وقالت: كلا يا عمر، كنتم مع رسول الله يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم وكنا في أرض البعداء في الحبشة وذلك في ذات الله عز وجل وفي رسول الله، والله لا أطعم طعاماً ولا أشرب شراباً حتى أذكر ما قلت لرسول الله ووالله لا أكذب ولا أزيد على ذلك، فلما جاء النبي قالت له يا نبي الله إن عمر قال: كذا وكذا. فقال النبي: فما قلت له؟ قالت: قلت كذا وكذا، فقال الرسول (ليس بأحق بي منكم، وله ولأصحابه هجرة واحدة، ولكم يا أهل السفينة هجرتان). قالت أسماء: فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة إرسالاً، أي جماعات يسألونني عن هذا الحديث، ما من الدنيا شيء هم أفرح به ولا أعظم في أنفسهم مما قال رسول الله. وقد تفاخر: محمد بن جعفر، ومحمد بن أبي بكر وكانا في حجر علي بن أبي طالب زوج أمهما فقال: كل منهما أنا خير منك، وأبي أكرم من أبيك، فقال لها علي بن أبي طالب زوجها: اقضي بينهما، فقالت ما رأيت شاباً خيراً من جعفر، ولا كهلا خيراً من أبي بكر، فقال لها علي رضي الله عنه فما أبقيت لنا شيئاً فقالت أسماء: إن ثلاثة أنت اقلُّهم لخيار. لقد سطرت أسماء في صفحة التاريخ حسن المعاملة للزوج والصبر على الشدائد في سبيل الإيمان وعظمة التربية للأبناء وهي مآثر جليلة فرضي الله عنها وأرضاها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©