السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اللوحات الإعلانية تجتاح شوارع المغرب وتهدد السلامة العامة

اللوحات الإعلانية تجتاح شوارع المغرب وتهدد السلامة العامة
2 أغسطس 2011 22:44
تنافس اللوحات الإعلانية المنصوبة في الشوارع المغربية القنوات التلفزيونية والصحف والمجلات، وتتفوق عليها أحيانا بفضل التقنية الجديدة التي تعتمد عليها هذه اللوحات، ويمكن الاطلاع على كافة الأنشطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومعرفة مختلف عروض الشركات التجارية من خلال هذه اللوحات الكبيرة المسندة بأعمدة فولاذية ضخمة أو المعلقة على جدران البنايات، بالشوارع والطرقات الرئيسية وعلى تقاطعات الطرق داخل المدينة وعلى مشارفها. خدمة راقية مع طغيان سلطة الإعلان بمختلف وسائله باتت هذه اللوحات الإعلانية تشكل مساحة مهمة من الطبق الإشهاري المفضل لدى المستهلك المغربي، باعتبارها تقدم خدمة إعلانية راقية على لوحات متحركة وإلكترونية جذابة، لكن الإقبال المتزايد على هذه التقنية تسبب في طغيان اللوحات وكثرتها حتى أصبحت تغطي الإشارات المرورية، وأسماء الشوارع وتلوث البيئة، وتهدد حياة المارة بسقوطها بسبب انعدام الصيانة، فضلا عن خداع المستهلك وغياب النكهة الفنية عن بعضها. ويرى مستهلكون أن اللوحات أصبحت وسيلة إعلانية مهمة يتعرفون من خلالها على عروض الشركات ومواعيد التظاهرات الفنية والأحداث الاجتماعية المهمة، كما أنها تنبههم إلى اقتراب حلول المواسم والأعياد والعطل، ويقول سعيد بنزهرون (موظف) “اللوحات الإعلانية تطورت كثيرا وأصبحت تعتمد على تقنية الصور المتحركة على شكل موجات تتمايل في كل اتجاه مشكلة صورا تتغير باستمرار، مما منح اللوحات أهمية خاصة جعلتها جزءاً من زينة الشارع ومنظرا عصريا جميلا”. وعن أكثر ما يستوقفه في إعلانات اللوحات، يقول بنزهرون “تعجبني، لأنها لوحات صامتة تطلع المستهلك عن كل جديد بأسلوب فني راق خال من أي ضغوط كالتي تستخدم عبر التلفزيون، حيث أنها تمنح المستهلك فرصة للتعرف على الجديد وهو يتجول في شوارع المدينة أو يقف بانتظار إشارة المرور”. وسائل جديدة تعتبر جميلة الراضي (طالبة) أن اعتماد المعلنين على اللوحات المتحركة والإلكترونية، واستغلال الرسوم الكاريكاتورية وآخر المستجدات في التكنولوجيا أسهم كثيرا في تطور اللوحات الإعلانية، وتقول إنها تهتم بأغلب ما تعلن عنه اللوحات الإعلانية، لكن أكثر ما يهمها هو تنزيلات الأسواق الكبرى، وقروض الاستهلاك التي تقدمها المصارف من خلال إعلانات الشوارع. لكن أحمد الشاوني (سائق سيارة أجرة)، يعتبر أن هذه اللوحات مسيئة للذوق العام وتحرض المستهلك على اقتناء المنتجات، كما تسبب حوادث السير بسبب شرود السائقين والمارة واهتمامهم بها أثناء السير والسياقة، ويقول “هذه اللوحات تنتشر كالفطر وتجدها في كل مكان على أسطح الأبنية وفي الشوارع والساحات العامة وفي الطرق السريعة وعلى المباني السكنية والتجارية، ومعظمها لا يحترم المعايير الأخلاقية والذوق الاجتماعي، كما أنها تشكل ضغطا على المستهلك وتشتت انتباه السائقين الذين ينشغلون بقراءة تفاصيل الإعلان، وتسجيل بعض المعلومات على الموبايل أو تصوير الإعلان”. تنظيم سوق الإعلان ويقول محمد البيضاوي، عامل في مؤسسة مختصة في الإعلان، إن “اللوحات الإعلانية تحظى بأهمية كبيرة في سوق الإعلان بفضل التطور الحاصل في هذا المجال مثل استخدام اللوحات ذات الشاشات المتحركة، ووصولها إلى أكبر عدد من المستهلكين المستهدفين والإعلان على السيارات والحافلات”، ويشير إلى أن معايير النجاح في اللوحة الإعلانية تختلف حسب المنتوج والطبقة المستهدفة، لكنها عموما تعتمد على الصورة والعبارة التي يحملها المنتج، ويضيف “طريقة الإعلان يجب أن تكون جذابة وذكية للفت الأنظار، وتبليغ الرسالة بعبارات قصيرة تختصر المعنى دون التشويش على المستهلك وتشتيت انتباهه، كما أنه من المهم تقديم تسلية شيقة في اللوحات الإعلانية واستغلال الشخصيات الكرتونية والتعليقات المحببة والمتداولة في المجتمع”. وعن تكلفة الإعلان، يقول البيضاوي “تتباين تكلفة الإعلان حسب موقع اللوحة ومدة الإعلان والمدينة الموجود فيها، لكن أكثر الإعلانات تكلفة هي إعلانات الشركات العقارية وشركات الاتصالات، وهي أيضا اكثر الشركات تحقيقا للأرباح واكثرها استفادة من تقنية اللوحات الإعلانية الجديدة”. ويشير إلى أن شركات الإعلانات تتضرر بسبب إزالة وتمزيق بعض اللوحات وإطفاء أخرى وقطع الإنارة في بعض الأماكن، وعن المنافسة، يقول “نخوض منافسة كبيرة لاسيما مع دخول وسائل التسويق والدعاية الجديدة مثل الرسائل القصيرة على الهاتف المحمول، ومواقع الإنترنت وإنشاء صفحات على الفيسبوك وإرسال رسائل على البريد الإلكتروني، وتقديم هدايا عينية وإجراء سحوبات وتخفيضات مباشرة في الأسواق التجارية دون الحاجة للدعاية، اضافة إلى منافسة الوسائل التقليدية خاصة التلفزيون والصحف”.
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©