الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مظاهر ظاهرة العنف

26 يوليو 2012
تحت عنوان “ثقافة العنف والعوامل المغذية ـ قضايا فكرية معاصرة سياسية واجتماعية واقتصادية وتاريخية” يستعرض المؤلف إبراهيم بن حبيب الكروان السعدي، جذور نزعة العنف باعتبارها ثقافة تشكل خطرا داهما ومؤلما على الكائن وسائر الكائنات الحية وهي من القضايا التي تشغل بال الحكومات العالمية والرأي العام. يضم الكتاب الصادر حديثا في 431 صفحة من القطع المتوسط وجزء أول عن مؤسسة عمان للصحافة والنشر والإعلان ستة محاور، تعدد مظاهر ثقافة العنف، وذكر الكاتب من ضمنها النتائج التي يخلفها انتشار هذه الثقافة، ومنها سقوط الضحايا البشرية، وتدمير البنى الأساسية للدول، وممتلكات الأفراد، إضافة إلى انتشار الخوف والرعب والهلع الشديد والقلق جراء توسع رقعتها، موضحا العوامل التي ساعدت على تغذيتها. وقد تكون تلك المسببات ناتجة من عوامل داخلية أو عوامل خارجية كالفراغ الروحي والانحراف الفكري وشيوع الظلم وغياب العدالة وعدم فهم واقع الحياة للتأقلم مع الأحداث المختلفة وغيرها من الأسباب التي تؤدي إلى تغذية ثقافة العنف. يؤكد المؤلف في المحور الأول، أن كل بيئة فقدت عامل الدين ولم تتمسك به التمسك الحقيقي معرضة لوباء ثقافة العنف محدثة ارتدادات عكسية في معظم مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية. كما يعتبر إن العنف مظهر من مظاهر العدوانية، موضحا المقصود بالسلوكيات العدوانية والتي تكمن في الرغبة في الدفع والضرب والشجار والنزاع إضافة إلى سرعة الغضب والإهانة اللفظية والنميمة والاستهزاء والشكاية، وفي ضوء الثقافة العدوانية التي تولد العنف بمختلف صوره فيمكن تعريف ثقافة العنف بأنها تلك الثقافة التي تنتشر بين المجتمعات المختلفة الفقيرة والغنية والمتحضرة وغير المتحضرة، كما لا تنحصر أيضا على البيئة العلمية أو غير العلمية فالكل معرض للإصابة بها إذا ما أهمل الجانب الديني. وينتقل الكاتب عبر المحور الثاني إلى نشأة ثقافة العنف، التي أوضح فيها أن هذه الثقافة لم تكن وليدة هذا العصر، وإنما كانت موجودة منذ القرون الماضية معتبرا أن هذه الثقافة مكتسبة.. قد يكتسبها الإنسان من أسرته ومجتمعه أو من خلال التلاحم مع الآخرين. وفي المحور الثالث يستعرض الكاتب بعض التطورات الحديثة وما تحقق على أرض الواقع من تقدم في مجال المعرفة، ويعتبر أن هذه التطورات ساهمت في إحداث تغير جذري في بعض معالم الحياة المختلفة التي قربت المسافات وكسرت الحواجز وعملت على مد جسور التواصل بين الناس. إضافة إلى حديثه عن الاكتشافات المتطورة والمختلفة في العصر الحديث ذاكرا مجال الطاقة كأحد الأمثلة الشاهدة على التقدم لما لها من دور حيوي ومهم في الحياة. وتحدث الكاتب عن العوامل المغذية لثقافة العنف منها العوامل الداخلية كإهمال منهج الهداية الربانية وعدم الاهتمام الجدي بالتعاليم الراشدة للبشرية جمعاء، وعدم فهم واقع الحياة البشرية وتجاهل متطلباتها المختلفة، والاعتزاز بالمواهب الشخصية التي يكتسبها بعض الأفراد، وتغليب المصالح الذاتية للأفراد ووضعها فوق المصالح العامة للشعب، وهضم حقوق الآخرين من الموظفين بمختلف تخصصاتهم وأعمالهم المهنية والإدارية والفنية. كما استعرض الكاتب أيضا في هذا المحور ثقافة العنف وصراعات الاضطرابات المختلفة في بعض دول العالم، والاضطرابات في مصر، مستكملا العوامل المغذية لثقافة العنف كفقدان سيف العدالة القاطع الذي يفصل بين الحق والباطل ومنهج الكبت بمختلف أنواعه وطريقة تقيد مبادئ الحرية المنضبطة جزئيا وكليا، إضافة إلى تطرقه إلى الثورة الشعبية التي تبطل المفعول السحري لقوى الأجهزة الأمنية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©