الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ابن بطوطة.. رحالة العرب

2 أغسطس 2011 23:04
أصبح السفر من بلد إلى آخر أمراً في غاية السهولة، بل أصبح السفر عبر القارات والعبور من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب لا يحتاج من الشخص غير حجز تذاكر سفر وأن يكون على علم بموعد الإقلاع والوصول، ويحمل معه أغراضه التي سوف يستخدمها فقط من ملابس وخلافه. ولكن عندما نعود بالتاريخ إلى الوراء ونتذكر ما سطره عن الرحالة العربي محمد بن عبدالله بن محمد بن إبراهيم اللواتي الشهير بـ «ابن بطوطة» وعن تاريخه وكيف كانت حياته وطباعه الشخصية التي دفعته للقيام بهذه الرحلات وتحمل كل هذه المشقة من أجل المعرفة، ولم يكن يعرف آنذاك أنه يسطر مرحلة أساسية في تاريخ الرحلات. ولد ابن بطوطة في مدينة طنجة بالمغرب عام 1304 ميلادية، وكان والده يتمنى أن يخلفه ابنه في القضاء، فكان حريصاً على أن يعلمة الشعر والأدب، درس العلوم الدينية وحفظ القرآن، إلا أن ما بدأه والده لم يستمر طويلا، فقطع ابن بطوطة دراسته بسبب رغبته في السفر والترحال، ولم يكن يعلم أن ما علمه والده إياه هو ما نمى لديه الشغف على السفر والمعرفة. وكانت رحلة الحج هي أول رحلة يقوم بها ابن بطوطة وهو في الثانية والعشرين من عمره بداية المرحلة ونقطة التحول في حياته، فعندما خرج من طنجة عام 1325م قاصداً الحج وزيارة قبر النبي صلى الله علية وسلم، لم يفضل أن يخرج مع رحلات الحج التقليدية والقوافل، بل فضل أن يتنقل من مركب إلى آخر ومن قافلة إلى أخرى، فكان المهم لديه هو الاستفادة من رحلته بكافة الأوجه ورؤية الناس على اختلافهم وأن يعايش العادات والتقاليد المختلفة. مر ابن بطوطه أثناء رحلته التي استغرقت 24 عاماً بالجزائر وتونس وطرابلس ومصر وفلسطين ولبنان وسوريا والحجاز، وبعد أن قام بحجته الأولى غادر إلى العراق وإيران وبلاد الأناضول، ثم عاد إلى مكة وحج حجته الثانية، ثم قام برحلته إلى اليمن وأفريقيا ثم عاد إلى عمان وخرسان وتركستان وأفغانستان وكابول والهند. وكان ابن بطوطة خلال هذا الترحال الطويل يتعلم ويعلم، فلم تقتصر رحلاته على مجرد المرور بهذه البلاد للتعرف عليها، وإنما كان يقيم فيها ويتلاحم مع أهلها ويتعلم لغتها ويعمل بها، فتولى القضاء في دلهي وخرج ضمن وفد أرسله السلطان محمد شاه إلى الصين. وعندما قرر العودة مر بجزيرة سرنديب والهند والصين ثم عاد إلى وطنه عام 1349 ميلادية، هكذا كانت الرحلة الأولى للفتى الذي بدأها وعمره 22 عاماً ليعود وعمرة 46 عاماً، ولكنه خلال هذه الفترة والتي قمنا بتلخيصها في سطور قليلة، سطر لنا مثالا للرحالة أو المسافر الذي يعلم جيداً فائدة السفر والذي تمكن من التغلب على كل هذه المشقة من أجل المعرفة والعلم. فهل اطلع شبابنا على تاريخ هذا الرحالة العربي قضى اربعة وعشرين عاماً في رحلة واحدة بدون أيه امكانات من أجل المعرفة والثقافة، فقد استحق كل التقدير والذي كلل بأن اطلق العلماء اسمة على إحدى فوهات البراكين بالقمر. صوم مقبول وحياكم الله.. إبراهيم الذهلي | رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©