الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الكاتيناتشو الأبيض» يقضي على خطورة «أجنحة الأسود»

«الكاتيناتشو الأبيض» يقضي على خطورة «أجنحة الأسود»
3 يناير 2018 20:42
الكويت (الاتحاد) على طريقة «الكاتيناتشو الإيطالية»، نجح الدفاع «الأبيض» الصلب، في منع هجوم «أسود الرافدين»، من مواصلة مهمته التي نجحت في الدور الأول، لكنه اصطدم بترسانة دفاعية تكتيكية متوازنة يصعب اختراقها، وكانت مواجهة نصف النهائي بين منتخبنا والعراق ممتعة على المستوى الخططي، حيث تبادل المنتخبان السيطرة عبر أشواط المباراة، لتبلغ نسبة الاستحواذ النهائية للمباراة 50% لكل منتخب، وهو الأمر الرائع الذي نفذه لاعبونا ليحرم «الأبيض» شقيقه العراقي من نقطة قوة أساسية لديه، تتعلق بالاستحواذ على الكرة وتسيير المواجهات حسب إيقاعه، ولم يجد «أسود الرافدين» متنفساً هذه المرة، عندما واجه عمالقة «الأبيض»، تحت قيادة «الداهية» زاكيروني. ولأن أجنحة العراق تُعَد من أبرز أسلحته الهجومية التي توهجت في الدور الأول، فإن إيقافها من قبل دفاع «الأبيض» كان عنصراً فعالاً ومهماً جداً في أحداث هذه المواجهة الشرسة، ليبرهن منتخبنا مرة أخرى على استيعابه تكتيك زاكيروني الدفاعي بصورة باهرة، واعتمد «أسود الرافدين» على طرفيه الأيمن والأيسر في شن 71% من هجماته خلال اللقاء، إلا أن نسبة نجاحها لم تتجاوز 24%، وهو دليل قاطع على تفوق دفاعات «الأبيض» على هجوم العراق المميز في هذه النسخة الخليجية. وتشير الأرقام إلى أن منتخبنا لم يكتف بتنفيذ الشق الدفاعي من خطته الأساسية فحسب، بل ظهر بشكل متوازن في المباراة حيث بلغ مناطق العراق الدفاعية 13 مرة بتأثير جيد، وهو عدد الهجمات المكتملة نفسها للمنتخب المنافس الشقيق، كما قدمت الإحصائيات النهائية للقاء برهاناً صادقاً على ذلك عندما أشارت إلى تنفيذ «أسود الرافدين» لـ 41 غزوة هجومية مقابل 49 هجمة لـ «الأبيض» جاء أغلبها في الشوط الثاني والأشواط الإضافية، مما يعكس الحالة البدنية المميزة التي ظهر عليها لاعبونا، وهي نقطة قوة إضافية تُحسَب للجهاز الفني، لأن هذا التكتيك الدفاعي الملتزم والمعقد يعتمد بنسبة كبيرة على الاستعداد البدني القوى. الندية والتكافؤ بين المنتخبين الشقيقين ظهرا من خلال إجمالي المحاولات على المرميين، حيث سدد كلاهما 7 كرات بين القائمين والعارضة، من إجمالي 13 محاولة إماراتية مقابل 15 للعراق، ولكن تبقى نقطة فاصلة مالت لمصلحة «الأبيض»، حيث استطاع إيقاف خطورة هجوم «الأسود» الذي تصدر قائمة الأفضل في الدور الأول، وهو ما يظهر من حصول العراق على 5 فرص فقط للتسجيل طوال المباراة، وهو عدد الفرص نفسها التي أتيحت لـ «الأبيض»، بل إنها كانت أكثر خطورة أيضاً. دفاع منتخبنا أجاد تنفيذ مصيدة التسلل، ليزيد من معاناة هجوم العراق الذي تجمد أمام هذا التنظيم التكتيكي الإيطالي الرائع، ووقع مهاجمو «أسود الرافدين» في مصيدة التسلل 9 مرات، وهو رقم كبير يؤكد نجاح الخط الخلفي لـ «الأبيض» في مهمته، وإذا كان خالد عيسى المتألق واصل الحفاظ على نظافة شباكه للمباراة الرابعة على التوالي، وتصدى لـ 6 محاولات دقيقة بنجاح بجانب خروجه من مرماه في 4 مناسبات في توقيت رائع، فإن خط الدفاع كاملاً كان عند حسن الظن، خاصة مهند العنزي الذي تصدى لتسديدة رأسية عراقية في توقيت قاتل، واستطاع التنظيم الدفاعي المكون من 7 لاعبين، بواقع ثلاثي الدفاع ورباعي الوسط، في استخلاص وقطع وتشتيت 86% من الكرات التي قطعها منتخبنا، وكان الأغزر في ذلك هو إسماعيل أحمد الذي أحسن التمركز والتحرك والتدخل في الوقت المناسب، وقطع 27 كرة، تلاه مهند بـ 22 كرة، ثم محمد أحمد بـ 20 كرة. ميزة أخرى، كانت ظاهرة في المباراة تعلقت بدقة تمريرات منتخبنا، حيث بلغت إجمالاً 87%، وكانت أهم محطاته التمريرية في وسط الملعب، هو ثنائي الارتكاز خميس إسماعيل وعلى سالمين، إذ مرر الأول 56 كرة بدقة 91%، وهي الأعلى بين كل اللاعبين حسب المركز وإجمالي التمريرات، في حين مرر الثاني 40 كرة بدقة 86%، وهذا الأمر كان مهماً، في الفترات الحاسمة، ومنح «الأبيض» الاستحواذ المطلوب، والتحول الناجح بعد الشوط الأول، حيث ظل منتخبنا هو الطرف الأفضل في باقي فترات اللقاء. واستحق «عموري» أن يكون النجم الأول في المباراة وأفضل لاعبيها، حيث استطاع تهديد مرمى العراق 4 مرات بواقع تسديدتين بين القائمين والعارضة ومحاولتين خارجها، على الرغم من تعرضه لعدد كبير من الأخطاء، بلغت 12 خطأ في محاولات من جانب لاعبي العراق لإيقافه، ومع ذلك كان عمر عبد الرحمن هو الأغزر تمريراً بـ 73 كرة، والأكثر إرسالاً للكرات العرضية التي بلغت 8 تمريرات، كما ظهر علي مبخوت بصورة طيبة وشكل خطورة هجومية واضحة لمصلحة «الأبيض»، بعد 3 محاولات كادت أن تكون كلها أهدافاً، لولا سوء التوفيق، خاصة أنه الأكثر تهديداً للمرمى العراقي من ثلاثة توغلات ناجحة داخل منطقة الجزاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©