استطاع المواطن خليفة بن عوض اليحيائي أن يحقق حلمه بافتتاح مصنع للمياه النقية والصحية، مستخلصا من الهواء ماء يشابه في تركيبته ماء المطر، ما حقق حلمه في مواجهة أكبر التحديات، التي لا تواجه الإمارات فقط وإنما جميع دول العالم، وخاصة دول الوطن العربي، والتي تكمن في شح المياه نتيجة عوامل تسيطر على العالم.
الأول من نوعه
يعد المصنع الأول من نوعه في عملية استخلاص الماء من الهواء بالدولة، من خلال آلات حديثة قام اليحيائي بصنعها محلياً وفي موقع المصنع، وأصبحت تلك الآلات اليوم مطلباً في دول عدة، لأن ما تم إنتاجه خارج الإمارات لم يكن مطابقاً للمواصفات من حيث النوعية والكمية، وحصل الماء، الذي ينتجه مصنع اليحيائي على شهادة الآيزو 22000 الخاصة بسلامة الأغذية.
وتعد المياه، التي ينتجها المصنع، عالية النقاء وفي الوقت ذاته لا تشكل عبئا على البحر والكائنات في البحر نتيجة عملية التحلية، ولا تستنزف المياه الجوفية، كما لا ينجم عن عملية جمع الماء وتنقيته وتعبئته أي نوع من أنواع الملوثات، وهي خالية من البرومات وهي مادة ذات مخاطر صحية يمكن أن تكون في المياه.
عن الكيفية التي يتم بها استخلاص الماء، يقول اليحيائي «تقنية استخلاص الماء من الهواء تعتمد على جهاز شفط الهواء المحيط من الخارج بوساطة آلات ضخمة، وتلك الآلات تفضل الماء عن الهواء في اللحظة، وتصرف الهواء مرة أخرى من خلال الجهاز ذاته إلى الخارج، أما الماء الذي يجمع فإنه يذهب تلقائيا إلى خزانات، وهي في الوقت الحالي محدودة جدا لأن المشروع بدأ منذ تسعة أشهر فقط، فيما يذهب الماء إلى مصاف تعمل على قتل كل البكتريا التي تكون عالقة فيها، إلى جانب تصفيته وتنقيته من أية ملوثات أخرى، ويذهب بعد ذلك الماء إلى مرحلة أخرى من التعقيم ثم مرحلة المعالجة بالأوزون، وبعد ذلك يمر الماء في جهاز معقم إلى مرحلة التعبئة، ويتم أيضا تصنيع العبوات في المصنع ذاته»، مشيرا إلى أن المنتج يخضع للفحص بشكل مستمر من قبل الرقابة على الأغذية، كما يوجد فريق عمل يشرف عليه مهندس متخصص.
آمن على الصحة
حول خطورة البرومات على الصحة، يقول اليحيائي «هناك مخاطر صحية لمادة البرومات التي في حال تجمعت بشكل تراكمي في الإنسان فإنها تؤدي إلى هبوط في وظائف الكلى والكبد وتأثيرات على الجهاز العصبي، واحتمال نشوء أورام سرطانية وذلك بحسب مرجع منظمة الصحة العالمية، وتعد مادة البرومات نوعاً من المركبات غير العضوية تتألف من 3 ذرات أوكسجين وذرة بروم، وتتكون في المياه نتيجة تفاعل الأوزون المستخدم في التعقيم في حال تم تصنيع الماء مع أيون البرومايد الموجود أصلاً في المياه الخام»، مضيفا «يمكن أن تتكون البرومات في المياه غير المعبأة في حال تعقيمها بمادة هيبوكلورايت الصوديوم، المنتجة من التحليل الكهربي لمحلول ملحي يحوي نسبة عالية من البرومايد، مثل استخدام مياه البحر أو مياه مالحة للحصول على المادة المطهرة منها».
وحول فكرته، يوضح اليحيائي «الهدف من فكرة استغلال الهواء لاستخلاص الماء منه، جاءت نتيجة لكل ما قرأت وسمعت وشاهدت عن تلوث المياه وشحها في العالم، كما أننا نريد أن نتحول من دولة تعتمد على مياه البحر، وربما نلوثها ونسيء لها، إلى دولة تعتمد المشاريع الخضراء، ومشروعي هذا مشروع أخضر لا يسبب أي عبء على أي مورد طبيعي، ولا يتسبب بتلوث البيئة».
عجز مائي
حول العجز المائي في العالم العربي، يقول «في الوطن العربي نعاني من العجز المائي، وعلى الجميع أن يعلم كي يسهم في وقف الهدر، وتشير تقارير إلى أن أكثر من 15 دولة عربية تعاني الآن من العجز المائي، ومن المتوقع أن يزداد هذا العدد تدريجياً، إذ تؤكد دراسات أن استهلاك الفرد في المنطقة العربية كان نحو 3800 متر مكعب عام 1960، وانخفض إلى 1200 متر مكعب عام 2000 وسينخفض إلى 650 متراً مكعبا عام 2025»، لافتا إلى أن ذلك حفزه للبحث عن بدائل مستدامة.
ويقول اليحيائي «لا يزال علينا العمل بمستوى أكبر مما نحن عليه، لأجل الحفاظ على الموارد المائية، ويشكل سوء استخدام الموارد المائية المتاحة بهدرها أو تلويثها، أحد أهم أسباب المشكلة المائية، وذلك بسبب محدودية الوعي ومستوى الثقافة المائية لدى المستثمرين، ولذلك تصبح الحاجة ملحة لتنظيم حملة شعبية وقومية لترشيد استهلاك المياه على مستوى الوطن العربي وبرعاية الجامعة العربية».
وعن فكرة مشروعه، يقول اليحيائي «قمت بإجراء تجارب على كل أنواع الماء المتوافرة في السوق وأجرينا عمليات مخبرية، ووفرنا معدات صديقة للبيئة، حيث لا ضوضاء ولا أدخنة، وكل ماكنة بها فلاتر وكل كمية الماء المستخلصة من الهواء تمر على 36 فلترا للتنقية، وهناك عملية قتل للبكتيريا ثم التعريض للأوزون، ولذلك نحصل على مياه بصوديوم أقل من المياه المتوافرة في الأسواق».
ويضيف «نحن ننتج في اليوم الواحد 65 ألف عبوة، بمعدل 28 ألف عبوة كل ثماني ساعات».
عدد اليوم
