يوسف العربي (دبي) - ارتفع عدد المعاملات المنجزة في “جمارك دبي” خلال 2013 بنسبة 8,44% لتصل إلى 8,32 مليون معاملة مقارنة بنحو 7,67 مليون معاملة خلال العام الذي سبقه، بحسب يوسف السهلاوي المدير التنفيذي للشؤون المؤسسية بالدائرة.
وقال السهلاوي في حوار أجرته معه «الاتحاد» إن الدائرة نجحت في تخفيض الزمن اللازم لإنجاز التخليص الجمركي لنحو 88% من الشحنات الصحيحة التي لا تحتوي على مخاطر إلى دقيقتين.
وأضاف أن جمارك دبي نجحت في أن تكون أول دائرة حكومية تحول خدماتها إلى خدمات ذكية بنسبة 100%، لافتاً إلى أن هذه الخطوة المهمة أسهمت بدورها في تقليص الزمن المستغرق لإنجاز المعاملة.
وقال إن جميع المتعاملين مع جمارك دبي سيستفيدون من هذا التحول، إذ سيتمكن المتعامل من الحصول على الخدمات الجمركية بسهولة ومرونة تامة، من خلال تقديم الطلب ومتابعته والحصول على الخدمة على مدار الساعة ومن أي مكان.
ولفت إلى أن إنجاز المعاملات الجمركية عبر التطبيقات الذكية يحقق توفيراً مجزياً لتكلفة أعمال المتعاملين التجارية، كما يسهم في زيادة واضحة في عائدهم الاستثماري، نتيجة لتوفير الوقت والجهد وتقليص عدد الموظفين.
وأوضح السهلاوي أن التحول إلى دائرة ذكية يتيح لجمارك دبي إعادة هيكلة جزء من مواردها البشرية، باتجاه استثمار جهد الموظفين العاملين في بعض مراكز خدمة العملاء، لتحقيق إنتاجية أكبر عبر تحولهم إلى أعمال أخرى تواكب المرحلة الجديدة، التي تمتاز باستخدام التقنية على نطاق أوسع، ما يعني عملياً الاكتفاء بعدد أقل من قاعات خدمة العملاء في المراكز الجمركية، لانتهاء الحاجة الفعلية إلى بعض قاعات الخدمة غير النشطة في عدد من المراكز.
وأكد السهلاوي أن دبي نجحت في التحول إلى مركز عالمي وإقليمي للتجارة، نظراً للقيمة المضافة التي تقدمها الإمارة للعمليات التجارية من خلال تطور بنيتها التحتية وخصوصا في قطاعات النقل والشحن والطيران عبر موانئها ومطاراتها وطرقها المتطورة، مدعومة بتسهيلات وخدمات لحركة التجارة قلَ نظيرها إقليمياً وعالمياً.
وبلغت قيمة تجارة دبي الخارجية للفترة من يناير إلى سبتمبر عام 2013 نحو تريليون درهم مقارنةً بـ 918 مليار درهم لنفس الفترة من عام 2012، وبزيادة بلغت نسبتها نحو 9%.
وأوضح السهلاوي أن دبي قادرة على استقطاب التجارة من مختلف دول العالم، لأن القيمة المضافة المقدمة في دبي للتجار والمستثمرين تخفض تكلفة التجارة بنسب مجزية، وبالتالي ترفع العائد التجاري.
وأكد أن جمارك دبي تضع جميع إمكاناتها لتحقيق هذا الهدف من خلال التطوير الدائم لخدماتها، إذ نجحت في تخفيض الزمن اللازم لإنجاز التخليص الجمركي.
إكسبو
وقال إن فوز دبي باستضافة «إكسبو 2020» يفتح المجال لتصاعد النمو في تجارة دبي الخارجية خلال السنوات المقبلة، لاسيما مع زيادة الاهتمام العالمي بالاستفادة من المزايا التي تقدمها الإمارة للتجار والمستثمرين، ورغبة عدد أكبر من الشركات العالمية بتأسيس مكاتب ومقار إقليمية لها في دبي.
وأكد السهلاوي أن جمارك دبي ستوفر للعملاء والتجار العديد من الأنظمة والإجراءات التي تلبي احتياجات العارضين في معرض إكسبو 2020.
واستعرض السهلاوي الخدمات والتسهيلات التي ستقدمها جمارك دبي للعارضين خلال الحدث العالمي، وفي مقدمتها الاستفادة من نظام الإدخال المؤقت لبضائعهم دون تسديد الرسوم الجمركية عنها، إلى حين انتهاء المعرض وقيامهم بإخراج بضائعهم إلى خارج الدولة.
ولفت إلى أن العارضين سيستفيدون من الإعفاءات الجمركية للبضائع الواردة إلى المعرض وفقا للتعرفة الجمركية الحالية لدول مجلس التعاون الخليجي التي تزيد على 800 سلعة فضلاً عن الاستفادة من الإعفاءات الجمركية للبضائع العربية المنشأ والواردة للمعرض وفقاً لاتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى.
وأضاف أن العارضين سيمكنهم الاستفادة من الإعفاءات الجمركية للبضائع الواردة للمعرض من دول ترتبط مع دول مجلس التعاون الخليجي باتفاقات تجارة حرة، فضلاً عن الاستفادة من تطبيق مبادرة الشحن الإلكتروني للبضائع المنقولة جواً بين مطارات الدول التي تطبق هذه المبادرة، والتي سيتم بموجبها استخدام بيئة إلكترونية متكاملة ومترابطة لتبادل مستندات الشحن والتجارة.
ولفت إلى العديد من الأنظمة التي تسهم في تسهيل مهمة العارضين، ومنها أن النظام الآلي للتخليص الجمركي على البضائع يعمل على مدار الساعة، طوال أيام الأسبوع، وهو «مرسال 2»، فضلاً عن خاصية التخليص المسبق قبل الوصول الفعلي للبضائع.
وقال «جمارك دبي توفر أيضاً قناة الأعمال الإلكترونية »B2G« التي تتيح إنهاء إجراءات وتخليص مجموعة من الشحنات والبضائع دفعة واحدة، إضافة إلى توافر قناة مستقلة لتخليص وإنهاء إجراءات البضائع والشحنات التي سيتم استيرادها للمعرض».
وأضاف إن العارضين سيمكنهم الاستفادة من الخدمات الجمركية الذكية على مدار الساعة طيلة أيام الأسبوع عبر الهواتف المتنقلة، والتي أطلقتها جمارك دبي استجابة لمبادرة الحكومة الذكية.
وأشار إلى وجود مركز اتصال خاص على مدار الساعة لأغراض وخدمة المعرض فضلاً عن توفير مكاتب وموارد بشرية جمركية في موقع المعرض لتقديم الخدمات المطلوبة للمعرض مع توفير كتيبات وإرشادات إلكترونية وورقية، بقواعد العمل والإجراءات الجمركية الخاصة بالمعرض.
البضائع المقلدة
وحول دور جمارك دبي في محاربة السلع المقلدة، قال السهلاوي إن الجهود التي قامت بها الدائرة في التصدي لمحاولات تهريب البضائع المتعدية على الملكية الفكرية، أسفرت عن إنجاز 168 ضبطية جمركية لبضائع مقلدة تتجاوز قيمتها 13 مليون درهم خلال التسعة أشهر الأولى من العام الماضي. وقال «تلقينا 122 شكوى من شركات صاحبة علامات تجارية، كما جرى تقييد 218 علامة تجارية».
وأوضح أن جهود الدائرة في حماية حقوق الملكية الفكرية لا تقتصر على ضبط المواد المقلدة في المنافذ الجمركية، بل تشمل تنظيم ورش عمل ومحاضرات توعوية لجميع فئات المجتمع عن خطورة استهلاك المواد المقلدة على الصحة وأضرارها للاقتصاد والشركات صاحبة العلامات التجارية.
ولفت إلى تنظيم ثلاث ورش عمل لحماية حقوق الملكية الفكرية بحضور 75 مشاركاً، كما جرى تنظيم 29 فعالية ومحاضرة في المدارس والجامعات والمعاهد وفي الدوائر الحكومية الأخرى.
الاتحاد الجمركي
من ناحية أخرى، أكد السهلاوي أن الاتحاد الجمركي الخليجي يدعم النمو المتصاعد لتجارة دبي مع دول مجلس التعاون الخليجي، والتي ارتفعت قيمتها حتى نهاية الربع الثالث من عام 2013 إلى نحو 87 مليار درهم، مقابل 72 مليار درهم للفترة ذاتها عام 2012 بنمو يصل إلى 22%.
وأصبحت دبي منذ بدء الإعلان عن الاتحاد منفذاً رئيسياً للتجارة الخليجية مع العالم الخارجي، بفضل ما تقدمه من تسهيلات وخدمات للتجار والمستثمرين تعزز عائدهم التجاري.
وقال إن اللجان الفنية للاتحاد الجمركي الخليجي تعمل على معالجة القضايا العالقة للوصول إلى التطبيق الكامل للاتحاد مطلع عام 2015، وفي مقدمة هذه القضايا آلية توزيع الحصيلة الجمركية بين الدول الأعضاء، وكذلك الحماية الجمركية وحماية الوكيل المحلي ومعاملة منتجات المصانع المقامة في التجمعات الاقتصادية في دول المجلس باستثمارات خليجية، إلى جانب ضرورة توحيد المتطلبات والإجراءات التي تخص البضائع الأجنبية المستوردة في نقاط الدخول الأولى. وقال «نحرص في هذا ألإطار على التنسيق مع الجهات المعنية والمشاركة في اجتماعات اللجان الفنية للالتزام بتطبيق القرارات التي تصدر عن الاتحاد الخليجي لتحقيق الفوائد المنتظرة من إقامته».
التوطين
وأكد السهلاوي أن جمارك دبي أولت أهمية كبرى للارتقاء بمهارات الموارد البشرية، من خلال حسن اختيارهم وصقل مهاراتهم الوظيفية، كما تولي قضية التوطين أهمية كبرى في خطتها الاستراتيجية، والتي تتضمن محوراً مهماً لاستقطاب الموارد البشرية، التي تعد الرأسمال الحقيقي في دولة الإمارات، مما يسهم في تطوير الكفاءات المواطنة وتحقيق التنافسية والريادة العالمية في مجال العمل الجمركي.
وفي إطار مواكبتها للبرامج الحكومية للتوطين، نجحت جمارك دبي في رفع نسبة التوطين إلى 84% على مستوى الدائرة بصفة عامة بنهاية عام 2013، مقابل 83% عام 2012.
كما أن نسبة التوطين في الوظائف القيادية بالدائرة وصلت إلى نسب عالية، والتي تشمل المدراء التنفيذيين ومدراء الإدارات والمراكز الجمركية في جمارك دبي.
وتتضمن استراتيجية الدائرة في هذا المجال استقطاب كوادر وطنية لمختلف تخصصات العمل الجمركي، لاسيما في مجال التفتيش، ووضع خطط سنوية لتدريب هذه الكفاءات وإلحاقهم بدورات وورش عمل داخل وخارج الدائرة لصقل مهاراتهم.
وقال إن الدائرة تحرص على المشاركة في معارض التوظيف سنوياً، إذ يتواجد بها مسؤولو وموظفو الموارد البشرية في الدائرة، للتعريف بمجالات العمل المختلفة، والملائم منها للطلبة والخريجين، خاصة مجال التفتيش الجمركي الذي تبلغ نسبة التوطين فيه 100%.
وأضاف أن جمارك دبي تحرص على تخطيط وتنمية المسار الوظيفي للموظف لتحقيق الإنتاجية العالية، بما يسهم في تحقيق أهداف الأفراد والدائرة، كما تحرص الدائرة على توفير الأوصاف الوظيفية لموظفيها لزيادة النتائج حسب مواصفات المسؤوليات ومؤشرات الأداء الرئيسية، بما يحقق الارتقاء الوظيفي تبعاً للكفاءات العاملة. وتولي إدارة الموارد البشرية اهتماماً كبيراً بتدريب موظفيها وتزويدهم بأحدث البرامج والدورات التي تسهم في بناء المقدرة الجمركية وتطوير المهارات الفنية لدى الموظفين.
وحقق مركز التدريب الجمركي نتائج إيجابية خلال النصف الأول من عام 2013 من حيث عدد الدورات التدريبية المتخصصة ونسبة المشاركة فيها ومعدل الفائدة والرضا الناتجة عنها.
«جمارك دبي» تدشن الخطة التدريبية للموظفين خلال عام 2014
دبي (الاتحاد)- أطلقت دائرة جمارك دبي خطتها التدريبية للموظفين لعام 2014، ضمن خطتها الاستراتيجية المرتبطة بدعم الاقتصاد وحماية المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة.
وقالت نادية عبدالله كمالي، المدير التنفيذي لقطاع الموارد البشرية والمالية والإدارية – مكلف في بيان صحفي، إن الخطة تتضمن 326 برنامجاً تدريبياً وورشة عمل، منها 160 برنامجاً للعمليات الرئيسة في الدائرة، مثل التفتيش والتخليص الجمركي والعمليات.
وأضافت أن البرامج التدريبية تستهدف 2483 موظفاً، يشكلون 92% من إجمالي عدد موظفي الدائرة البالغ نحو 3000 موظف، وتم إعدادها بناء على المتغيرات التي تشهدها البيئة الجمركية حول العالم، والاحتياجات التدريبية الواقعية للدائرة والموظفين.
وأكدت حرص جمارك دبي على تدريب وتأهيل كوادرها البشرية، إيماناً منها بأن الموظف هو الركيزة الأساسية التي تعتمد عليها الدائرة في بناء دعائم تميزها، وتأمين ما يعزز دورها في تنمية الاقتصاد الوطني ، وتطبيق سياستها واستراتيجيتها في مجال حماية المجتمع كمهمة أصيلة وأساسية للدائرة.
وأوضحت أن استراتيجية التدريب تهدف إلى تطوير كفاءة المستويات والفئات الوظيفية القيادية والتشغيلية كافة، من أجل تحقيق الاستدامة في إنجاز الأهداف الاستراتيجية والتشغيلية للدائرة، مشيرة إلى أن المردود الإيجابي المتوقع للدورات التدريبية من شأنه رفع مستوى وجودة كفاءة الأداء، وتعزيز مكانة الدائرة إقليمياً ودولياً، وتمكينها من مواكبة التغييرات على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية بشكل إيجابي وفعال، تماشياً مع الخطة الاستراتيجية لجمارك دبي المنبثقة عن خطة دبي الاستراتيجية 2015، ورؤية الإمارات 2021. وافتتحت جمارك دبي في يونيو 2011 مركزاً للتدريب الجمركي لتدريب وتأهيل الموظفين من خلال الوسائل التعليمية الحديثة والمتطورة المستخدمة في التدريب، خاصة في مجالات العمل الجمركي والمجالات الأخرى المساندة، بالإضافة إلى توفير أفضل البرامج التدريبية، واستقطاب أفضل المدربين المتخصصين، والاستفادة من خبرات موظفي الدائرة في تطوير العمل الجمركي.
ومن جانبه قال الدكتور عبدالوهاب المدني، مدير مركز التدريب الجمركي، إن خطة جمارك دبي التدريبية تهدف إلى بناء وتطوير المعرفة للمتخصصين في مجال العمل الجمركي، خاصة في مجال التفتيش والعمليات، وإعداد وتطوير القيادات المستقبلية من الصفين الثاني والثالث، والتنمية الذاتية والتعليم عن بعد وتطوير المهارات الإدارية.
عدد اليوم
