الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هيلاري··· وحصيلة المهمة الآسيوية

هيلاري··· وحصيلة المهمة الآسيوية
23 فبراير 2009 23:44
رجعت هيلاري كلينتون إلى أميركا عائدة من الصين يوم الأحد الماضي بعد انتهاء أول رحلة خارجية تقوم بها بعد توليها لمنصب وزيرة الخارجية· ولدى مغادرتها أدلت ''هيلاري'' بتصريح قالت فيه إنها تغادر الصين وهي ''متشجعة بإمكانية تقوية العلاقة بين الشعبين الصيني والأميركي، التي ستعني الكثير بالنسبة لكل منهما''· وعلى ما يبدو أن زيارة ''هيلاري'' الآسيوية الخاطفة التي طافت خلالها باليابان، وإندونيسيا، وكوريا الجنوبية، والصين، قد حققت الغرض المتوخى منها وهو ''إعادة تقديم أميركا لشعوب العالم، ونقل رسالة عن الكيفية التي ستعمل بها الإدارة الجديدة مع تلك الشعوب من أجل إيجاد أرضية مشتركة'' على حد تعبير وزيرة الخارجية· وبشكل عام، يمكن القول إن أفكار ''هيلاري'' قد قوبلت بشكل إيجابي من قبل مضيفيها، وإن كان هناك بعض المحللين الذين حذروا من أن هناك مشكلات ستظهر عندما تسعى واشنطن للحصول على موافقة بكين بشأن تفاصيل الكيفية التي ستتم بها معالجة الأزمة الاقتصادية العالمية، والتغير المناخي، وهما الموضوعان اللذان يمثلان أولوية على رأس أجندة كلينتون· وخلال الزيارة التي كان من الواضح أنها تركز على الصين في المقام الأول، زارت هيلاري أيضاً دولتين حليفتين رئيسيتين في المنطقة· ففي العاصمة اليابانية ''طوكيو'' التي كانت أول محطة في رحلتها ''بذلت جهداً من أجل إزالة مخاوف اليابانيين من احتمال إقدام باراك أوباما على إحياء الضغط التجاري وتجاهل اليابان لمصلحة الصين''· كما يقول ''إيليس كراوس'' الخبير في الشؤون السياسية اليابانية بجامعة كاليفورنيا· وفي زيارتها لـ''سيئول'' حملت هيلاري رسالة دعم واضحة لكوريا الجنوبية، وخصوصاً بعد زيادة بيونج يانج لحدة انتقاداتها الموجهة ضد جارتها، واستعدادها على ما يبدو لإجراء اختبار على صاروخ طويل المدى، وهو ما أثار قلق سيئول إلى حد كبير· كما زارت ''هيلاري'' إندونيسيا أيضاً في لفتة اهتمام بهذا البلد الذي يعد أكبر دولة إسلامية في العالم من حيث عدد السكان، والذي يعتبر ديمقراطية ناشئة تقع في منطقة يشعر البعض أن الإدارة الأميركية السابقة لم تنشط فيها بشكل كافٍ، ولم تعطها ما تستحقه من اهتمام· وهذه هي المرة الأولى خلال خمسين عاماً التي يجعل فيها وزير خارجية أميركي آسيا وجهته الأولى بعد توليه منصبه· ويقول ''كينيث ليبريثال'' الخبير البارز في الشؤون الصينية في معهد بروكينجز بواشنطن: ''إن إدارة أوباما تشعر بأن بوش قد اتبع أجندة ضيقة وشحيحة للغاية في تعامله مع آسيا··· ولذلك فإنها تنوي الاهتمام بآسيا أكثر من ذي قبل''· غير أن محطة ''هيلاري'' الرئيسية في رحلتها كانت ''بكين'' التي أشارت فيها إلى رغبة الرئيس أوباما في تعميق العلاقات بين البلدين، التي ظلت تتقدم على نحو سلس خلال الأعوام الأخيرة· وقالت وزيرة الخارجية الأميركية خلال الجولة إن الولايات المتحدة باعتبارها الدولة الأكثر تقدماً، والصين باعتبارها الدولة الأكثر نمواً ''في حاجة إلى تطوير علاقة إيجابية وتعاونية بينهما حتى يتمكنا من معالجة المشكلات الخطيرة التي تواجه العالم''· بل ''إن هناك حاجة ماسة لعمل البلدين على معالجة آثار الأزمة الاقتصادية العالمية معاً وذلك من خلال العمل على تصميم وتنفيذ استجابة عالمية منسقة لهذه الأزمة''· كما أعربت أكثر من مرة خلال أحاديثها هناك عن أملها في تعاون الصين والولايات المتحدة باعتبارهما أكبر دولتين ملوِثتين للبيئة في العالم، وذلك من أجل صياغة مقاربة مشتركة لمواجهة ظاهرة التغير المناخي، وهو موضوع قلما كان يتم التطرق إليه خلال المباحثات الثنائية التي كانت تجري من قبل بين البلدين· وفيما يتعلق بالتعامل مع هذه المسائل، ومع المسائل الأمنية الأخرى ذات الأهمية الكبيرة مثل القدرات النووية لكل من كوريا الشمالية وإيران· قالت ''هيلاري'' ونظيرها الصيني ''يان جيه تشي'' إنهما يخططان لرفع مستوى ''الحوار الاستراتيجي'' بين دولتيهما، والذي كان يتركز حتى الآن على الاقتصاد بحيث يشمل إلى جانب ذلك المسائل السياسية· وقد أظهرت أنها تود أن يشمل هذا الحوار رئيس الوزراء الصيني ''وين جياباو'' وفقاً للمصادر الصينية المطلعة على هذه الخطة· ويقول ''يان سيوتونج'' مدير معهد الشؤون الدولية في جامعة ''شينخوا'' في بكين: ''إن ترقية الحوار لا تعني بالضرورة ترقية العلاقات برمتها''· وأضاف ''سيوتونج'': ''لست متأكداً من أن جوهر العلاقات سيتم تحسينه'' وخصوصاً أن إدارة أوباما لم تصدر عنها أي علامات تفيد بأنها راغبة في تعليق مبيعات السلاح لتايوان، ولا في وضـــع نهايـــة للحظر على بيع الأسلحة والتقنية المزدوجة الاستخدام لبكين، وهي موضوعات تضايق الحكومة الصينية· ويضيــف''سيوتونج'' إلى ما سبق قولــــه: ''في زيـــارة كانت مخصصة لوضع أسس العلاقات المستقبلية لم يكن مستغربــــاً أن تلجـــأ هيلاري إلى التقليل من درجــــة أهمية موضوع انتهاكات حقوق الإنسان في الصين، على رغم أنهــــا تحدثــت بحماس واهتمام شديدين هنا عن هـذا الموضوع منذ 14 عاماً، إلى درجة أن السلطات الصينية اضطرت وقتها إلى قطع التغطية التلفزيونية لخطابها· أما هذه المرة فلم يكن خطـــاب هيـــلاري على تلـــك الدرجـــة من الحدة حيث اكتفت بأن قالت للصحفيين ''إن الإلحاح على مسائل مثل التيبت، وتايوان، وحقوق الإنسان لا يمكن أن يتداخل مع مناقشة موضوعات أخرى مثل أزمتي تغير المناخ العالمي، والأزمات الأمنية العالمية··· ويجب أن يقوم بين دولتينا حــــوار يقــــود إلى التفاهــــم والتعـــاون في كل مسألـــة من تلك المسائل''· ولكنها أكـــدت مـــع ذلك أنها قد أثارت موضوع حقوق الإنسان خلال مباحثاتها مع الزعماء الصينيين، وأنها ستستمـــر في ذلــــك· بيتر فورد - بكين ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©