الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

حنين دجاني.. تشيع الفرحة بالمحاكم!

حنين دجاني.. تشيع الفرحة بالمحاكم!
30 يوليو 2015 00:20
أتصور أن روحي «النشطة» كصحفية أغطي أخبار المحاكم، مكنتني من القيام بدور إيجابي ولو ضئيل عن طريق نشر شعور بسيط بالفرحة والتفاؤل بين المترددين على المحاكم عندما طُلب منّي الكتابة عن كوني صحفية أجنبية في الإمارات، وجدت أنه من الغريب أن أفكر باعتباري غريبة عن الدولة، لأن الإمارات هي وطني منذ أن كنت طفلة. وربما أنني لم أعاني تغيرات بيئية أو صدمات ثقافية أو عقبات لغوية كبيرة عندما أصبحت «صحفية أجنبية في الإمارات» عام 2008، ولكن يمكنني بالتأكيد أن أوضح كيف انعكس ذلك على إثراء خبراتي في جوانب كثيرة. وقد كنت في الصف السادس الابتدائي عندما قررت أن العمل الصحفي سيكون ملائماً لي؛ إذ كنت أتابع مسلسل «ساندي بل» الكرتوني المدبلج بالعربية، والذي يسلط الضوء على صحفية شابة واجهت مجموعة من المغامرات والأحداث المؤسفة بروحها المرحة، وعربة الصحافة الملونة بالأحمر والأصفر، وأدواتها التي تظهر عليها صور الرسوم المتحركة. ولكني الآن أدرك أن «ساندي بل» لم تؤثر فقط على اختياراتي التعليمية والمهنية، ولكن أيضاً على نموذج عملي الصحفي. وعندما حان وقت ذهابي إلى الجامعة، بدأ عقلي يشكل أهدافاً نبيلة وطموحة، وكيف يمكن أن أستغل حياتي المهنية في تحقيقها. ولكن ربما أن تطبيق تلك الأهداف بدا بعيد المنال ومربكاً عندما دخلت إلى مجال العمل، غير أني سرعان ما أدركت أن تحقيق غاية نبيلة لا يستلزم بالضرورة السعي إلى تنفيذها على نطاق واسع. وعلى سبيل المثال، أعتقد أن إحدى النتائج المثمرة من تغطية أخبار المحاكم بالنسبة لي كان نشر الوعي بالقوانين في الإمارات، والأمور التي قد يعتبرها الناس بسيطة وعادية، رغم أنه من الممكن توقيفهم بسببها. والقانون هنا شامل، ويأخذ في الاعتبار حتى أصغر الأفعال، التي قد نجدها شائعة بين الناس في الحياة اليومية، ولكن إذا ما ألقي القبض على شخص بسببها سيفاجأ بمدى اعتبارها جريمة خطيرة. ولا يتمكن خبراء القانون والتنمية من التأكيد بالقدر الكافي على أهمية تثقيف الناس بشأن القانون، ليس فقط للحفاظ على حقوقهم، ولكن أيضاً لضمان أنهم لن ينتهكوها عن جهالة. ولعل نشر أخبار المحاكم يمكن أن يكون طريقة لترسيخ هذه الثقافة أفضل من معرفتها من خلال الحياة اليومية، إذ إن هذه الأخبار يمكن أن تنقل الرسالة بدقة، وُتمكن الجمهور من ربط القانون بالمواقف اليومية. ومن منظور مختلف، أتصور أن روحي «النشطة» كصحفية أغطي أخبار المحاكم، مكنتني من القيام بدور إيجابي ولو ضئيل عن طريق نشر شعور بسيط بالفرحة والتفاؤل بين المترددين على المحاكم. وعندما بدأت تغطية أخبار المحاكم قبل خمسة أعوام، كثيراً ما أخبرني الناس بأنه نظراً لأزيائي الملونة وأدواتي التي تحمل صور الرسوم المتحركة، ينبغي أن أغطي أخبار الموضة أو السفر أو أي شيء آخر أكثر «متعة» من المحاكم. ورغم ذلك، أعتقد أن تلك الروح مكنتني من إبراز أفضل ما في التغطية الصحفية للمحاكم. ونجحت في ألا أصاب بالاكتئاب من جراء القصص المحزنة التي أسمعها في المحاكم، وبدلاً من ذلك، أمنح البعض سبباً للابتسامة. ولن أنسى كيف كانت والدة متهم يبلغ من العمر 18 عاماً تضحك على أدواتي كلما رأتني، رغم أن ابنها كان يواجه عقوبة الإعدام. وأطلقت علي اسم «حنين بالألوان». والحمد لله تمت تبرئة ابنها في الاستئناف، وكان يوماً لا ينسى، عندما ذرف جميع من قاعة المحكمة دموع الفرحة. والعمل الصحفي بصورة عامة يجعلني أتواصل مع مزيج من الشخصيات والأحداث التي تعج بها الحياة، والميادين، والابتكارات، وبالتأكيد الأحداث والمغامرات الساخرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©