بسام عبد السميع (أبوظبي) - سجلت القيمة السوقية لأسواق المال العربية بنهاية الربع الثالث العام الماضي أعلى مستوى لها منذ سنة 2008، متجاوزة حاجز التريليون دولار، بحسب بيانات صندوق النقد العربي الصادرة أمس.
وارتفعت قيمة أسواق المال العربية بنسبة 6,1? بنهاية سبتمبر الماضي، مقارنة بنهاية يونيو 2013، لتصل إلى 1,055 تريليون دولار.
وأوضح التقرير الخاص بالأسواق المدرجة في قاعدة بيانات صندوق النقد العربي «تعد هذه القيمة السوقية الأعلى منذ الأزمة المالية العالمية، التي وقعت في منتصف عام 2008».
لكن هذا التحسن في مؤشرات الأسعار والقيمة السوقية لم يرافقه تحسن في نشاط الإصدارات الأولية من الأسهم.
فقد سجل الربع الثالث 2013 انخفاضاً في هذا النشاط من حيث العدد والقيمة، مقارنة بالربع الثاني من العام نفسه، بحسب التقرير.
وفيما يتعلق بالقيمة السوقية لأسواق المال العربية بشكل فردي، أشار التقرير إلى أن غالبية الأسواق عرفت تحسناً في القيم السوقية خلال الربع الثالث من العام الماضي، إذ ارتفعت القيمة السوقية للشركات المدرجة في أسواق كل من أبوظبي ودبي والبحرين والسعودية وقطر والكويت ومسقط ومصر وبيروت وفلسطين والدار البيضاء.
وسجلت أسواق السعودية أكبر الارتفاعات، وتلتها دبي ومصر بنحو 23,6 و 9,7 و 9 مليارات دولار على التوالي.
من جانب آخر، تراجعت القيمة السوقية في بورصات كل من عمان والجزائر وتونس ودمشق والخرطوم وكانت أكبر التراجعات في بورصة عمان وبقيمة 1,5 مليار دولار.
وعلى صعيد ترتيب الأسواق العربية من حيث القيمة السوقية، أوضح التقرير أن السوق المالية السعودية تصدرت الأسواق المالية العربية، بقيمة سوقية بلغت 422,8 مليار دولار، وتمثل هذه القيمة نحو 40,1? من القيمة السوقية الإجمالية للأسواق المالية العربية.
وبالنسبة لعدد الشركات المدرجة في الأسواق المالية العربية المشاركة في قاعدة البيانات، فقد انخفض هذا العدد ليبلغ 1462 شركة في نهاية سبتمبر 2013، مقابل 1471 شركة في نهاية الربع الثاني من العام الماضي.
وحول نشاط التداول، أشار التقرير إلى أن مؤشرات التداول والسيولة لم تتفاعل بشكل إيجابي مع التحسن الملموس الذي حققته الأسواق المالية العربية على صعيد المؤشرات السعرية والقيم السوقية، وذلك خلال الربع الثالث 2013.
وأرجع الصندوق انحسار التفاعل الإيجابي إلى تزامن الربع الثالث مع حلول شهر رمضان، والإجازة الصيفية، إذ يعمد الكثير من المتعاملين الأفراد إلى الابتعاد عن البورصات خلال هذه الفترة.
وبلغت قيمة الأسهم المتداولة في الأسواق المالية العربية مجتمعة خلال الربع الثالث من العام الماضي، نحو 124,7 مليار دولار، مسجلة بذلك انخفاضاً تجاوز بنسبة 18,7?، مقارنة بقيمة التداولات خلال الربع السابق.
وجاء هذا التراجع بشكل أساسي من سوقي السعودية والكويت، واللتين انخفضت فيهما قيمة الأسهم المتداولة خلال هذا الربع بنحو 20,8 و 9,8 مليار دولار على التوالي.
وشكلت قيمة الأسهم المتداولة في ست أسواق وهي السوق المالية السعودية، وسوق الكويت، وسوقي الإمارات، وبورصة قطر، والبورصة المصرية، ما نسبته 97,7? من إجمالي قيمة التداول في الأسواق المالية العربية مجتمعة خلال هذا الربع الثالث، وبلغت حصة السوق المالية السعودية وحدها نحو 67,2?.
وشهد المعدل اليومي لقيمة الأسهم المتداولة في أسواق المال العربية تراجعاً ملموساً خلال الربع الثالث 2013 ليصل إلى نحو 2058 مليون دولار يومياً، مقارنة بـ2399 مليون دولار كمتوسط يومي للتداول خلال الربع الثاني من العام نفسه.
كما تراجع عدد الأسهم المتداولة في الأسواق المالية العربية خلال هذا الربع وبنحو 19?، ليصل إلى نحو 99,6 مليار سهم.
وجاء هذا الانخفاض بشكل أساسي من سوقي الكويت والسعودية، والتي تراجعت فيهما عدد الأسهم المتداولة خلال هذا الربع بنحو 32,6 و 3,1 مليار سهم على التوالي، بحسب التقرير.
وشكل عدد الأسهم المتداولة في 5 أسواق، وهي السوق المالية السعودية والبورصة المصرية وسوق الكويت وسوقا الإمارات، ما نسبته 97,1 ? من إجمالي عدد الأسهم المتداولة في الأسواق المالية العربية.
وبلغت نسبة الأسهم المتداولة في سوق دبي المالي لوحدها خلال الربع الثالث من العام الماضي نحو 41,7?.
وتراجع المعدل اليومي لعدد الأسهم المتداولة، ليسجل نحو 1560 مليون سهم يومياً، خلال الربع الثالث 2013، مقارنة بمستواه المسجل خلال الربع السابق والبالغ نحو 1919 مليون سهم يومياً.
وكانت السوق المالية السعودية وسوق دبي وسوق الخرطوم والبورصة المصرية هي الأنشط نسبياً خلال الربع الثالث 2013.
وتواصل الاتجاه الإيجابي للاستثمار الأجنبي بالبورصات العربية مجتمعة خلال الربع الثالث 2013، ولكن بوتيرة أقل مما كان عليه بالربع السابق، وسجلت غالبية الأسواق العربية صافي تدفق موجب (صافي شراء) خلال هذا الربع، باستثناء بورصتي مصر وقطر.
وبلغ صافي الاستثمارات الأجنبية خلال الربع الثالث من العام الماضي، نحو 169 مليون دولار، مقابل صافي تدفق إيجابي بقيمة 608 ملايين دولار للربع الثاني من العام الماضي.
وشهدت السوق المالية السعودية أكبر تدفق موجب من الاستثمارات الأجنبية خلال هذا الربع بقيمة إجمالية قاربت 328 مليون دولار.
عدد اليوم
