الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تنح عن منصبك··· وإلاَّ !

23 فبراير 2009 23:45
تعاني المكسيك هذه الأيام مشكلة تمس صورتها، فوسائل الإعلام تشير إلى رسائل تهديد ورؤوس مقطوعة وجثث مخترقة بالرصاص، والتي تعد من نتائج حرب مخدرات طاحنة تستعير عبر كل أرجاء البلاد، ولكن سمعة المكسيك السيئة باتت اليوم دولية· فخلال الأسبوع الماضي، ركزت البرامج الإخبارية الدولية على الاحتجاجات التي اندلعت بمحاذاة الحدود الأميركية- المكسيكية ضد الجنود الذين يحاربون عصابات المخدرات، احتجاجات قال المسؤولون إن عصابات المخدرات نفسها تقف وراءها· وبعد ذلك، تصدرت رسالة تهديد وُجهت لقائد الشرطة في مدينة ''سويداد خواريس''، التي تعد أعنف مدينة في المكسيك، الصحف عبر العالم ومؤداها: تنح عن منصبك وإلا فإننا سنقتل شرطيا كل يومين· وما هي إلا ساعات حتى قدم ''روبرتو أوردونا'' استقالته، بعـــد أن قُتل شرطي وحارس سجن كُتب على جثتيهمـــا ما يفيد بأن مزيداً من الناس سيُقتلون إلى أن يتنحى قائد الشرطة في المدينة عن منصبه· وعلى إثر تصاعد أعمال العنف في المكسيك، وجهت وزارة الخارجية الأميركية نصيحة جديدة للأميركيين الذين يعتزمون التوجه إلى المكسيك تحذرهم فيها من اندلاع ''معارك نارية كبيرة'' عبر أرجاء البلاد؛ وجاء فيها ''إن المواجهات الأخيرة للجيش المكسيكي والشرطة مع عصابات المخدرات تشبه معارك بين وحدات صغيرة، حيث استعملت فيها العصابات أسلحة أوتوماتيكية وقنابل يدوية''· ومنذ وصوله إلى السلطة في ديسمبر ،2006 قام الرئيس المكسيكي فلييب كالديرون بنشر ما يزيد على 40000 جندي عبر أرجاء البلاد لمحاربة تجار المخدرات، الذين يتقاتلون حول مناطق النفوذ وطرق تهريب المخدرات، التي تدر عليهم أموالاً طائلة، إلى الولايات المتحدة· وقد عرفت شعبيته ارتفاعاً ملحوظاً عندما أطلق هجوماً على عصابات المخدرات في ولاية ميشوكان التي ينحدر منها· ويُشار هنا إلى أن تقريراً صدر مؤخراً عن منظمة الأمم المتحدة يفيد بأن المكسيك أنفقت 25 مليار دولار في 2007 على محاربة عصابات المخدرات، وهو ما يمثل زيادة تقدر بنحو 24 في المئة مقارنة مع 2006؛ غير أن عصابات المخدرات ردت على ذلك بـ''عنف غير مسبوق''، على حد تعبير التقرير· واليوم يتساءل المنتقدون بشكل متزايد ما إن كانت الاستراتيجية التي يتبناها كالديرون هي الأنسب، وذلك على اعتبار أن نحو 6000 شخص قُتلوا منذ العام الماضي -أي ضعف العدد المسجل في العام الذي قبله- من بينهم 78 جنديا و500 من أفراد الشرطة· وعلاوة على ذلك، فإن عنف الأسبوع الماضي يشير إلى اتجاه مماثل بالنسبة لـ·2009 ففي يوم السبت الماضي مثلاً تم إلقاء قنبلتين يدويتين على مركز الشرطة في زيخواتينيخو، على ساحل المحيط الهادي للمكسيك، ما أسفر عن جرح شرطي وأربعة مدنيين؛ وجاء ذلك بعد هجوم بقنبلة يدوية في وقت سابق من الأسبوع على دورية للشرطة في ولاية ميشوكان الواقعة غرب البلاد تسبب في إصابة خمسة مدنيين وشرطي· في هذه الأثناء، يبدو أن عصابات المخدرات لا تتأثر بالهجوم الحكومي، بل تزداد قوة وجرأة· أما كاليدرون، فقد تعهد بـ''الاستمرار في محاربة الجريمة المنظمة بلا هوادة أو رحمة''، مثلما قال الأسبوع الماضي خلال خطاب ألقاه بمناسبة عيد الجيش الوطني، مضيفا أن ''المكسيك تواجه تحديا تاريخيا يتمثل في تحويل نفسها إلى بلد آمن، بلد يسوده حكم القانون''· بيد أن العنف مستمر ويزداد سوءاً على المناطق الحدودية؛ ففي مدينة ''سويداد خواريس'' الحدودية مثلاً سُجل في 2008 ثلث كل جرائم القتل المرتبطة بالمخدرات في البلاد العام الماضي، إضافة إلى سرقة أكثر من 17000 سيارة و1650 جريمة سرقة سيارات بالقوة من أصحابها· سارة ميلر لانا محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©