الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خمسة دروس للناتو

2 أغسطس 2011 23:37
سواء استغرق الأمر أسابيع أم شهوراً، فإن الأمر المرجح هو أن القذافي سيسقط ويفقد سلطته، وتسيطر قوات المعارضة على معظم ليبيا. وفي أفغانستان، بدأت الولايات المتحدة في سحب قواتها، وسوف يحذو الحلفاء حذوها عما قريب. وعلى مدى السنوات الخمس القادمة، وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة لتدريب قوات الأمن الأفغانية، فإن حكومة أفغانستان الفاسدة وغير الكفؤة سوف تضطر على الأرجح، للتعامل مع الراديكاليين الإسلاميين من البشتون في الجنوب، والشرق، والاعتراف بنفوذ التحالف الشمالي القديم مرة أخرى في الشمال، أما غرب البلاد، فسوف يبقى متأثراً لحد كبير بإيران. والسيناريو الأفضل هو عدم انهيار الحكومة المركزية عندما تسحب القوات الدولية قواتها إلى مادون مستوى الكتلة الحرجة. أما في ليبيا، فإن المفارقة القاسية هي أن "الناتو" قد بذل مجهوداً غير متروٍ فيه جيداً، احتلت فيه الولايات المتحدة المقعد الخلفي، وهو مجهود قد ينجح على الرغم مما شابه من قصور في تحقيق المطلوب منه. وفي أفغانستان ومع مرور ثماني سنوات من العمل الشاق، وقيادة أميركية قوية، وما يزيد عن 150 ألف جندي على الأرض، فإن "الناتو" لم يترك سوى تأثير محدود، بل وبدأ بالفعل في التقهقر دون أن يحقق نصراً واضحاً، وهو ما يمثل نتيجة مقلقة وغريبة، ويمكن القول إنها سيئة بالنسبة لـ"الناتو"، من جميع النواحي. والدروس التي يمكن للأميركيين والأوروبيين على حد سواء استخراجها من تلك الحكايات هي دروس مختلفة ودالة في الوقت نفسه. فالأميركيون سيلومون الأوروبيين لعدم قيامهم بالدور الذي كان منوطاً بهم في أفغانستان، كما ستدرك الولايات المتحدة أنه يجب عليها ألا تعرض قدرات دفاعية لا يقوم الأوروبيون بتمويلها. أما الأوروبيون فقد يستنتجون أنه كان من الخطأ أن يسيروا وراء الولايات المتحدة في أفغانستان في المقام الأول، وأن العملية الممتدة في ليبيا، تثبت أن فكرة إعداد الحملات لتنفيذ مهام أو ما يعرف في الأدبيات العسكرية بـ"قوة الحملة" فكرة سيئة في الأساس. فأوروبا في جميع الأحوال يجب أن تبقى قريبة من مجالها، كي تمارس الدفاع الذاتي عن النفس. وهناك خمسة دروس يمكن استخلاصها مع عمليات "الناتو" الحالية. الدرس الأول: لكي يعني "الناتو" أي شيء، يجب أن يكون معبراً عن الأوروبيين والأميركيين في آن معاً. الدرس الثاني: أن الاستقطاعات الدفاعية الأوروبية تقوض التحالف. والثالث: أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تتخلى عن "الناتو". أما الدرس الرابع، فيتمثل في أن أميركا وأوروبا يجب أن تعززا التضامن داخل الأسرة الأطلسية التي تآكل نسيجها على نحو دراماتيكي في الشهور الأخيرة. الدرس الخامس أن "الناتو" يحتاج إلى دور يلقى تأييداً من الشعوب، ويستمد منها ما يحتاج إليه من موارد وإرادة سياسية. أين يترك ذلك كله "الناتو" في الوقت الذي تقترب فيه قمته في شيكاغو عام 2012؟ الأمر يتطلب منا إعادة الالتزام بحلف "الناتو" قوياً تتوافر له الموارد الكافية، ويتناسب مع الاحتياجات الدفاعية للقارة في القرن الحادي والعشرين. ولكن إذا ثبت أن هذا الهدف مبالغ فيه، فإن العكس تماماً من ذلك قد يفي بالحاجة. ما معنى ذلك؟ معناه الاعتماد على حلف "ناتو" يعتمد على"العودة للأساسيات"، أي حلف يركز في المقام الأول على الدفاع الجماعي عن الحلفاء، ولا يجد وزراء مالية الدول الأوروبية صعوبة في تمويله كما هو الحال الآن. أما العمليات المعقدة، وحملات المهمة، والحملات القتالية سواء داخل النطاق الأوروبي أو خارجه، فإن العودة إلى صيغة "تحالف الراغبين"، قد تكون هي الخيار الأفضل في هذه الحالة. كورت فولكر سفير الولايات المتحدة السابق للناتو ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©