قتل 35 شخصاً على الأقل خلال الـ24 ساعة الماضية بمدينة كراتشي، فيما وصف وزير الداخلية الباكستاني المدينة بأنها تعاني “موجة من الإرهاب وسفك الدماء”. وتعمل الحكومة جاهدة لإنهاء المعارك التي تدور كل ليلة في أنحاء كراتشي، العاصمة المالية للبلاد، حيث خلفت النزاعات العرقية والإجرامية أكثر من 200 قتيل الشهر الماضي.
وألقي باللوم في معظم أعمال العنف على أنصار حركة “قوامي المتحدة” الذين يتحدث غالبيتهم بلغة الأردو، وحركة “عوامي القومية” المنافسة التي تمثل المهاجرين من عرقية الباشتون. وتم نشر إعداد إضافية من رجال الشرطة والقوات شبه العسكرية في شوارع كراتشي، المدينة المكتظة بنحو 17 مليون شخص، إلا أن دائرة العنف تدهورت خلال الأسابيع الماضية.
وصرح شرف الدين ميمون أمس بأن “تظهر أرقامنا انه خلال الـ24 ساعة الماضية، قتل 35 شخصا في أعمال عنف، معظمهم في عمليات إطلاق نار خلال الليل”. وقال وزير الداخلية رحمن مالك إنه سيتم البدء في عمليات استطلاع جوية فوق الأحياء المضطربة من المدينة. وصرح في بيان أمس “لقد أمرنا بإحضار طائرات استطلاع إلى كراتشي لرصد القتلة والقضاء عليهم بعدما أطلقوا موجة من الإرهاب وسفك الدماء في المدينة”.
وشهدت كراتشي، أكبر المدن الباكستانية أعمال عنف قاتلة بين سكانها في الثمانينات والتسعينات. وكان يعتقد أن التوترات قد هدأت، إلا أن الاشتباكات اندلعت مجدداً في السنوات الأخيرة. ومنذ الأسبوع الماضي يوزع المسؤولون الحكوميون وأعضاء حزب الائتلاف الملصقات والنشرات واللافتات التي تدعو إلى السلام في المدينة التي تعتبر المركز الاقتصادي للبلاد.
وقال ميمون إن طلقات نارية سمعت أمس في حي سورجاني، أكثر المناطق تضررا بأعمال العنف، التي تعد معقلا للعصابات الإجرامية. وأضاف أن “المجرمين يريدون زعزعة جهود إحلال سلام دائم في المدينة”. وذكر ضباط من الشرطة انه تم إضرام النار في عشرات الدراجات النارية داخل مصنع، كما تم إحراق مطعم والعديد من العربات.
وصرحت مفوضية حقوق الإنسان الباكستانية المستقلة في تقرير نشرته مؤخرا بأن كراتشي تشهد نزاعات سياسية وعرقية وطائفية. وذكرت المفوضية في وقت سابق أن 490 شخصا قتلوا في عمليات قتل مستهدفة في كراتشي في النصف الأول من العام مقارنة مع 748 في عام 2010 بأكمله.
عدد اليوم
