الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«قراءة قصة» توثق الصلة بين الكتاب والاستمتاع

«قراءة قصة» توثق الصلة بين الكتاب والاستمتاع
22 يناير 2012
انتباه وتفاعل كبير مع شخوص قصة «قطرة ماء»، التي تجسدت على مسرح العرائس في حديقة الخالدية، أفكار ورسائل ومناقشات تدور خارج أسوار المدرسة للاستمتاع وتعويد الأطفال على قراءة القصص في الحدائق، وتروم المبادرة أيضا إلى ترسيخ مفهوم القراءة عند الأطفال، بعد التراجع الكبير الذي شهده في عصر الإنترنت. الجو التقليدي استضافت مبادرة «قراءة قصة»، التي نظمتها بلدية مدينة أبوظبي في حديقة الخالدية العامة، مؤخرا، 75 طفلا من مدرسة البطين النموذجية، استمتعوا بفعالية تضمن برنامجها العديد من الأنشطة الترفيهية مثل مسرح العرائس، وقراءة القصة، وورشة فنية وحصة الرياضة، بالإضافة إلى العروض التنشيطية. حول مبادرة «قراءة قصة»، تقول مريم الزعابي، رئيسة الأنشطة والفعاليات الاجتماعية في بلدية أبوظبي، إنها تهدف إلى غرس قيمة القراءة في الأطفال، مشيرة إلى أن الحديقة ليست للعب فقط، بل هي مكان ممتع للتعاطي مع الكتاب ومرافقته. وتضيف «من المفيد عندما يخرج الطفل من الجو التقليدي للقراءة في البيت والمدرسة، وينطلق إلى جو مختلف يحمل المتعة والفائدة في الحدائق والمتنزهات أن يحمل كتابا أو يقرأ قصة فينمي ثقافته القرائية ويزيد مخزونه اللغوي، ومن الممكن أن يختلط الطفل مع ثقافات مختلفة ويستمع إلى قصص هادفة تحمل مغزى، وهكذا يرسخ قيمه الإيجابية. وهذه هي الأهداف الرئيسة التي تسعى البلدية لتحقيقها من ملتقيات «قراءة قصة». وتوضح الزعابي أن هذه الفعالية التي تعتمدها البلدية للسنة الثالثة على التوالي، تدخل ضمن المسؤولية المجتمعية للبلدية، حيث تعمل على تعزيز المشاركة المجتمعية، وتقول «اخترت قصة بيئية تهدف إلى المحافظة على استهلاك الماء، وتقدم من خلال مسرح العرائس، واستخدام المؤثرات الصوتية المعبرة ومن ثم طرح الأسئلة على الأطفال حول مضمون القصة وتوزع عليهم القصص للقراءة الجهرية». مشاركة المعاقين تقول الزعابي إن الفعالية تأخذ بعين الاعتبار مشاركة المعاقين، لكن هذه السنة تعذر ذلك لعدة أسباب منها انشغال القيمين على هذه الشريحة بالمشاركة في فعاليات أخرى، مؤكدة أن البلدية ستقيم فعالية خاصة بهم في الأيام المقبلة، من خلال قراءة قصة بطريقة «برايل»، ومشيرة إلى أن التنسيق جار في هذا الاتجاه. أما عن البرنامج اليومي لقراءة قصة في حديقة الخالدية، والتي بدأها الصغار الساعة التاسعة صباحا، تقول الزعابي «استهل مسرح الدمى «قراءة القصة» لتحبيبها للأطفال، لأن الصغار عادة يرغبون جدا في هذا النوع من القراءات ويستوعبونها أكثر، حيث تمرر لهم رسائل عن طريق هذه الشخصيات بمؤثرات بصرية تشد انتباههم وتعلي تركيزهم». وعن اختيار قصة «قطرة ماء»، تقول الزعابي «إننا ندعو من خلالها إلى ترشيد الماء، وهي دعوة للمحافظة على هذه المادة الحيوية، ونرسل قيما أخلاقية، ونعزز عادات ونغرسها في الطالب من خلال مثل هذه الفعالية، كما نحاول تغيير المفاهيم المادية التي طغت على هذا الجيل، فأصبحت الإلكترونيات والألعاب والآيباد من الأشياء التي تفرق الأسرة، وتقف في وجه صقل مهارات الصغار». وتعبر الزعابي عن استيائها إزاء التراجع الكبير في استخدام اللغة العربية، وتقول إن «استخدام اللغة العربية بين الصغار محدود جدا، كما أصبحوا يرغبون في قصص أجنبية، وهنا أحمل المسؤولية للأسرة، فالمفروض على الأهل أن يدخلوا أولادهم في جو القراءة، بحيث يقرؤون لهم وأمامهم ليكونوا قدوة». أنشطة مرافقة تلفتت الزعابي إلى أن القصة التي تم اختيارها تمت قراءتها للأطفال من قبل معلمة، في حين جرت العادة أن يقرأها متطوع من أولياء الأمور، ليكون قريبا لقلب الأطفال، وللتعود على ذلك، وفي هذا الصدد تقول «نوجه دعوة لولي الأمر سواء كان أما أو أبا أن يتطوع لقراءة القصة في الفعاليات المقبلة». بعد مسرح العرائس، وفقرة الساحر، وقراءة القصة والسؤال عن أفكارها وشخوصها، تخلل الفعالية الكثير من الأنشطة المرافقة منها مسابقات تختبر قدرة الصغار على الرد السريع، كما تختبر قدرتهم على التفاعل فيما بينهم، ومن تلك الأنشطة الحصة الرياضية، إلى ذلك، تقول سارة جبنون، المشرفة على هذه الحصة «من الألعاب التي مارسها الأطفال اليوم رمي الطوق، وشد الحبل، وتتابع الكرة، والنط بالكيس، والهدف من الفعالية هي تنمية مهارات العمل الجماعي، واختبار القوة والتحمل والدافعية والمشاركة، وهذا بالطبع ينمي سلوك الطفل، ويساعده على التعاطي مع الأفكار المطروحة». وتضيف «تنظيم الفعالية في الحديقة ساعد الصغار على التحرر من قيود المدرسة، وبالتالي حررهم من الخجل، وهذا ظهر جليا على ملامحهم، حيث شدتهم الفعالية وتعاطوا معها بكل تركيز».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©